سؤال:من السيد-م.ع.ح.المنيا.
هل يصح توجيه الصلاة للعذراء القديسة مريم كما في القطعة الأخيرة من كل صلاة من صلوات الساعاتالأجبية؟
الجواب: نحن لانصلي للعذراء كما نصلي لله,معاذ الله!ولكننا نستغيث بالعذراء,ونطلب شفاعة العذراء,وصلواتها,ونلجأ إلي ساحتها مؤمنين بدالتها ومكانتها عند إبنها الحبيب ربنا يسوع المسيح,وهي الملكة أم الملك هذه التي اصطفاها الرب وفضلها علي نساء العالمين؟ وإذا كانت الاستغاثة بسائر القديسين مشروعةوإلي أي القديسين تلتفتأيوب5:1,فكم بالأحري تكون الاستغاثة بالعذراء أم النور,مشروعة!.
نعم إننا نوجه إليها الخطاب,نمجدها,ونعظمها ونشيد بمدحها ونسألها أن تذكرنا أمام ربنا يسوع المسيح,ليغفر لنا خطايانا ولكننا لانصلي إليها كما يصلي المخلوق لخالقه حاشا!.خذ علي سبيل المثال القطعة الثالثة من قطع صلاة باكر:أنت هي أم النور المكرمة من مشارق الشمس إلي مغاربها,يقدمون لك تمجيدات يا والدة الإله السماء الثانية,فإنك أنت هي الزهرة النقية غير المتغيرة والأم الباقية عذراء فإن الآب اختارك والروح القدس ظللك والابن تنازل وتجسد منك فاسأليه أن يعطي الخلاص للعالم الذي خلقه وأن ينجيه من التجارب ولنسبحه تسبيحا جديدا ونباركه,الآن وكل أوان..
فنحن هنا نمجد العذراء ونشيد بمدحها,ونطلب منها أن تسأل الله من أجلنا ومن أجل خلاص العالم. وبعد ذلك نوجه الخطاب إلي الله بقولنا:ولنسبحه تسبيحا جديدا..
خذ أيضا مثالا ثانيا قولنا في القطعة الثالثة من قطع صلاة الساعة الثالثة:يا والدة الإله أنت هي الكرمة الحقانية:الحاملة عنقود الحياة,نسألك أيتها الممتلئة نعمة,وكذلك الرسل,من أجل خلاص نفوسنا,مبارك الرب إلهنا مبارك الرب يوما فيوما يهييء طريقنا لأنه إله خلاصنا.
ونحن حينما نسأل العذراء مع الرسل من أجل خلاص نفوسنا ,نعلم أن الخلاص هو عمل الله أما العذراء والرسل فهم عوننا للحصول علي الخلاص بصلواتهم وكذلك إذا قلنايا والدة الإله أنت هي باب السماء افتحي لنا باب الرحمة,بمعني أنها بدالتها وبمكانتها وصلواتها تهييء لنا حسن القبول أمام الرب,فتشملنا رحمته بصلواتها.
خذ أيضا مثالا ثالثا,القطعة الثالثة من قطع صلاة الساعة االسادسة:وإذ ليس لنا دالة ولاحجة ولامعذرة من أجل كثرة خطايانا,فنحن بك نتوسل إلي الذي ولد منك ياوالدة الإله العذراء,لأن كثيرة هي شفاعتك مقتدرة ومقبولة عند مخلصنا ,أيتها الأم الطاهرة:لا ترفضي الخطاة من شفاعتك عند الذي ولدته لأنه رحيم وقادر علي خلاصنا,لأنه تألم من أجلنا لكي ينقذنا فلتدركنا رأفاتك سريعا يارب,لأننا قد تمسكنا جدا,أعنا يا الله مخلصنا من أجل مجد اسمك يارب نجنا واغفر لنا خطايانا من أجل اسمك القدوس.
