إذا كانت الأمومةفي معناها العام هي عطاء وتضحية من أجل الأبناء فإن أمهات ذوي الإعاقات هن أكثر عطاء واحتمالا, ونحن نحتفل اليوم بعيد الأم يمكننا أن نري أمهات ذوي الإعاقات, والاحتفال بهذه المناسبة بطرق متعددة. فمثلا العديد من أمهات الأطفال من ذوي الإعاقة يحتفلن مع أبنائهن في احتفالات تقيمها المراكز التي يلتحقون بها, فنجد هذه المراكز تحاول بكل طاقتها أن تسعدهن.
حول احتفالات مراكز الأطفال ذوي الإعاقة تحدثنا إلي نادية علي مديرة مؤسسة أنس الوجود التعليمية لصعوبات التعلم وذوي الاحتياجات الخاصة, فقالت: نهتم في كل عام بالاحتفال بأمهات الأطفال بالمؤسسة حيث إنهن يعانين بشكل كبير مع أبنائهن طوال العام فيجب علينا تكريمهن وتقدير دورهن مع أبنائهن من ذوي الإعاقات., ولقد قمنا هذا العام بتوزيع شهادات تقدير للأمهات بالاحتفال الذي أقمناه بمناسبة عيد الأم داخل المؤسسة, وكانت سعادتهن بالغة بهذا التقدير وعبرن عن ذلك بقولهن أن المؤسسة تقدرهن وتشعر بهن وهن يعانين من عدم تقدير, لمتاعبهن ومشاكلهن أو حتي دراية بها وسط المجتمع, وأن مثل هذا التقدير يشجعهن ويعطيهن دفعة إلي الأمام. ودائما أحاول في كل مناسبة أو احتفال نقيمه لأولياء أمور الأطفال بالمؤسسة أن أؤكد علي الآباء والأمهات أن ينسوا أحزانهم ويتذكروا أطفالهم فهذه هي البداية لتقدم أطفالهم بشكل جيد يجعلهم أكثر تكيفا مع مجتمعهم مهما كان نوع إعاقتهم أو درجتها وشدتها.
كذلك نجد أمهات لديهن أبناء من ذوي الإعاقات ولا يستطعن إلحاقهم بأي مراكز متخصصة بسب التكاليف المالية الباهظة فنجدهن يتحملن مهمة تعليم أبنائهن بعض الأشياء البسيطة والمهارات ولكن داخل منازلهن.
هناك أمهات أخريات ينتظرن الاحتفال بشكل آخر, إنه احتفال علي الرصيف فهناك العديد من الأمهات يساندن أبناءهن من ذوي الإعاقات ممن يعتصمون أو يشاركون في مظاهرات أمام مجلس الشعب أو مبني محافظة القاهرة للحصول علي وظيفة أو سكن, فحتي هذا الموقف نجد الأم لا تترك أبناءها فهي تأتي معهم وتساندهم, ففي الاعتصام الأخير وجدنا العديد ممن يجلسون علي كراسي متحركة ومعهم أمهاتهم يساندنهم ويقفن بجوارهم في مطالبهم بحقوقهم. ففي حقيقة الأمر أن أمهات ذوي الإعاقات يتحملن الكثير مع أبنائهن صغارا وكبارا. صغارا لأنهم لا يزالون في مرحلة التعلم مثل أي طفل, ولكن كبارا بسبب تجاهل المجتمع والدولة لمطالبهم أو بالأحري حقوقهم الأساسية في الحياة.
استفسارات القراء:
إحدي الأمهات تقول: أنجبت طفلا وكان طبيعيا إلي أن بلغ 5 سنوات ثم حدث له ضمور في العضلات وبعض خلايا المخ وتدهورت حالته وتوفي, وبعد عامين أنجبت طفلا آخر حدث معه نفس الشء أود أن أعرف هل معني ذلك أنني إذا أنجبت مرة أخري سيحدث نفس الشء؟
المحررة:
وجهنا هذا التساؤل إلي الدكتورة نادية عبد الله رئيسة قسم التأهيل الأسري بمركز سيتي للتدريب في مجال الإعاقة فقالت: هناك بالتأكيد احتمالية كبيرة في تكرار الأمر إذا أنجبت مرة أخري, خاصة وأن هذا المرض يتوارث, ويفضل أن تذهب الأم إلي طبيب متخصص في الوراثة في محافظتها لعمل التحاليل والفحوصات الطبية اللازمة التي تحدد نسبة تكرار ما حدث مرة أخري.