مناهج التعليم هي أساس أي دراسة متخصصة,نضمن من خلالها خريجا معدا جيدا علي المستوي العلمي والمهني والمهاري,ومناهج التعليم الفندقي والسياحي في مصر تعاني من غيبوبة شديدة تفصلها عن واقع احتياجات سوق العمل.
والأسباب معروفة منها علي سبيل المثال غياب الجانب العملي في معظم الأحيان أو انحفاض المستوي المهني للمدرب لأن وزارة التربية والتعليم تعطي مبالغ زهيدة لا ترضي إلا مدربا لا يرقي لمستوي صناعة الضيافة,وسرعة التطوير المناهج لاتواكب السرعة الهائلة التي تطرأ علي الصناعة وأيضا وجود ثغرات قانونية تسمح لطلبة المدارس الفندقية في الانتقال إلي الكليات وكذا عدم التنسيق بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي الذي يخلق الكثير من اللبس فيما يخص التعليم المتخصص في مجال السياحة والفنادق.
وحول القضية كان لنا حوار مع د.وائل عزيز أستاذ إدارة الفنادق بكلية سياحة وفنادق جامعة الفيوم وعضو لجنة تظوير التعليم بوزارة التربية والتعليم.
*متي بدأت دراسة السياحة والفنادق في مصر؟
-البداية كانت عام1962 بإنشاء معهد سياحة سنتين سرعان ما تحول إلي كلية سياحة وفنادق التي انضمت إلي جامعة حلوان فيما بعد.
*والآن….
-الوضع يشهد الكثير من الخلل هناك عدد كبير من كليات السياحة ومعاهد السنتين والمدارس المتوسط,الكل يدرس نفس المناهج رغم أنه من المفترض أن تقوم المدارس بتخريج العمالة الفنية والمعاهد مسئولة عن إعداد وتأهيل المشرفين والكليات تقوم بتخريج الإداريين ورؤساء الأقسام.
*وما نتائج تشابه مناهج التعليم في المدارس والمعاهد والكليات المتخصصة في مجال السياحة والفنادق؟
-المشكلة في تكرار المواد لا يميز أي مستوي عن الآخر وأيضا الطبيعي في حالة التكرار بالرغم من وجود أقسام في المستويات الدراسية المختلفة,ولكن الدراسة تكون بشكل غير متعمق لأن الكل يدرس معظم الجوانب المتعلقة بصناعة السياحة بصور سريعة فيصبح الخريج غير مؤهل بالقدر الكافي.
*نتحدث دائما عن وجود ثغرات قانونية….
-نعم هناك ثغرات تسمح بانتقال طالب المدرسة الفندقية إلي كلية السياحة والفنادق وأيضا فجأة يتحول معهد السنتين إلي أربع سنوات وكما قلت لك تشابه المواد يؤدي إلي الخلل الذي تشهده سوق العمل السياحي والفندقي والمفترض أن كل مستوي تعليمي مسئول عن مستوي معين في المهنة.
*هل توجد نقاط خلل أخري؟
-نعم مع الأسف فعلي سبيل المثال عدم التنسيق بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي أدي إلي تشابه المناهج-المفصولة عن الواقع-مع أن المفترض أن تكمل بعضها البضع وغير ذلك عدم التعاون بين الأكاديميين والمهنيين في مهنة السياحة له ضلع كبير في غيبوبة المناهج,فالمفترض أن يتم إعداد المناهج عن طريق التعاون بين الطرفين الأساسين في صناعة السياحة وكذا طبقا لاحتياجات السوق الفعلية ليصبح لدينا خريج معد جيدا للمشاركة في العمل سواء في الفنادق أو المطاعم أو شركات السياحة وغيرها.
*وماذا عن الوضع الحالي؟
-المناهج يتم كتابتها بمعزل تام عن احتياجات السوق أي عكس ما هو مطلوب تماما والنتيجة وجود خريجين بلا عمل في سوق تحتاج دائما إلي عمالة متخصصة ومدربة.
*وما معني ذلك؟
-لا يوجد في السياحة ما يسمي بالبطالة ففرص العمل متوافرة ولكن لمن يمتلكون المهارات المهنية المناسبة فقط,وبالرغم من وجود خريخين من المفترض أنهم متخصصين إلا أن سوق العمل لا تقبلهم لأنهم أقل بكثير من المستوي المهني المطلوب.
*أين إذن دور لجنة تطوير منهج التعليم؟
-اللجنة قامت منذ أربع سنوات بإعداد مناهج متطورة لمدارس مهنية في السياحة والفنادق واتفقت علي تطوير المناهج كل خمس سنوات.
*ألا تري أن مدة الخمس سنوات طويلة؟.
-بالطبع فالصناعة تنمو وتتطور بسرعة كبيرة جدا ونحن نسير ببطء شديد.
*وهل شمل التطوير كل المناهج الخاصة بالسياحة والفنادق؟
-المشكلة أن هناك وظائف لا توجد لها مناهج من الأساس مثل مندوب الفندق بالمطار أو مكاتب المطارات بوجه عام والعلاقات العامة والعلاقات مع النزلاء هذا علي المستوي الإداري أما علي المستوي المهني لا توجد إشارة في المناهج إلي وظيفةdoor manوأيضا وظيفة conciageوكذا مسئول العناية بسيارات الفندق بالرغم من أن كل هذه الوظائف تصف علي أنها وظائف سياحية.
*معني ذلك وجود وظائف داخل صناعة السياحة والضيافة تصنف علي أنها غير سياحية…
-نعم مثل الأمن الداخلي للمنشأة والصيانة والنوادي الصحية وكلها أيضا بلا مناهج تعليم من الأساس.
*وماذا عن الجانب العملي؟
-مشكلة الجانب العملي في المدارس الفندقية علي سبيل المثال أن المدرب يحصل علي راتب شهري 120 أو 150 جنيها علي أقصي تقدير,وهذا المبلغ لا يجذب إلا مستوي منخفض جدا من المدربين والنتيجة هي غياب الجانب العملي عن الواقع الفعلي تماما مثل الجانب النظري.
*وهل هناك جوانب قصور أخري؟
-في ظل كل السلبيات التي تحدثنا عنها من الطبيعي أن يكون مستوي اللغة الأجنبية لدي الخريجين ضعيفا جدا,وكذا علاقتهم بالكمبيوتر تكاد تكون معدومة.
*والخلاصة…
-النجاح في مهنة السياحة والفنادق علي مستوي العالم يعتمد علي إجادة كل العاملين في المنشآت والمؤسسات السياحية والفندقية المختلفة لثلاثة أضلاع, الأول المستوي المهاري للمهن المختلفة في صناعة السياحة والثاني اللغة والثالث الكمبيوتر وفي مصر لا يتحقق إلا جزء بسيط من الضلع الأول لمثلث النجاح.