خيم الحزن على قلوب الأقباط وارتدى بابا نويل السواد حيث لم يبق من هدايا المجوس للطفل الإلهى غير المر الممزوج بالألم، حيث أصبح شجر الكريسماس شو كيا يخنق الدموع فى الحلق ويذبح أى ابتسامة على شفاه طفل صغير ظن أن لميلاد المسيح مكانة فى قلوب حجرية عشش فيها الخراب والنواح. وسيطرت مذبحة عيد الميلاد الدامى بنجع حمادى على معظم الصحف المصرية وأفردت جريدة الدستور (يومية مستقلة ) مساحات كبرى لتغطية الحادث وجاء المانشيت الأول باللون الاحمر يقول: دماء الأقباط وغضب مسيحى فى عيد الميلاد مقتل 7 اقباط وإصابة 9 آخرين فى هجوم مسلح على كنيستين فى نجع حمادى. وكتب إبراهيم عيسى رئيس التحرير مقاله الافتتاحى تحت عنوان (أجراس الرصاص ) وهو مقال قوى أكد فيه “أن اختيار اليوم والمكان، وهو عيد الأقباط وعند كنيستهم يوضح أن اطلاق الرصاص كان ضد ديانة الأقباط وجموعهم وليس ضد مغتصب قبطى بعينه أو أسرته، وهو ما يؤكد وقوف التعصب والتطرف وراء هذ الحادثة بلا لف ولا دوران أو مرواغة ولا ينفع “بقى الكلام الفارغ بتاع” أنها حادثة فردية فأى فردية فى حادث منظم ومخطط ويستهدف أصحاب ديانة بعينها ومكانا مقدسا للعبادة، أين الفردية فى هذا الحادث وكله ينطق بالخطة والتخطيط والجماعية”.
وتسال عيسى قائلا: إن سرعة الإعلان عن القبض على الجانى لا تطمئن الناس، فالذى يقبض عليه بهذه السرعة لماذا لم يمنع بهذه الدقة. الدستور أفردت صفحتين لتغطية الحادث، وكتب أيضا أيمن نور مقاله بعنوان (حادث نجع حمادى دماء فى ليلة الميلاد) قال فيه:”إننا أمام حالة إرهاب وانفلات أمنى وجريمة منظمة”. أما الكاتبة نجلاء بدير فكتبت مقال نقلت فيه نص مكالمة تليفونية من شاب يدعى محمد بنجع حمادى وصف لها فرحة بعض المسلمين (فيه كتير مسلمين فرحانين للاسف جهل وقصر نظر)
وجريدة الوفد كان مانشيتها (مذبحة فى نجع حمادى ليلة عيد الميلاد) ونشرت بيانا لرئيس الحزب محمود أباظة الذى استنكر فيه المذبحة البشعة قائلا :”إن دماء الضحايا نزفت من قلوبنا جميعا”. وقامت الجريدة بنشر تفاصيل الحادث على صفحة كاملة . والمضحك أن الخبر الرئيسى للجريدة فى الصفحة الثالثة جاء السطر الأول منه كالتالى ( احتفلت الكنيسة الارثوذكسية مساء أمس الأول بعيد القيامة المجيد ) ولا أظن أن الأمر يحتاج إلى تعليق.
وجاء مانشيت جريدة الشروق بعنوان ( مصادمات عنيفة بعد مذبحة عيد الميلاد فى نجع حمادى ) وعلى متن الصفحة الرابعة رصدت الجريدة حوادث الفتنة من الخانكة إلى نجع حمادى رصيد لا ينفد فمن ينزع الفتيل، كما حصرت الجريدة أنه وقع فى الثلاثة أشهر الأخيرة 30 حادث طائفيا. وفى استطلاع رأى لبعض الحقوقيين أكدوا فيه-حسب الشروق- أن السبب هو عدم محاسبة الجناة فى أي حادث طائفى وكأن دماء الاقباط رخيصة، وطالبوا بسيادة القانون، ومحاسبة القيادات الأمنية أما قسم المحافظات بالجريدة فرصد أثر الحادث فى سرقة فرحة العيد.
====
س.س