لا شك أن تخصيص 64 مقعدا للمرأة في الانتخابات النيابية المقبلة تمثل تحديا قويا للمرأة لإثبات كفائتها الانتخابية والبرلمانية في مرحلة تتربص لها العيون, فمن المهم أن تصل البرلمانية الأكفأ والأقدر علي إثراء التجربة.. فكيف ساهم المجلس القومي للمرأة في إعداد الكوادر النسائية القادرة علي اقتحام المترك السياسي؟.
وفق ما صرحت به الدكتورة فرخندة حسن الأمينة العامة للمجلس فإن الأمر يعود لعدة سنوات عندما أنشأت آلية لتحقيق هذا الهدف وهو مشروع تنمية القدرات السياسية للمرأة والذي قام بتخريج 1000 سيدة من خلال عدة دورات تدريبية قام بها, والذي هدف إلي إعداد كوادر نسائية من مختلف التيارات الحزبية والسياسية المؤهلة علي المستويين العلمي والقيادي لخوض الانتخابات سواء البرلمانية أو النقابية والعمل علي خلق مناخ اجتماعي ثقافي داعم لمشاركة المرأة بفاعلية عن طريق استخدام أساليب التوعية والإعلام المختلفة للحد من الموروثات الثقافية المعوقة لوصول المرأة إلي مراكز صنع القرار, كما قام المشروع بإمداد السيدات المتدربات والمرشحات للانتخابات بالدعم الفني من قبل ذوي الخبرة في مجال العمل البرلماني من المتخصصين والأكاديميين, كما تم توثيق خبرات عدد من عضوات مجلس الشعب والشوري ممن حاضرن في الدورات التدريبية كدارسات حالة مثل تجارب الدكتورة فرخندة حسن والدكتورة آمال عثمان والأستاذة جملات رافع وغيرهن.
من جهة أخري أنشأ المجلس عام 2009 مركز الدراسات الوطنية في فرع المجلس بالجيزة لدعم قدرات المرأة علي خوض الحياة السياسية والمنافسة الجادة في الانتخابات البرلمانية أو المحلية. وتم العمل في هذا المركز علي ثلاث جبهات أولها تنمية قدرات المرأة ذاتها, ثم إعادة النظر في التشريعات والقوانين للوصول إلي تمثيل أكثر إنصافا ثم توعية المواطنين بأهمية المشاركة السياسية للمرأة.
ومن خلال ذلك يقوم المجلس القومي للمرأة ببرنامج تدريب متكامل يتضمن عدة موضوعات تهم كل مرشحة منها التعرف علي النظام الانتخابي في مصر, نشأة البرلمان, استراتيجيات إدارة الحملات الانتخابية, وكيفية إعداد وتشكيل فريق الحملة الانتخابية, وكيفية إعداد غرفة عمليات الحملة الانتخابية, أصول الدعاية الانتخابية, مهارات الاتصال, مهارات إدارة الوقت, تنمية مهارات مواجهة المواقف الصعبة, مع شق عملي يتضمن دراسات حالة لتجارب سيدات نجحن وفي الانتخابات وأخريات لم يحالفهن الحظ يهدف الاستفادة من الخبرات الواقعية.
ونظرا لتزامن إنشاء هذا المركز الوطني مع التعديلات الدستورية الأخيرة التي خصصت كوتة للمرأة فيستمر في التدريب علي مهارات الحملات الانتخابية حتي انتهاء الانتخابات البرلمانية المقبلة, ثم يقوم بتدريب النساء علي مهارات العمل السياسي بمفهومه العام لإعداد كوادر بصفة مستمرة.
من الخدمات أيضا التي يقدمها المجلس إنشاء وحدة استشارات لتلقي استفسارات الراغبات في الترشيح سواء من خلال اللقاءات الشخصية أو الخط الساخن (08001166611).
من جانب آخر يقوم المجلس بتلقي رغبات من تنوي ترشيح نفسها لانتخابات 2010 للتركيز في تدريبهن وتزويدهن بكل المهارات الانتخابية اللازمة والتي تزيد من فرص نجاحهن.. وقد وضع المجلس نصب عينيه دوره القومي غير الحزبي فيقوم بتدريب النساء من كافة التيارات السياسية والحزبية وأيضا المستقلات غير المنتميات لأية أحزاب سياسية.
وفي خطواته لتغيير المفهوم الثقافي تجاه مشاركة المرأة السياسية نظم المجلس العديد من اللقائات الجماهيرية في عدة محافظات تحت عنوان شريكة في البرلمان.. شريكة في الحياة بالتعاون مع هيئات قصور الثقافة ومراكز النيل للإعلام مستهدفة فئات المجتمع المختلفة من رجال ونساء وشباب لحثهم علي الانتخاب واختيار الممثل الأفضل للبرلمان.
وبعد.. تتزايد توقعات المجلس القومي للمرأة بأن تثمر جهوده خلال الانتخابات المقبلة بعد أن أصيبت بالكثير من الإحباط في سابقتها.
[email protected]