نمر بضيق الليل كثيرا لكنه يعبر… يأتينا نهار وتلوح المني في الأفق جلية… ونمر بأزمة تلو الأزمة… نكتسب الخبرة ونعلم كم تحرم الأقدار بعضا منا أبسط ما يحتاج… بينما يبحث بعض آخر عن محتاج ليصب في قلبه بعض الآمان بعض اليقين بأن في هذا العالم كفوفا تمتد لتمسح دمعا, تضمد جرحا, تنثر وردا بلا أشواك, إنه اليقين الذي أناشد صاحب المأساة المسطورة أمامنا أن يؤمن به بعدما جاءني هو وزوجته يائسين من الحال الذي وصلت إليه أسرتهما… في خجل وحزن شديد قال:
أبلغ من العمر أربعين عاما… مهنتي عامل بوفيه في إحدي الشركات, راتبي 700 جنيه… دخلت معركة مع أسرتي بسبب زواجي منذ ثلاثة عشر عاما, حينما وقع اختياري علي فتاة جميلة الشكل والجوهر… كل ما يعيبها من وجهة نظر الآخرين أنها كانت تعمل خادمة بالأجر لدي أسرة طيبة… أحببتها وقررت الزواج منها رغم أنف الجميع… بعد إتمام الزواج وطيلة السنوات الماضية أدركت كم كنت محقا في حبي لها وإصراري علي الارتباط بها… قست علينا الظروف, لكن تحملناها سويا. وأنجبنا ابنتين عمرهما الآن 12 سنة و9 سنوات, وابنا عمره أربع سنوات. ينتهي آخر جنيه من راتبي بحلول آخر يوم في الشهر وربما قبل حلوله… فأنا مسئول عن أسرة ومصروفات المدارس وعلاج زوجتي ولك أن تعلمي يا سيدتي تكاليف الحياة وغلاء المعيشة.
حينما تزوجنا لم يكن لدينا مال ولا سكن… ساعدنا رجل كريم يملك قطعة أرض في حي العمرانية كانت مغلقا للخشب ولم يعد يستخدمها… اقتطعنا منها جزءا في حجم غرفة وحمام ومطبخ… وصنعنا له سقفا من الصاج… وذلك مقابل أن نحرسها له… كلما هطلت الأمطار كانت قلوبنا تهطل رعبا من انهيار السقف علينا أو نفاد المطر إلي مكان معيشتنا… بحثنا كثيرا عن مكان آخر نحيا فيه بأمان لكن دون جدوي… فلم يكن لدينا ما نملكه لنبيعه ونشتري أماننا… طرقنا كل الأبواب لنجد مساعدة… لكن من يمكنه مساعدتنا في إيجاد شقة فالأمر ليس بسيطا… ومنذ عامين وبعد بحث مستميت عن مكان في متناول أيدينا وجدنا شقة في حي العمرانية ثمنها 11 ألف جنيه, غمرتنا الفرحة ولجأنا إلي الكنيسة التي ساعدتنا بمبلغ أربعة آلاف وخمسمائة جنيه… لكننا لم نجد بقية المبلغ لنحقق حلمنا وتبدد الحلم مرة أخري.
ارتفعت أسعار العقارات وبدت الأمور أكثر تعقيدا… سلمنا بالأمر الواقع داعين الله أن يشملنا برعايته حتي نجد مخرجا مما نحن فيه, إلي أن حدث ما لم نكن نتوقعه… ذات يوم منذ ثلاثة أشهر ذهبنا في زيارة لدير مارمينا… تصادف لحظنا العاثر هطول أمطار شديدة من المؤكد أن الجميع يتذكرها… عدنا من الدير لنجد السقف الصاج وقد سقط فوق المكان وأتي علي كل شئ… ولم تبق الأمطار علي شئ حتي المراتب التي ننام فوقها…صرخت زوجتي صرخة مدوية ثم سقطت مغشيا عليها من الصدمة… حملناها لأقرب مستشفي, فوجدنا ارتفاعا شديدا في ضغط الدم, لم تحتمل بعد أن هزتها المفاجأة… هزمتنا أقدارنا… أفاقت, فتحت عينيها اللتين اغرورقتا بالدموع وقالت حتي ما رحمتناش ولاحنت لحالنا. ذهب الأبناء لحضانة الكنيسة للمبيت فيها. وأنا وزوجتي عدنا للنوم في الأرض تغطينا السماء, كم شعرت بالعجز أمام أسرتي… لكن خواء يدي وضعف حيلتي لم يتركا لي اختيارا إلا أن أقرع الأبواب مرة أخري… وللأسف ما كان متاحا بالأمس أصبح مستحيلا اليوم بعد ارتفاع أسعار العقارات… وبحثنا من جديد فلم نجد سوي شقة ثمنها 18 ألف جنيه وإيجار 250 جنيها فمن أين أتي بكل هذا المبلغ؟ وعلمت من بعض المعارف إمكانية مساعدتكم لنا… جئت إليكم آملا في لم شمل أسرتي مرة أخري… جئت إليكم حالما بمأوي لا أكثر ولا أقل… أعلم أن الأمر صعب لكنه غير مستحيل علي من يملكون قلوبا تتسع للحب… تتسع للآخرين, لا أملك سوي أربعة آلاف وخمسمائة جنيه فهل أجد مأوي يضم أسرتي بعدما شردتنا ظروفنا شهورا طويلة؟.
