”ورجاؤنا لا يخيب,لأن الله سكب محبته في قلوبنا بالروح القدس الذي وهبه لنا” (رومية 5:5)
-فتحت لنا قيامة المسيح باب الرجاء لحياة جديدة.كسرت شوكة الخطيئة.هزمت سلطان الموت.حطمت قيود العبودية.حررت قوي الخير.أعادت إلينا كرامة أبناء الله…مع يسوع نردد كلمات المرنم: ”الرب لي راع,فلا يعوزني شئ…لو سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا,لأنك أنت معي” (مز23:1-4)…عبر يسوع وادي الموت وانتصر.وقام من بين الأموات,وها هو حي يرافقنا,ويمنحنا يقين الرجاء أننا معه لا نخاف شرا…هذا الإيمان هو الذي يمنح للحياة الأساس الجديد والمعني الحقيقي.نستطيع أن نستند إليه بكل ثقة,فننطلق إلي حياة تنبع من محبة من أحبنا حتي النهاية وبذل ذاته من أجلنا,فنمتلئ بهذا الحب ونفيضه علي إخوتنا.
-إلي ماذا يدعونا رجاؤنا في مسيح القيامة؟…إنه يدعونا أولا وآخرا إلي السير علي طريقه:أن نعيش المحبة,حتي النهاية.أن نحب القريب والغريب,الصديق والعدو,الجائع والعطشان والعريان,الفقير والمريض والمهمش,المظلوم والمطحون…يدعونا إلي الحق والعدل,الصدق والأمانة,العدل والسلام,الحب والبذل والعطاء…أن نكون علي مثاله ونتبع خطواته,حتي إذا قادتنا إلي أن نعبر معه وادي ظلال الآلام والموت…فنحن علي رجاء يقين بأننا نسير به ومعه إلي القيامة والحياة.مهما كان الليل حالكا,نرجو في فجر نور جديد,لأن الله آمين: ”فالذي دعاكم أمين,يفي بوعده” (1تسالونيكي5:24).
فالرجاء دعوة إلي العمل, إلي بذل الذات. فمن يحب الله حقا, يحب قريبه أيضا, ويشعر بمسئوليته نحوه… والرجاء ليس هروبا من الواقع الحالي والجهاد اليومي.لأن رجائي بأن أعاين وجه الله القدوس يوما في الأبدية,يبدأ بأن أراه وأخدمه هنا اليوم في وجه إخوتي وأخواتي.
ومحبة الله وحدها تستطيع أن تعطي الإنسان رجاء الخلاص… ”في الرجاء خلاصنا” (رومية:24)…وهذا ما نختبره في حياتنا البشرية.
فكيف نستطيع أن نحفظ وننمي فينا الرجاء؟…الصلاة هي مدرسة الرجاء.في الصلاة أنا أعرف وأثق أن الله يسمعني,حتي لو كنت وحدي.
وعلينا أن نكون شهود رجاء في العالم:نشهد للرجاء الذي فينا,بالإيمان الذي لا يتزعزع ولا يضطرب,لأن الرب يسوع حاضر في سفينة حياتنا,ويوجهها إلي الميناء الأمين…ونشهد للرجاء بالمحبة التي نعيشها مع جميع الناس,لا نفرق ولا نميز ولا نتعاظم,وإنما نجمع ونوحد ونتواضع…ونشهد للرجاء بخدمة السلام والمصالحة والصفح والمغفرة…شهادة للرجاء تتبع خطي مسيح القيامة,تنتصر علي البغض بالحب,والحب حتي النهاية ” ورجاؤنا لا يخيب,لأن الله سكب محبته في قلوبنا بالروح القدس الذي وهبه لنا” (رومية 5:5).