في تلك القطعة ومثيلاتها يستغيث المصلي بالعذراء مريم طالبا منها أن تساعدة بصلواتها المقبولة وشفاعتها المقتدرة والقوية,ثم يعود ويوجه الخطاب إلي الله ويطلب منه أن يشمله وجميع الناس بمراحمه العالية وأن يغفر له ولهم خطاياهم إكراما لمجد اسمه المبارك والقدوس.
وفي القطعة الأخيرة من قطع صلاة الساعة السادسة من النهار يقول المصلي:
أنت هي الممتلئة نعمة ياوالدة الإله,العذراء نغني بحمدك,لأن من قبل صليب ابنك إنهار الجحيم وبطل الموت.لقد كنا أمواتا فنهضنا واستحققنا الحياة الأبدية ونلنا نعيم الفردوس الأول,من أجل هذا نمجد بشكر المسيح إلهنا لأنه قوي.
وواضح أننا في هذا النص أيضا نخاطب العذراء كشفيعة ولا نصلي إليها كما نصلي إلي الله وإنما نشيد بمدحها ونغني بحمدها لأنها العذراء أم المخلص الذي افتدانا من حكم الموت,وخلصنا من هلاك الجحيم وردنا إلي الفردوس المفقود.
وخذ مثلا آخر من القطعة الثالثة من قطع صلاة الساعة التاسعة من النهار,حيث يقول المصلي:
لاتعرضحرفيا: لاتتخليا الله عن الذين جبلتهم بيديك!اظهر محبتك للبشر أيها الصالح!اقبل من والدتك طلباتها من أجلنا نج يامخلصنا شعبا متواضعا!لاتتركنا إلي الانقضاء ولا تنزع عنا رحمتك من أجل إبراهيم حبيبك وإسحق عبدك..
وهنا في هذه الصلاة نوجه الدعاء إلي الله,ونسأله أن يقبل سؤالات العذراء وطلباتها من أجلنا لكن الدعاء موجه إلي الله رأسا أما العذراء أم النور فهي قديسة لها كرامتها ولها دالتها أمام المسيح الإله.
كذلك الأمر عندما يتلو المصلي في القطعة الثالثة من قطع صلاة الغروب أو الحادية عشرة من النهار ويقول:لكل إثم بحرص ونشاط فعلت,ولكل خطيئة بشوق واجتهاد ارتكبت فهييء لي أسباب التوبة أيتها السيدة العذراء!فإليك أتضرعحرفيا:إياك أسألوبك أستشفعحرفيا:
أطلب شفاعة منك وإياك أدعو أن تساعديني لئلا أخزي,وعند مفارقة نفسي من جسدي إحضري عنديحرفيا:كوني معي قبل أن تفارق روحي جسديولمؤامرة الأعداء إهزمي ولأبواب الجحيم إغلقي لئلا أبتلع يا عروس للختن الحقيقي لاعيب فيها.
والمعني من تلك الصلاة هو استغاثة بالعذراء الطاهرة أن تكون للمصلي الأم المعينة والمغيثة بصلواتها ودعواتها ورعايتها وحسن عنايتها حتي بذلك تتهيأ له أسباب التوبة فيسلك في طريق السماء باستقامة كذلك يطلب المصلي حضور العذراء معه وملازمتها له في ساعة الاحتضار لأنه بحضورها ووجودها معه يقوي علي مخاوف تلك الساعة الرهيبة وينتصر علي حروب العدو الشيطان الذي يقترب منه في تلك الساعة ليقتنصه في معيته فوجود العذراء إلي جانب المصلي وهو في ساعة الاحتضار كقيل بطرد العدو الشيطان وجنوده الأشرار وهزيمتهم وخلاصه من هلاك الجحيم الذي يفتح أبوابه ليبتلع الموتي مالم يرفضوا مشورة الشيطان وقواته الإبليسية وما لم يتحصنوا ضد أسلحته الملتهبة نارا.
