تتكون جبال القوقاز من سلسلتين منفصلتين هما سلسة جبال القوقاز الكبري, وسلسة جبال القوقاز الصغري, وهذه الجبال تقع عند حدود أوربا وآسيا حيث ترتفع بين بحر قزوين والبحر الأسود, ويبلغ ارتفاع أعلي قمة فيها حوالي 6 أمتار فوق سطح البحر وهي قمة جبال ألبروز.
وتعد منطقة القوقاز أكثر المناطق ثراء وتنوعا من الناحيتين اللغوية والثقافية علي وجه الأرض كما أنها ذات أهمية بيئية كبيرة حيث تحتوي علي تنوع بيولوجي كبير فهي تتمتع بثراءفي الثروة النباتية حيث تحتوي علي حوالي 6400 صنف من النباتات, كما أن الحياة البرية بها يوجد بها العديد من الحيوانات المتنوعة مثل النمور, الدببة, الذئاب, الثيران, هذا بالإضافة إلي نوع فريد من الكلاب يعرف بكلب القوقازي أو الكلب الراعي.
ويسرد لنا التاريخ حكاياته عن منطقة القوقاز وكيف كانت مقرا للصراعات العسكرية والسياسية والثقافية والدينية والعمليات التوسعية عبر القرون, حيث كانت منذ زمن طويل جزءا من إمبراطوريات إيرانية متنوعة التي كانت تدين بالمجوسية, لكن هذه المنطقة مرت بتحولين دينيين كبيرين بسبب الصراع الكبير بين فارس وروما التي استطاعت أن تحتل المنطقة.
ومع بداية انتشار المسيحية أطاحت بالمجوسية نتيجة لاعتناق جورجيا وأرمينيا المسيحية, ثم بعد ذلك بدأ التوسع الإسلامي والاحتلال الإسلامي لفارس, إلا أن أرمينيا وغالبية جورجيا حافظت علي مسيحيتهما وقام الملك جورجي بإخراج المسلمين من المنطقة, ثم احتلت المنطقة من قبل السلاجقة والعثمانيين والمغول وفارس إلي أن جاء الاحتلال الروسي وتوحدت المنطقة في كيان سياسي واحد, وبعد نهاية الاتحاد السوفيتي نالت كل من جورجيا وأرمينيا وأذربيجان استقلالهم في عام .1991
والجدير بالذكر أن منطقة القوقاز تبرز أهميتها التاريخية في أنها كانت حاجزا للهجرات, إلا أن العديد من الغزوات قد تخطتها في العصور القديمة والوسطي.