تراكم القمامة وانتشارها أصبح سمة أساسية تميز شوارعنا في مختلف المناطق ولم تعد تقتصر علي المناطق الشعبية أو العشوائية وإنما طالت المناطق الحيوية والراقية ومختلف الميادين والشوارع وأمام المدارس.. وباتت تحاصرنا أينما سرنا.. وأيا كانت الأسباب في تراكم تلال القمامة فنحن أمام مشكلة حقيقية تزداد خطورتها يوما بعد يوم إذا لم تعالج وتتكاتف الجهود لحلها.. وتكمن الخطورة في التأثير الكبير لتلك المشكلة علي أطفالنا وهم جيل المستقبل في جميع النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية.
قال الدكتور أيوب منسي استشاري طب الأطفال: الأطفال أكثر تعرضا للمخاطر الصحية الناجمة عن تراكم القمامة نظرا لعدم تطور أجهزتهم المناعية والعصبية والهضمية, فمع انتشار وتكاثر الذباب بسبب تراكم القمامة لفترات طويلة يصاب الطفل بالعديد من الأمراض التي ينقلها له الذباب منها أمراض العيون كالرمد الصديدي وبعض الأمراض الجلدية كالحساسية والأمراض المعوية كالكوليرا والتيفود والإسهال وغيرها من الأمراض التي يتسبب فيها الذباب الذي يجب التغذية المناسبة في حاويات النفايات المفتوحة التي تحتوي علي بقايا الأطعمة فيضع يرقات يرقات تنتج أجيالا جديدة من الذباب.
أضاف: انبعاث الروائح الكريهة من أكوام الزبالة يؤدي إلي الإصابة بكثير من أمراض الجهاز التنفسي فضلا عن أن اللجوء إلي حرق القمامة يتسبب في التسمم نتيجة استنشاق دخان المخلفات الذي يحوي الرصاص والزئبق وهو ما يؤدي إلي ضعف جهاز المناعة للأطفال.
من ناحية أخري قالت الدكتورة إجلال حلمي أستاذ علم الاجتماع الأسري جامعة عين شمس: ظاهرة تراكم القمامة أصبحت ظاهرة عامة تعاني منها ولم تعد تقتصر علي أماكن بعينها وإنما باتت تنتشر في مختلف المناطق الشعبية والراقية ومختلف الميادين والشوارع ويزداد تأثيرها علي الأطفال الذين يتسمون بدقة الملاحظة فهم يتعلمون في المدارس أنه يجب الحفاظ علي البيئة نظيفة والشارع نظيف ويتفاجئون بتلال الزبالة تحاصر مدارسهم وشوارعهم ليصبح شعار مدرستي نظيفة أو شارعنا جميل شعار غير متحقق علي أرض الواقع الأمر الذي يفقدهم الثقة فيما يتعلموه, ونعلم الطفل أنه يجب عليه إلقاء المخلفات في سهلة المهملات وينظر الطفل حوله ولا يجد سلة مهملات وإن وجدت فإن طريقة وضعها فيه استهتار حيث مثبتة علي أعمدة كهربآء يخشي الطفل الاقتراب منها مما يضطره ذلك إلي إلقاء المخلفات في الشارع.
أضافت: الأطفال مرآة تعكس تصرفات أسرهم, ونحن نري الكثير والكثير من حولنا يلقون المناديل أو العلب الفارغة من نوافذ السيارات وسط الشارع دون أدني إحساس بالمسئولية والأطفال يتأثرون بهذا ويحاكون الكبار من ذويهم فإذا رأي الطفل والده يرمي منديلا فإنه يقلده فكيف يتعلم الطفل النظافة في ظل أسرة فوضوية إن ذهبت للتنزه في الحدائق فإنها تلقي المخلفات مبعثرة هنا وهناك, نحن في حاجة إلي حملة توعية واسعة تقوم بها الدولة ووسائل الإعلام لتغيير العادات السيئة وكيفية التعامل مع المخلفات واستخدام الأكياس المحكمة وتعليم أطفال المدارس كيفية الاستفادة من بعض المخلفات.