بصفة عامة لا أرحب بتحويل الأفلام إلى مسلسلات؛ لأن ذلك ببساطة يعنى إخضاع الدراما لعملية مط وحشر وإضافات ثانوية ليتحول العمل من ساعة واحدة إلى 22 ساعة أو أكثر. كما أننى لا أجد فائدة من ترقيع قماش قديم أحداثه معروفة منذ البداية. فى الوقت الذى يعانى عدد كبير من شباب الكتاب من عدم الحصول على فرصة لتقديم أعمالهم الجديدة فى مسلسلات تقدم أفكارا غير مستهلكة، ويأتى إعادة تقديم تيمة فيلم العار فى مسلسل ليؤكد عدم الفائدة من التكرار الذى لا يضع بصمة فى عالم الدراما ولا يترك أثرا، فالمقارنة بين الفيلم المدهش الذى كتبه محمود أبو زيد فى الثمانينيات ويعد واحدا من رباعية فنية راقية ناقشت عددا من القضايا الجدلية الساخنة ومن أهم الأعمال السينمائية. تضمن أفلام العار والكيف وجرى الوحوش والبيضة والحجرة .أقول إن هذه المقارنة تكشف أن المسلسل عمل هزيل احتوى على توابل تجارية بحتة ونميمة اجتماعية معتمدا على أن تطوير أحداث الفيلم يبدأ من نجاح صفقة المخدرات التى تركها الوالد لأبنائه بعد تحويلها لصفقة أدوية الترمادول .وكأن المخدرات أصبحت موضة قديمة أو لأن المؤلف أحمد أبو زيد وهو ابن كاتب الفيلم ظن أن هذا هو التطوير والمهم بعد نجاح الصفقة تحول المؤلف إلى كيفية عقاب السماء لأبناء المال الحرام، وهى تيمة قديمة بالية اعتمدت عليها أفلام الأبيض والأسود فنهاية الشرير إما القتل أو المرض أو الفضيحة أو الحرمان من الأطفال، وهى تيمة تجد رضى كبير فى نفوس المشاهدين الذين يجدون الفساد من حولهم قد استفحال وينتظرون انتقام السماء من المفسدين، ولا يثقون أن القانون قادرا على ذلك.
وكان من الأمور الهزيلة بالمسلسل أن يصاب أحد الأبناء بمرض السكر الذى يعانى منه نصف الشعب المصرى باعتبار أن السكر انتقام على السير فى طريق الحرام، ولا ندرى ماذا لو كان هذا الابن قد أصيب بالسرطان، أن طريقة العقاب بهذة الصورة الساذجة لا تختلف عن عقاب الابن الثانى بكون زوجته عاقر، وعندما يقرر الزواج مرة أخرى يقع فى براثن ساقطة، وهكذا تتحول المليودراما الفاقعة إلى كوميديا فجة. ومع هذا لا يمكن أن ننكر اجتهادات الممثلين الجيدة مثل مصطفى شعبان وأحمد رزق وشريف سلامة، إلا أن القصة المنتهية الصلاحية والتى لم تكتف بأثر الفيلم بل أن كلمات تتر المسلسل الذى يغنيها آدم تساعد هى الأخرى فى إفساد كل المط .
فهى تؤكد حكمة الأفلام القديمة
قولوا للى أكل الحرام بكرة إللى أكله يفسده الغنى بالحرام لو شاف ابن الحلال يحسده.
==
س.س