كان جهاز أمن الدولة سابقا من أجهزة الدولة التي هامت حولها الشبهات في عهد النظام السابق والذي زعم أنه كان من أقوي أجهزة النظام السابق الذي ارتكز عليه كدعامة أساسية لحمايته واستمراره وبقائه, واهما أفراد الشعب أن هذا الجهاز الذي ارتبط اسمه بأمن البلاد هو جهاز أوجده النظام من أجل حماية أبناء الوطن بينما في حقيقة الأمر اعتاد أعضاؤه علي إرهاب وقمع وظلم أبناء هذا البلد.
ويطرح السؤال نفسه: هل يشهد جهاز أمن الدولة تغييرا في المسمي أم في التوجه والهدف والمسار؟.. هل يكرر أعمال العنف التي مورست إبان النظام السابق تحت مسميات الذود عن أمن الوطن أم يقتصر عمله علي الدفاع عن الوطن دون الخوض في خصوصيات المواطن.. في هذا التحقيق نحاول إجلاء حقيقة التغيير في الجهاز الأمني الخطير الذي أصبح قطاع الأمن الوطني…
في هذا السياق قال اللواء سيف اليزل الخبير الأمني الاستراتيجي:كلنا نأمل أن يصبح التغيير في جهاز أمن الدولة السابق تغييرا في المسار والتوجهات والسياسة العامة من حيث التعامل مع أبناء المجتمع وليس تغييرا في المسمي, ولكن إذا تأملنا الشواهد العامة نري أن هناك تغييرا حدث بالفعل في هذا الجهاز عن طريق تغيير الأفراد والعاميلن بهذا القطاع, حيث تم تعديل أوضاعه وتحويله من جهاز إلي قطاع مثله مثل باقي قطاعات أجهزة الشرطة دون تمييز.
أشار سيف اليزل عندما كان أمن الدولة جهازا وليس قطاعا كان له مميزات عديدة واستقلالية عن باقي قطاعات الداخلية, بالإضافة إلي أن عدد القائمين بالقطاع الجديد يشكل أقل من ثلث الجهاز القديم أي أنه تم الاستغناء عن أكثر من ثلثي عدد الأفراد الذين كانوا يعملون بجهاز أمن الدولة.
فضلا عن ذلك فقد أصبح الواجب الرئيسي لقطاع الأمن الوطني الجديد فقط العمل علي مقاومة الإرهاب ومكافحة التجسس والتخريب دون الدخول في فرعيات أخري كان الجهاز القديم يركز فيها.
أعرب اليزل: لا توجد أي احتمالات لأعمال عنق أو خطورة أو تكتلات مضادة من قبل المفصولين أو المستبعدين من الجهاز القديم, كما أن الأجهزة الأمنية الأخري الموجودة في الدولة تضع في اعتبارها هذه الاحتمالات وتعلم كيف تتعامل معها وتتصدي لها وبالتالي فلا خوف من هذا الاحتمال.
أشار الليزل: لابد أن يعلم القائمون علي قطاع الأمن الوطني الجديد أن هناك تغييرا واسع النطاق قد حدث في المجتمع المصري فالمواطن المصري تعاطي حبوب الشجاعة مع ثورة 25 يناير ولم يعد يقبل علي كرامته أية إهانات أو تجاوزات من قبل هذا القطاع, وبالتالي علينا جميعا أن نتفهم ذلك الأمر جيدا.
خطة ابتكارية
من جانبه أكد نبيل شرف الدين الكاتب الصحفي: من المبكر جدا الحكم علي طبيعة الجهاز الجديد ولكن بناء علي ما صرح به وزير الداخلية السادة المسئولون عن طبيعة الجهاز الجديد لأمن الدولة, الذي أطلقوا عليه الأمن الوطني أنه ذو طبيعة مختلفة وتوجهات وأهداف تخدم الصالح العام.
وعن الأدوار التي تخصص فيها الجهاز الجديد وهي مكافحة جرائم الإرهاب قال شرف الدين: هناك نص كامل بقانون العقوبات المصري ينص علي جرائم بالدولة ومن المفترض أنها الجرائم المعني بها جهاز الأمن الوطني الجديد وعليه الالتزام بهذا النص القانوني وعدم التطرق لأعمال التجسس علي الأشخاص كما فعل في السابق.
أضاف شرف الدين: في تقديري الشخصي أن طبيعة الجهاز سوف تتغير وكذلك جهاز الشرطة كله سوف يتغير مع مرور الوقت وبعد أحداث الثورة, لذا لابد وأن تكون هناك خطة ابتكارية لتغيير أسلوب وأداء جهاز الشرطة بأكمله حتي تصبح العلاقة بين المواطن وأجهزة الأمن أشبه بالعلاقة بين المواطن وفرد الجيش أو برجل النيابة.
كذلك يقع علي المواطن المصري مستقبلا عبء عدم قبول أية تجاوزات من قبل أجهزة الأمن وأن يتصدي لهذا الفساد مبكرا حتي لا يتفشي مرة أخري في أجهزة الشرطة وأن يلجأ إلي الأجهزة المختصة عند حدوث تجاوز أو اعتداء يقع عليه من قبل أجهزة الأمن.
أشار نبيل شرف الدين: هناك ضرورة لرفع مستوي الأداء الشرطي في الداخلية من خلال دخول نسبة كبيرة من المؤهلات العليا في التجنيد لوزارة الداخلية مثلما يحدث في القوات المسلحة.