في الأسبوع الأول من الشهر الجاري هدمت قوات الأمن في قرية صور باهر شرقي القدس بيت عائلة الفلسطيني حسام دويات الذي نفذ في العام الماضي عملية بواسطة جرافة وسط القدس, وقد سمحت محكمة العدل العليا بهذا الهدم بعد أن رفضت الالتماس الذي قدمته العائلة في مارس من العام الماضي.
جدير بالذكر أن إسرائيل تتبع سياسة هدم وإغلاق البيوت في الضفة الغربية وفي قطاع غزة منذ عام 1967 وحتي عام 2005 كوسيلة لمعاقبة عائلات الأفراد الفلسطينيين الذين قاموا باعتداءات ضد الإسرائيليين, وهذه السياسة تعتبر عقابا جماعيا يتنافي مع مبدأ عدم معاقبة شخص جراء أفعال اقترفها غيره. وهي سياسة محظورة وفقا لتعليمات القانون الإنساني الدولي.
وفي عام 2005تبني كل من وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون توصيات الطاقم الخاص برئاسة الجنرال أودي شي, وقرار التوقف عن الهدم العقابي نظرا لأنه يزيد الكراهية التي ينتج عنها المزيد من العمليات العدوانية. ورغم ذلك فقد جددت إسرائيل هذه السياسة في شهر يناير من العام الحالي دون تقديم أي تفسير مقنع, حيث قامت بإغلاق طابقين من بين الطوابق الأربعة في بيت عائلة منفذ العملية في المدرسة الدينية حركاز هراف, علاء أبو دهيم, حيث يسكن في إحدي الطابقين والداه وأشقاؤه, وتم الإغلاق أيضا بعد الحصول علي موافقة محكمة العدل العليا.
من ناحية أخري هناك عمليات هدم للبيوت وإتلاف مساحات زراعية علي امتداد الحدود ما بين غزة ومصر, وهي عبارة عن شريط طوله 16.5كيلومتر, ويقترب جزء من هذا الشريط من بين مخيم اللاجئين برفح والمكتظ بالسكان, ويتم تطبيق سياسة هدم البيوت في مخيم اللاجئين بمنهجية وتواصل منذ بداية الانتفاضة.
علي سبيل المثال تم هدم 60بيتا في مخيم اللاجئين برفح بمحاذاة الحدود مع مصر في يناير 2002, كما تم هدم أربعة بيوت بصفة جزئية, وبقي أكثر من 600فلسطيني بلا مأوي, وعندما أثير الجدل علي مستوي الرأي العام المحلي والعالمي أصر الجيش الإسرائيلي أن عدد البيوت المهدمة لا يزيد علي 22بيتا, وأنها كانت مهجورة, بينما يزعم أصحاب البيوت ومنظمات حقوق الإنسان أن عدد البيوت التي تم هدمها أكبر بكثير مما أعلن عنه, وأن عددا من السكان مكثوا في البيوت عندما بدأ الجيش الإسرائيلي عملية الهدم.
وفي شهر مايو من عام 2004 بادر الجيش الإسرائيلي إلي حملة هدم واسعة النطاق في مخيم اللاجئين رفح وطبقا لإدعاءات إسرائيل فإن الحملة تهدف إلي منع تهريب الأسلحة عن طريق الأنفاق التي تم حفرها تحت البيوت. ومع هذا فإن حقيقة الشروع في العملية مباشرة بعد قتل ثمانية جنود بأيدي فلسطينيين في رفح يثير الشكوك في أن الدافع هو الانتقام.
وطبقا لتقديرات بتسيلم المعتمدة علي العمل الميداني والمعطيات التي نشرتها الأمم المتحدة والمنظمات الفلسطينية فقد هدم الجيش الإسرائيلي منذ بداية انتفاضة الأقصي 18ألف بيت للفلسطينيين.