يا حبيبتي يا مصر, صورة, بلادي يا أحلي البلاد, عظيمة يا مصر, وقف الخلق.. وغيرها من الأغنيات الوطنية لكبار المطربين من كل الأجيال كانت ومازالت هي النغم السائد بين القنوات والإذاعات في أيام الثورة التي فاقت كل التوقعات, وحطمت كل الثوابت, وهكذا أصبح الغناء لمصر الملجأ الأول للتعبير عن حالة الحب والخوف والقلق.
بلا فوارس
أما الأغنية التي تعبر بحق عن ثورة الشباب والشعب المصري, فهي أغنية درامية لم تلجأ إليها أي من القنوات أو الإذاعات علي الرغم من أن كلماتهامناسبة جدا للحالة المصرية الفريدة, وأقصد الأغنية الختامية لمسرحية الزعيم ويقوم بأدائها الفنان عادل إمام مع المجاميع وتقول كلماتها الشعب اللي مصيره بإيده هو الفارس هو الحارس, الأحلام مش عايزة فوارس, الأحلام بالناس تتحقق, تماما كما جاءت هذه الثورة الجديدة بلا زعماء أو قادة أو فرسان, وكأنها تؤكد مقولة الأحلام مش عايزة فوارس لقد انتهي عصر الزعيم والشخص الملهم والقائد المفدي, الناس العاديون من مختلف الآراء والاتجاهات مسيسون وغير مسيسين هم الذين غيروا وجه مصر.
إزاي؟
سوف يظل محمد منير هو نبرة إحساس الوطن والشريان الذي يمد المصريين بدم الغناء الساخن, فهو المعبر عن الحلم الصارخ لو بطلنا نحلم نموت هذا المطرب الذي تقيم في قلبه مساكن مصر الشعبية, لذلك لا أحد غيره يستطيع أن يشعر بدقات نبض الشارع ومن هنا جاءت أغنيته الرائعة إزاي؟ – التي منعها التليفزيون الرسمي – ونقلتها الفضائيات الخاصة لتتضافر مع أحلام الشارع الملتهب في ضفيرة إبداع ليس لها مثيل – والأغنية من كلمات نصر الدين ناجي وألحان وتوزيع أحمد فرحات, وتقول كلماتها:
إزاي ترضيلي حبيبتي
أتمعشق في اسمك وأنتي
عمالة تزيد في حيرتي
ومنتش حاسة بطبيتي إزاي
مش لاقي في عشقك دافع
ولا صدقي في حبك شافع
إزاي أنا رافع راسك
وأنت بتحني في راسي إزاي
أنا أقدم شارع فيكي
وأمالك من اللي ما ليكي
أنا طفل أتعلق بيكي
في نفس السكة وتوهته
أنا لو عاشقك متخير
كان قلبي زمانه اتغير
وحياتك لفضل أغير فيكي لحد مترضي عليا
إزاي سايبني بضعفي
طب ليه مش واقفة في صفي
وأنا عشت حياتي بحالها علشان محلمش في
عينك خوف
وفي بحرك ولا في برك إزاي أحميك
ضهرك
وأنا ضهري في آخر الليل دايما بيبات
محني ومكشوف
هذه هي كلمات الأغنية التي أصبحت أيقونة الثورة, التي توالت بعدها الأعمال التي تغني لمصر والشهداء, في إطار الموضة والتجارة, والتواجد.
عكس التيار
وإذا كان محمد منير قد التقط بمهارة بوصلة الشارع والمستقبل فقد وقع المطرب محمد نور في فخ التأرجح السياسي حيث أسرع بعد الخطاب الثاني للرئيس السابق حسني مبارك الذي كان أكد فيه أنه لن يترشح مرة أخري وأنه يريد أن يموت بمصر, وهو الخطاب الذي أطلق بعض المؤيدين, فقام نور بتسجيل أغنية بعنوان حقك علينا وتقول كلماتها: أنا عن نفسي بتأسف ومش مكسوف, عليكي يا مصر أموت من الخوف, حقك علينا كلنا ولحد آخر عمرنا مش هننسي جميلك, آسفين وجايين نعتذر! وطبعا لم تجعل سرعة الأحداث وتلاحقها أية فرصة لترويج هذه الأغنية.
[email protected]