كذلك يقول المصلي في القطعة الثالثة من قطع النوم أو الثانية عشرة من النهار:
أيتها العذراء الطاهرة أعينيني أنا عبدك وأبعدي الأفكار الشريرة عني وانهضي نفسي للصلاة والسهر لأنها استغرقت في نوم عميق,فإنك أنت الأم المقتدرة والرحيمة والمعينة والدة ينبوع الحياة ملكي وإلهي يسوع المسيح,وهو رجائي.
ولا شك أن المصلي يطلب معونة العذراء كأم له حتي تعينه بحنان الأم الرحيمة والمقتدرة فإن صلوات البار تقتدر كثيرا في فعلهارسالة يعقوب5:11وهو يستغيث بطلباتها ويستغل ما لها من دالة لدي ابنها يسوع المسيح ينبوع الحياة وهي التي تشرفت بأن تكون الأم والوالدة لذلك الينبوع الواهب الحياة,والذي هو رجاء المتوكلين عليه.
وقل مثل ذلك في جميع مايرد في صلواتنا خاصا بالعذراء مريم,إننا لانصلي إليها ولكن للرب الإله.علي أننا نستغيث بالعذراء طالبين شفاعتها سائلين معونتها كأم حنون,مؤمنين بدالتها المقبولة عند ربنا يسوع المسيح وفيمايلي نموذج لتلك الاستغاثة.
السلام لك,نسألك أيتها القديسة الممتلئة مجدا,العذراء كل حين ,والدة الإله,أم المسيح ,اصعدي صلواتنا إلي ابنك الحبيب,ليغفر لنا خطايانا.
السلام للتي ولدت لنا النور الحقيقي,المسيح إلهانا أيتها العذراء القديسة اسألي الرب عنا ليصنع رحمة مع نفوسنا ويغفر لنا خطايانا.
السلام لك أيتها العذراء والملكة الحقيقية.
السلام لمن هي فخر جنسنا,والتي ولدت لنا عمانوئيل.
نسأل أن تذكرينا أيتها الشفيعة المؤتمنة عند ربنا يسوع المسيح لكي يغفر لنا خطايانا
والمعروف أنه في الحادي والعشرين من شهر طوبة القبطي تذكر الكنيسة انتقال روح العذراء مريم إلي الأخدار السمائية,حيث كانت قد بلغت 58 سنة,8 شهور,16 يوما وذلك بموتها موتا طبيعيا بانفصال روحها من جسدها وتدلنا مصادرنا الكنسية علي أن العذراء الطوباوية علمت مسبقا بأمر وفاتها وأن السيد المسيح له المجد سيأتي بذاته ويتسلم روحها بيده ويخبرنا القديس كيرلس الأول بابا الإسكندرية الرابع والعشرون412-444م أن العذراء القديسة هي التي طلبت إلي المسيح إبنها وإلهها أن يتفضل عليها بأن ينهي حياتها علي الأرض,ويضع حدا لمتاعبها الكثيرة بسبب اليهود الذين لم يتركوها في راحة بل اضطهدوها وأذلوها وضيقوا عليها,واتخذوا ضدها إجراءات عنيفة لمنعها من الذهاب إلي القبر المقدس,قبر المسيح مخلصنا حيث كانت تذهب يوميا وتصلي هناك إما منفردة أو معها صويحباتها من عذاري جبل الزيتون اللائي إتخذنها رائدة لهن يتبعنها ويقتدين بسيرتها الطاهرة,ويتمثلن بها في بتولتها وعفتها وطهارتها,وعكوفها علي الصلاة بغير انقطاع فاستجاب المسيح الرب لدعائها,وأرسل لها رئيس الملائكة جبرائيل المبشر ليفرح قلبها باستجابة صلواتها وقبول دعائها,وأنها ستغادر بروحها هذا العالم الزائل,وأنه سيأخذها عنده وسينقلها إليه لتكون معه في فردوس النعيم,ففرحت القديسة مريم بالبشري وتهللت لها روحها وظلت ترقب اليوم السعيد الذي يطلق فيه سراحها من حبس الجسد,وتنطلق روحها حرة لتكون مع المسيح ابنها وحبيبها.