رد المحررة
يا عزيزي خير الحديث ما قل ودل… فدعني فقط أقول لك أن المستحيل ممكن جدا فلا تفقد ثقتك في الخير والخيرين… وما تجده الآن صعب المنال ربما يأتي الغد حاملا أكثر مما تتمناه… سوف نسعي في كل الاتجاهات لحل مشكلتك… ونشرها الآن جزء من هذا السعي الذي نحن علي ثقة بأنه سيؤتي بثمار جيدة ويفتح منفذا لك تعبر خلاله من تجربتك العصيبة.
الشريحة المفقودة
كنت أظن أن الفقر قاهر المحتاجين يعمل وحيدا ولكن يبدو أن للفقر حلفاء… كنت أيضا أظن أن حلفاءه هم الإهمال والمرض فقط… لكن ما حدث هذا الأسبوع كشف حلفاء جددا, هم الروتين والانتهازية والفساد الذي طال النخاع في معظم المؤسسات… منذ بضعة أيام دق جرس الهاتف ليعلمني أحد الأصدقاء بمأساة رجل سقطت ابنته في حفرة منذ بضعة أشهر وتحديدا أثناء امتحانات نصف العام… أصيبت الفتاة ابنة الأربعة عشر ربيعا بكسر في الحوض… ولأن والدها لا يملك إلا القليل لجأ للتأمين الصحي الذي أجري لها العملية مع تركيب شريحة ومسامير… وبعد حرمان الفتاة من دخول امتحان الشهادة الإعدادية انتظر والداها الشفاء… انتظرا أن تقوم لتسير مرة أخري كما كانت… لكن لم يحدث… بدأ والداها في ملاحقة الأطباء الذين أجروا لها فحوصات مرة أخري ليتبين فشل الجراحة السابقة وحتمية إجراء جراحة أخري سريعة… فوض الأب أمره لله وتم تحديد موعد الجراحة. وفي الموعد المحدد فوجئ بالمستشفي تعلمه أن نوع الشريحة المطلوب تركيبها نادر وغير متوفر بالمستشفي وعليه البحث عنه وشرائه…
فقد الأب صوابه… صار كالمجنون… من أين يأتي بالشريحة ولا يعلم أي شئ عن هذا المجال إلي أن اتصل بنا لمساعدته.
أجرت وطني اتصالاتها مع بعض القراء المساعدين للباب… ونجحنا في توفير الشريحة بصندوق أدواتها بسعر يبلغ نصف السعر الذي حدده الطبيب المعالج وهو ستة آلاف جنيه والفضل في ذلك يرجع للدكتور ماجد فيكتور طبيب العظام وصاحب شركة كورميد لاستيراد الشرائح الطبية الذي بذل جهدا مضنيا لإيجاد الشريحة في موعد الجراحة وتسليمها للمستشفي بنصف ثمنها.
تتقدم وطني بخالص الشكر للدكتور ماجد فيكتور الذي أعرب عن تعاونه مع باب افتح قبك فيما يخص مثل هذه الحالات.
في انتظار زراعة القرنية
مازلنا نناشد أطباء العيون لزرع القرنية للشاب الذي نشرنا عنه سابقا فلم يجبنا أحد حتي الآن ونظره يخبو يوما بعد يوم فهل من منقذ؟
========================
إيد الحب
إمتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية:
1200 جنيه فاعل خير
500 جنيه فاعل خير
500 جنيه من يدك وأعطيناك
25 جنيها فاعلة خير بالمنيا
1200 جنيه فاعل خير
600 جنيه من عطايا الرب