عندما أجلس وسط الشباب الجامعي يجذب انتباهي بعض الجمل المستخدمة مثل: قابلني في شارع الشجرة أو أن الشلة ستتجمع في شارع الحب.
يطلق الشباب علي الشوارع داخل الحرم الجامعي أو خارجه أسماء مختلفة عن أسمائها الحقيقية.
قال الشاب باسم سليمان بكلية إدارة الأعمال إنه وجد عند دخوله المرحلة الجامعية أن الطلبة يستخدمون أسماء أخري للشوارع.
وأكدت مني رمزي بكلية الهندسة جامعة القاهرة, أنه في كل جامعة نجد أسماء الشوارع متشابهة ومكررة وهي تسمي طبقا لهدف تجمع الشباب بها, وإذا اجتمع الشباب للتدخين يسمي شارع الكيف, وإذا كان للقاء الأحباب فهو شارع الحب.
وقال مينا مكرم بكلية الاقتصاد جامعة القاهرة, إن طلاب كليات الطب والتربية والآداب يتجمعون في مكان بين المدرجات يطلقون عليه شارع الحب, وكذلك يتجمع طلاب كلية التجارة مع طلاب معهد الخدمة الاجتماعية في شارع يطلقون عليه اسم شارع اليهود, وتعتبر هذه الشوارع مكانا للتعارف بين الدفعات المختلفة.
أشارت مارتينا بيتر بالمعهد العالي للألسن إلي أنها تذهب خصيصا إلي جامعة حلوان للقاء أصدقائها بشارع الكعب العالي بكلية الآداب, بالإضافة إلي أماكن أخري للعب والترفيه بدلا من الجلوس في نوادي مكلفة.
حول تغيير أسماء شوارع الجامعات تقول الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن أسماء تلك الشوارع مرتبطة بما يحدث فيها, ثم ينتشر الاسم وتنقله المجموعات, ويرجع ذلك إلي أن الشباب يحتاجون إلي التعارف بين بعضهم البعض حتي لا يشعروا بالملل في المرحلة الجامعية لذلك يتوجهون إلي أماكن داخل الجامعة بعيدة عن المدرجات, وتتحمل أعدادا كبيرة وتتيح لهم المناقشة والتعارف والترفيه حسب أهداف كل مجموعة, لذلك تري أنها ليست ظاهرة مشينة مادام يحدث ذلك تحت رقابة, وعدم الخروج علي الآداب العامة أو اللياقة, وإن كنا ننصح الشباب بالتوازن بين الدراسة والترفيه.
وتري الدكتورة سهير عبد السلام أستاذة علم الاجتماع جامعة حلوان, إنه خلال فترة الجامعة تتكون لدي الشباب ميول للتعرف علي الطرف الآخر والتقرب منه, وهو ما توفره هذه التجمعات, وهذه الأسماء المستعارة موجودة بكل الجامعات. وأضافت أنه في بعض الأوقات يتجاوز الأمر الحدود الطبيعية, وهنا يجب التدخل والحوار مع هؤلاء الشباب, كما أن للأمن داخل الحرم الجامعي دورا رقابيا مهما في الحفاظ علي أمن وسلامة الشباب داخل الجامعة.