خاضت انتخابات مجلس الشعب في جولتها الأولي مع الكوتة لتخصيص 64 مقعدا للمرأة داخل البرلمان, إيمانا منها بأهمية تفعيل عملية المشاركة السياسية وإتاحة الفرصة أمام المرأة لأن تثبت كفاءتها في التعبير عن قضايا مجتمعها بجانب الرجل في إطار متوازن… إنها سحر عثمان نائبة البرلمان عن دائرة شمال شرق القاهرة والتي تخرجت في كلية الحقوق عام 1979 ثم عملت كباحث قانوني بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة وفي عام 1998 انتخبت كعضو لمجلس محلي حي شرق مدينة نصر, وفي عام 2002 جاء قرار تعيينها كرئيسة للمجلس كأول سيدة تتقلد هذا المنصب علي مستوي الجمهورية.
حيال تجربتها مع الكوتة بما لها وما عليها كان لنا معها هذا الحوار…
* لماذا خاضت سحر عثمان معركة الانتخابات كمرشحة للكوتة؟
** ما دفعني لخوض التجربة أنني وجدت الكوتة توفر الضمان والحماية بالنسبة لنا كسيدات لمساندتنا وإتاحة الفرصة بصورة أكبر للمشاركة السياسية بعد ما كان من المستحيل أن نطرق باب المجالس النيابية بسهولة والدليل ما شهدته الفترات السابقة, فقد كانت لا تتعدي نسبة تمثيل المرأة 2% أو 3% بالتعيين, وهو بالطبع كان أمرا غير مرضي علي الإطلاق, أما حاليا فأعتقد أنني إذا ما قمت بممارسة دوري التشريعي والرقابي علي الوجه الأكمل وأتيحت لي الفرصة فيما بعد سأخوض التجربة مرة أخري.
* وماذا عن شعورك بعد إعلان فوزك بالمقعد؟
** بالطبع كانت السعادة تغمرني كثيرا لأنني استطعت اجتياز التجربة بنجاح, الأمر الذي جعل الفرصة متاحة أمامي لمناقشة التشريعات المتعلقة بالمرأة والتي تتأثر بها, وأن أصبح نموذجا مشرفا أمام أسرتي الصغيرة وسيدات مجتمعي.
* وما تقييمك للتجربة, وللعملية الانتخابية بشكل عام؟
** لا شك أن التجربة كانت صعبة للغاية فمسألة نزول المرشحة الواحدة علي 11 دائرة أمام 17 أسما أمر مرهق وهو ما يؤكد أهمية وجود حزب قوي لديه قاعدة شعبية داخل الشارع المصري يساندها ويدعمها فبدونه يصعب علي أي سيدة أن يحالفها الفوز.
أما عن تقييمي للعملية الانتخابية بشكل عام فلا شك أن هناك بعض التجاوزات لبعض الأفراد ولا سيما شراء النفوس الضعيفة, أما بالنسبة للكوتة فلم نسمع عن حدوث لغط حول انتخاباتها.
* باعتبارك واحدة من الأعضاء الجدد لعضوية مجلس الشعب ماذا تحتجن لتفعيل دوركن البرلماني؟
** قناعتي الشخصية تؤمن بضرورة التأهيل الكامل للمرأة البرلمانية لرفع مستوي كفاءتها كما وعدتنا عائشة عبد الهادي وزير القوي العاملة, وأيضا أتوقع من المجلس القومي للمرأة مساندتنا في عملية التأهيل السياسي, فعلي المستوي الشخصي حصلت علي دورات تأهيلية من قبل أمانة المرأة بالحزب الوطني واستفدت منها كثيرا فنيا وعمليا, وما أود أن أذكره هو تسلمنا بالمجلس عند استخراج الكارنيهات شنطة خاصة بمحتويات قانون مباشرة الحياة السياسية وتاريخ العمل البرلماني وحقوقي وواجباتي, ولكن ما ينقصني هو كيفية التعامل مع الأدوات والوسائل الرقابية لطلب الإحاطة والاستجواب.
* ماتوقعك لآداء المرأة تحت قبة البرلمان خلال الفترة القادمة؟
** أعتقد أن المرأة إذا أحسنت استخدام الفرصة التي أتيحت إليها ستصبح نقطة تحول في تاريخ الحياة السياسية بمصر أما إذا قدر الله فسوف تصبح انتكاسة ولكنني متفائلة, فالنماذج التي تم انتقائها علي درجة عالية من الكفاءة وعليه أتمني أن نبذل قصاري جهدنا ونتعاون معا لإنجاح التجربة لتثبت المرأة نجاحها.
* يعتقد البعض بأن المرأة حصلت علي كافة حقوقها رغم وجود حقوق منقوصة مازالت تنتظرها. فما تعليقك؟
** علي الإطلاق المرأة مازالت تنتظر تغيير ثقافة المجتمع بنظراته الذكورية التي تري المرأة مخلوقا أقل كفاءة فقد آن الآوان أن نسمع كلمة مواطنة دون تمييز للعرق أو الدين أو اللون. أيضا ما أتمناه إدراج النوع الاجتماعي في الموازنة العامة للدولة والتي سبق أن تبناها المجلس القومي للمرأة ليصبح منارة دعم للأمومة والطفولة لاحتواء المشاكل الصحية التي تعاني منها أطفال العشوائيات بسبب عدم الاعتناء بالأمهات الحوامل.
* وماذا عن أولويات أجندتك في الدورة البرلمانية؟
** أخترت لجنتي القوي العاملة والإدارة المحلية للمشاركة فيها لأنني أستشعرت العطاء في قانون الوظيفة العامة وقانون التأمين الصحي لسابق خبرتي في المجال النقابي والعمل بالمجالس المحلية. كما شاركت في لجنة الإدارة المحلية بما شعرت من وجود بعض التجاوزات من قبل الإدارة المحلية تحول دون تحقيق الهدف فكل ما أتمناه هو الحياة داخل بيئة نظيفة بشوارع مريحة مع تفعيل اللامركزية.