أجمعت الكثير من الدراسات علي خطورة عشرات الملايين من المواقع الإباحية التي تقدمها الشبكة العنكبوتية لزوارها حيث أكدوا أن انتشار هذه المواقع بشكل كبير ينذر بكارثة مجتمعية كبري فالإباحية تحولت إلي صناعة تدر عشرات البلايين من الدولارات سنويا وزوارها من المراهقين وهم الفئات الأكثر تأثرا بهذه القيم السلبية وهو أمر يمكن أن يقود إلي حدوث تهتك أسري واسع المدي.
وقد أكد د. علي ليلة أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: دور الإعلام في تكنولوجيا المعلومات في تهتك النسيج الأسري علي أن تكنولوجيا الإعلام والمعلومات لعبت دورا أساسيا في تشويه مجتمعنا القومي حيث ساعدت علي تآكل منظومة القيم والمعاني الموجهة للتفاعل الأسري من قيم دينية وتراثية بالإضافة إلي نشر قيم ومعان غربية بل ومضادة لثقافتنا هدفها تبديد هويتنا العربية وأيضا نشر سلوكيات وقيم منحرفة علي ساحة الأسرة العربية ويؤدي ذلك في النهاية إلي تفكيك تماسك الأسرة وتمزيق نسيجها الاجتماعي.
وأشار د. محمد سعد إبراهيم أستاذ الإعلام بجامعة المنيا إلي أن اتجاهات المراهقين نحو رقابة الأسرة علي الإنترنت إلي أن هناك آثارا شديدة الخطورة والسلبية علي الشباب حيث يفضل غالبيتهم استخدام الإنترنت بمعزل عن الآخرين ودون رقابة وهو ما يشجع عليه هذا الوسيط الإعلامي.
وأرجع السبب في ذلك إلي تصفحهم للمواقع الإباحية والأفلام الممنوعة رقابيا وسعيهم إلي إقامة علاقات غير مشروعة مع الجنس الآخر وأيضا مواقع الجريمة والعنف وتصفح مواقع المخدرات والخمور وغيرها من عشرات الآلاف من المواقع التي تشكل تهديدا لشبابنا.
ولفت د. محمد إلي أن الكثير من الشباب لديه القدرة علي مقاومة الرقابة التي قد تفرضها الأسرة عليهم عند استخدامهم للإنترنت حيث يواصلون التصفح سواء خارج المنزل أو داخل المنزل سرا أو عند الأصدقاء أو في مقاهي الإنترنت موضحا أن هناك العديد من الوسائل التي يمكن استخدامها لحماية الشباب والنشء من مخاطر تلك المواقع في مقدمتها العقوبات القانونية ورقابة شركات الإنترنت ورقابة وزارة الداخلية ومقاهي الإنترنت وأخيرا الرقابة الحكومية والتي سجلت أعلي معدل فيما يتعلق بالاستجابة السلبية لحماية جيلنا من المخاطر التي تهدد مستقبله ومستقبلنا معه.
وحول تأثير الإنترنت في علاقات الشباب الأسرية والاجتماعية أوضحت د. عفاف عبدالله أنها قامت بدراسة خاصة بالمجتمع السوداني ومن أهم نتائجها:
- 84.1% من مجمل مستخدمي الإنترنت تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلي أقل من 30 سنة و15.7% من الفئة العمرية 30-40 سنة مما يدل علي وجود علاقة ارتباطية بين العمر واستخدام الإنترنت أن هناك حوالي 43.8% جهاز كمبيوتر مزود بخدمة الإنترنت في المنزل وتعتبر هذه النسبة كبيرة علي مجتمع مثل المجتمع السوداني.
- حوالي 85.4% من الشباب السوداني يتصفح الإنترنت في مقابل 14.6% لا يتصفحونه و63.5% من الأسر التي لا تهتم بمتابعة أبنائها عند استخدامهم للإنترنت مما يساعد علي تعرضهم للانهيار الأخلاقي والاجتماعي.
- حوالي 51.5% من الشباب تغير نمط حياتهم لارتباطهم بالإنترنت.
وأظهرت نتائج الدراسة التي قام بها حول مخاطر تلك المواقع إلي أن 60% من الآباء لا يعرفون ما يفعله أبناؤهم عند استخدامهم للإنترنت 40% من الآباء لا يعرفون كيفية استخدامه و68% لا يوجههم والداهم أثناء استخدامهم للإنترنت 88% يتعرضون لمخاطر أخلاقية علي الشبكة الإلكترونية وأظهرت إحدي النتائج لاستطلاع رأي قامت به شبكة جوجل أن المصريين هم الأكثر بحثا عن المواقع الإباحية والبحث حول كلمة Sex وأرجعت الدراسة الأسباب في الآتي 34% أشاروا إلي انخفاض القيم الدينية و17% إلي تدني الظروف الاجتماعية و10% انعدام القدوة لدي الشباب و6.7% عدم وجود تثقيف جنسي داخل المدارس.
وفي نهاية الدراسة أوصت الدراسة بتحديد دور الأسرة في توجيه أبنائها عند استخدام الإنترنت والتعرف علي مدي إدراك الشباب لمخاطر هذه المواقع في محاولة للحد من انتشار هذه الظاهرة.