برج مغيزل اسم لقرية بكفر الشيخ يمتهن 85 ألف نسمة من سكانها مهنة الصيد لتجدهم ما بين بحر وشط يعيشون الأهوال والمخاطر ويستيقظ ذووهم علي الفجيعة ودموعهم تذرف دما ما بين أخبار عن غرق البعض أو احتجازهم لدي السلطات الليبية أو التونسية لدخولهم المياه الإقليمية في صيد مخالف للقوانين الدولية لتصبح حياتهم عليكف عفريت.
والواقع يشهد علي الأحزان التي شهدتها القرية خلال الأسابيع الماضية بسبب احتجاز السلطات الليبية لمركبين وإطلاق أعيرة نارية عليهما وإصابة اثنين بإصابات بالغة كما تم القبض علي ثلاثة مراكب علي متنها 57 صيادا مما يعد مسلسلا أشبه بلعبة القط والفأر ما بين صيادين يسعون وراء الرزق وسلطات تحافظ علي هيبة دولتهم واختراق حدودها ليصل عدد المراكب المحتجزة هذا العام لدي السلطات الليبية إلي 18 مركبا بإجمالي 68 مركبا خلال الخمس سنوات الماضية.
للوقوف علي طبيعة ما يحدث داخل برج مغيزل هذه القرية التي تشتهر بصناعة السفن واليخوت لتصبح قرية الأحزان ,كان هذا التحقيق..
يقول أحمد نصار رئيس جمعية خدمة الصيادين ببرج مغيزل:القرية لا تخلع ملابس الحداد علي أولادها الذين يموتون غرقا أو من يتم احتجازهم لدي السلطات الليبية بسبب الصيد المخالف في المياه الإقليمية الليبية لندرة الأسماك في الشواطيء المصرية جراء الصيد المخالف وصيد الزريعة ,متهما رئيس هيئة الثروة السمكية بتطبيق سياسات خاطئة للحفاظ علي الثروة السمكية وعدم اتباع الأسلوب العلمي بشأن التصريح لمعدات الصيد وشباك المخالفة التي أدت إلي قلة الأسماك والقضاء علي الزريعة.
وطالب نصار بتغيير موعد توقف الصيد من15 يونيو إلي15 أغسطس باعتبارها فترة التفريخ للأسماك فعندما يضيق الرزق علي الصيادين في الشواطيء المصرية يضطرون للصيد المخالف أمام الشواطيء الليبية ولتتعرض حياتهم للخطر ربما قد يفقدونها.
يضيف محمد سعد علي صياد (45 سنة): نضطر لعدم إلحاق أبنائنا بالمدارس لأننا في حاجة لتعليمهم الصيد ليساهموا في تحمل أعباء الحياة منذ صغرهم ومواجهة الشدائد والتكيف مع الحياة التي نعيشها ولاننسي أن مهنة الصيد عائدها ضعيف فرب الأسرة لايستطيع توفير كافة احتياجات أسرته فيضطر لتشغيل أبنائه لمساعدته برغم صغر سنهم.
في نفس السياق يقول محمد حسن (11 سنة) صياد من البرلس: تعلمت مهنة الصيد منذ 4 سنوات لمساعدة أبي فليس لوالدي إلا ابنان وهو رجل كبير وقريتنا لاتعرف إلا الصيد ونحن لانعرف عملا آخر فمن الأفضل أن أخرج للصيد لمساعدة الأسرة ,وهناك كثير من الأطفال علي هذه الحال وحينما أصل لعمر 13سنة أو15 سنة سوف أسافر ولن أخاف البحر .
ويضيف أحمد محمد الشامي (55 سنة): الدولة لاتقدم للصيادين الدعم اللازم وتعمل هيئة الثروة السمكية علي تشريدهم باعتبارها تساعد علي تشريدهم بسماحها منذ فترة طويلة باستخدام الصيادين غزلا محرم دوليا مما أدي لصيد الزريعة وانهيار الثروة السمكية أمام الشواطيء المصرية في مياه البحر المتوسط وبالتالي هجرة مراكب الصيد للشواطيء الليبية والتونسية والمالطية لعدم وجود أساطيل صيد كبري بهذه الدول مما يؤدي إلي قيام الصيادين المصريين بصيد كميات كبيرة من الأسماك خلال عمليات الصيد في هذه المناطق مما يعرضهم للمشاكل وهناك أكثر من3500 صياد من أبناء قريتي برج مغيزل والبرلس سافروا للعمل علي مراكب ليبية وتونسية وفق عقود لمدة أربعة أشهر وليعودوا لمصر لقضاء إجازة قصيرة ثم يعودوا للعمل مرة أخري وهناك من يموت في هذه المراكب من المصريين ويتم نقلهم لقريتهم وتعودنا علي ذلك ويتراوح الموتي سنويا مابين50إلي70 صيادا سنويا .
ويطالب إبراهيم عيد الشامي 42 سنة صياد بإقامة مرسي لمراكب الصيد أو معدية علي غرار معدية إدكو بمحافظة البحيرة حيث يوجد بالقرية أكثر من 500 مركب تقوم بالإبحار للصيد من معدية رشيد وإدكو والإسكندرية وبوغاز البرلس مع سرعة صرف إعانات عاجلة لأسر الصيادين.
يحدثنا حمودة فهمي شيخ الصيادين بقرية برج مغيزل قائلا:يجب علي هيئة الثروة السمكية التنسيق مع وزارة الخارجية المصرية لعقد اتفاقية الصيد مع ليبيا يتم بموجبها استخراج تصريح صيد للمراكب المصرية أمام الشواطيء الليبية وبعض الدول الأخري حتي لايتم مطاردة المراكب وتعرضها لخطر الإغراق أو الاحتجاز كما حدث لمركب الحاج رمضان التي قامت خفر السواحل الليبية بإغراقها متعمدة أمام شواطيء منطقة مصراطة الليبية بعد مطاردة استمرت عشر ساعات في المياه واحتجاز مراكب الأميرة مني والأمير شبانة والأميرة بسمة والحاج سليم وكان علي متنها 70 صيادا من بينها 4 صيادين من الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 13 سنةإلي15سنة,ونطالب بعمل محمية طبيعية علي الشواطيء المصرية في مسافة 5أميال بحرية يتم منع الصيد فيها لمدة عامين للسماح بتكاثر الزريعة الصغيرة وتنمية الثروة السمكية لضمان عدم هجرة الصيادين المصريين للصيد في المناطق الأخري.
وأكد المهندس حافظ عيسوي سكرتير عام محافظة كفر الشيخ قائلا:يجب المحافظة علي الصيادين بضرورة الالتزام بالصيد في المياه المصرية وعدم اختراق القوانين الدولية والدخول في المياه الإقليمية للدول المجاورة وهم يتظاهرون بالموافقة وسرعان ما تصل إلينا الأخبار باحتجاز السلطات الليبية لصيادين مصريين لدخولهم في المياه الإقليمية لبلادهم فلا نقف مكتوفي الأيدي ونقوم بدفع الغرامات لإطلاق صراحهم ثم تعود الكرة مرة ثانية دون توقف وهم يتعللون بأن المياه المصرية قلت فيها الأسماك.
وعن إمكانية عقد اتفاقية مشتركة مع السلطات الليبية للصيد في مياهها بموجب تصاريح للصيادين قال السكرتير العام: هذا الأمر من شأن الخارجية المصرية والمحافظة ليست معنية بذلك ودورنا يقتصر علي مساعدة أسر الصيادين المحتجز عائلها وصرف إعانات مالية لهم علاوة علي المساهمة في مبالغ الغرامة للصيادين.