بمناسبة يوم أوربا يوم 9 مايو الماضي, نظمت المفوضية الأوربية في مصر احتفالا كبيرا حضره عدد من السفراء الأجانب والمسئولين. وألقي ماركو فرانكو, سفير الاتحاد الأوربي خطابا بهذه المناسبة قال فيه: 9 مايو هو اليوم الذي أدلي فيه روبرت شومان وزير الشئون الخارجية الفرنسية منذ 60 عاما بالضبط بإعلانه الخاص بالاتحاد الأوربي. وكان ذلك الإعلان ذا رؤية وطموح وكذلك عمليا وواقعيا في نفس الوقت, لأن هذا الإعلان يفتح عهودا تاريخية جديدة. إذ يضع نهاية للدول القومية المتفرقة في أوربا. ويضع توازنات للقوي السياسية بين الدول الأوربية, لأنه ينص بوضوح علي أن أوربا لن تتحقق دفعة واحدة أو وفقا لتخطيط واحد. بل سيكون من خلال البناء والإنجازات الملموسة التي تخلق التضامن القوي. هذه الخطوة القادمة يتم تحقيقها من خلال خطوات صغيرة وافقت عليها جميع الدول الأعضاء بأوربا ولا يزال الاتحاد ينمو ويتطور. حتي في أوقات الأزمات, والاتحاد الأوربي لا يزال ينمو, وذلك لأن كل أزمة تشير إلي العمل غير المكتمل الذي يدعو إلي ابتداع حلول جديدة, والاتحاد الأوربي يخرج من كل أزمة أكبر وأقوي. لذلك فأنا مقتنع بأن أوربا ستخرج من الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية أقوي من الماضي, لأن آليات جديدة ستكون قد وضعت لإدارة أفضل لاقتصادياتنا معا. مؤكدة علي مزيد من التكامل. وفيما يتعلق بالعلاقات بين مصر والاتحاد الأوربي, قال السفير: يمكننا القول أنها تنمو بشكل حيوي. فالعلاقات الاقتصادية تسير حتي في وقت الأزمات. وبفضل الإصلاحات الاقتصادية الموجهة نحو السوق من الحكومة المصرية واتفاقيات الشراكة بيننا, أصبح الاتحاد الأوربي بلا جدال شريكا تجاريا أساسيا للاستثمار بالنسبة لمصر. ونظرا لتكثيف الحوار السياسي, فإننا قد لا نتفق علي كل نقطة علي أساس مصالحنا وقيمنا المشتركة, ولكننا نتبادل تحديد سبل العمل سويا مع مصر وكذلك مع البلدان الأخري في المنطقة. ومن جانبها أصدرت الممثلة السامية لشئون السياسة الخارجية والأمن ونائبة رئيس المفوضية الأوربية البارونة كاثرين أشتون بيانا بهذه المناسبة قالت فيه: لقد أصبح يوم أوربا رمزا لبداية جديدة, ورمزا لطريقة حرة وناجحة من التعاون السلمي بين الدول ذات السيادة, علي أساس القيم والمصالح المشتركة مثل السلام والتضامن والديموقراطية والرفاهية للشعب وسيادة القانون. وبمناسبة يوم أوربا 2010, أود أن أؤكد علي الأهمية الكبيرة التي توليها أوربا لشركائها حول العالم. ويمكننا معا فقط أن نتمكن من وضع السياسات والمبادرات للتصدي للتحديات التي يواجهها العالم في القرن الحادي والعشرين. علينا أن نجد إجابات فعالة بشأن طائفة واسعة من المخاطر والتهديدات مثل: هشاشة الدول والإرهاب والجريمة المنظمة فضلا عن القضايا الأوسع التي تؤثر علي مواطنينا: الطاقة وتغير المناخ والتنافس علي الموارد الطبيعية والأوبئة والهجرة غير المشروعة والإتجار في البشر, والقضايا المالية والاقتصادية والتجارية والصحية وإحصائيات السكان. والأوربيون متحدون فيما يتعلق بنظرتهم للسياسة الخارجية والعمل الخارجي. وهناك توافق في الآراء من أجل مزيد من التعاون والتماسك والوضوح والعمل المشترك. ويقوم الاتحاد الأوربي بإعادة تشكيل قدراته المؤسسة علي الاستجابة بشكل كاف للتحديات الجديدة. ويأتي في لب هذه التغييرات المؤسسية خدمة العمل الخارج الأوربي (EEAS), وهي واحدة من الابتكارات المركزية لمعاهدة لشبونة التي دخلت حيز التنفيذ في 1 ديسمبر .2009 وبعد أن قمت بتقديم الاقتراح بإنشاء هذه الخدمة في نهاية مارس 2010, أود أن أراها تعمل بحلول نهاية هذا العام. وسوف تكون تلك الخدمة هي الواجهة الرئيسية لدينا مع الشركاء الدوليين, أي بعبارة أخري ستكون عيون وآذان ووجه أوربا في تعاملاتنا اليومية في الخارج. وسوف تعمل علي تشجيع سياسات شاملة علي نحو استراتيجي.