المحطة
في رحلة خير جديدة
بصمة الأذن تخلص أمل من الوش والصداع
الدموع أقرب إليها من الكلمات. طوال الطريق من بني مزار إلي القاهرة ونهر دموعها لا ينقطع. تشعر بأنها تسببت في إزعاج شديد لزوجها وقلق وألم لأبنائها الثلاثة بسبب مرضها المزمن ووجعها المستمر. نتحدث عن آلام أمل زاهر مسعد البالغة من العمر 28 عاما, ومقيمة في قرية أبو حنس بمركز بني مزار بالمنيا.
أمل ربة منزل ترعي أسرتها في بحر الحياة المتلاطم بكل حب, تكافح لمقاومة الحاجة والعوز مع زوجها ميلاد خلف الذي يعمل فلاحا يوم فيه ويوم لا… وهكذا كانت الحياة تسير.. حتي خمس سنوات مضت حيث شعرت بألم شديد في أذنيها و وش متواصل وفي حالة متزايدة وكأنها صفارة قطار علي حد قولها, الأمر الذي يؤدي إلي صداع مستمر يجعلها لا تستطيع أن تقوم بأعمالها ورعايتها لأسرتها, بل لا تستطيع التواصل مع أبنائها قلة ذات اليد جعلتها تهمل في الأمر وتكتفي بأخذ برشام للصداع لعله يقلل من الألم أو تتركها قليلا أنيابه المتشبثة بها… ولكن لم يجد برشام الصداع شيئا. فالألم كامن في داخل الأذن و الوش في حالة ازدياد وصفارة القطار المزعجة توتر أعصابها باستمرار وهكذا لم تعد تحتمل… فذهبت عن طريق خدمة المرضي بإحدي الكنائس إلي أحد الأطباء الذي قام بتوقيع الكشف الطبي علي أذنيها وأخبرها أنها في حاجة إلي عملية تكلفتها تبلغ 7 آلاف جنيه علي الأقل, الأمر الذي حطم كل آمالها في التخلص من هذا الوجع الشرير الذي لا تجدي معه مسكنات أو أدوية, وعادت إلي قريتها تجر أذيال الخيبة لحد وتشعر بالذنب لأنها أرهقت أسرتها لحد كبير.
وتمر الأيام وهي تحتمل علي قدر الإمكان وتقاوم بقدر ما تستطيع إلي أن أرشدها أحد الخدام بالكنيسة إلي باب المحطة بجريدة وطني… وجاءتنا وكلها أمل -ويبدو أن لها نصيب من اسمها- فنقف إلي جوارها ونجد لها حلا لهذا الوجع ومهربا من هذا الوش.
علي الفور قمنا باصطحابها إلي الدكتور رأفت عشم الله استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة الذي قام بتوقيع الكشف الطبي علي أذن أمل, وأكد لنا أنها مصابة بتكلس علي عضمة الركاب وسببه تراكم الكالسيوم علي هذه العضمة الموجودة داخل الأذن والأمر الذي أدي إلي ضعف السمع لدي أمل كما أنها تعاني من إصابة بعصب الأذن الأمر الذي يسبب الوش.
وقدم الدكتور رأفت نصيحة إلي أمل بعدم الحمل مجددا لأن الحمل بالنسبة لها سوف يؤدي لمزيد من ضعف السمع وذلك مرجعه أن الحمل بسبب لخبطة في الهرمونات تزيد من تواجد الكالسيوم علي عضمة الركاب داخل الأذن.
أما عن الحلول الطبية بالنسبة للحالة, وقال الدكتور رأفت عشم الله أن هناك طريقين بالنسبة لها الأول هو إجراء عملية لاستئصال عضمة الركاب ووضع طرف بلاستيك بديلا لها, والعملية لها احتمالات ضئيلة جدا في فقدان السمع تماما, وهو ما يعرف بإطفاء الأذن أثناء الجراحة, ومع أن النسبة ضئيلة إلا أن الدكتور رأفت لم يفضل الجراحة… واقترح تركيب سماعتين كحل أفضل وأكثر أمنا بالنسبة لها. والسماعتان قادرتان علي إزالة الوش الذي تعاني منه ومعالجة ضعف السمع. كان هذا الاقتراح من الدكتور رأفت وترك لها حرية الاختيار بين الطريقتين, وتركنا أمل لكي تختار بحرية ما بين العملية لاستئصال عضمة الركاب أو تركيب سماعتين, وبالاتفاق مع زوجها اختارت أن يكون الحل في تركيب السماعات بحيث تكون داخل الأذن وهي مكلفة أكثر من الجراحة ولكنها تحافظ علي الشكل الاجتماعي وخصوصا أنها أفضل من السماعات الخارجية- وقرر صندوق الخير التكفل بشراء السماعتين.
وقمنا باصطحاب أمل إلي إحدي الشركات المتخصصة في استيراد السماعات بعد أن قدمنا لهم مقياس السمع اللازم, وأخذوا بصمة الأذن, وبعد مرور أسبوع تم تحضير إحدي السماعتين علي أن يتم تجهيز الثانية بعد نحو شهر.
وهكذا سوف تظل رحلتنا مع أمل مستمرة حتي تحصل علي السماعتين وتتخلص من صفير القطار المزعج وتعود لأسرتها الصغيرة… راعية لها بلا عوائق.
روبير الفارس
ـــــــــــــــــ
صندوق الخير
الصديق منصور رياض قدم 200 جنيه… والصديق أيمن منصور قدم 200 جنيه… ويوسف قدم 1000 جنيه… وأبناء مر يم قدموا 1600 جنيه… ومن فاعل خير بأسيوط جاءنا 50 جنيها… ومن يدك وأعطيناك بأسيوط جاءنا 250 جنيها… وطالب العناية الإلهية بأسيوط قدم 250 جنيها… والمهندسة جمالات قدمت 500 جنيه… وتيته عفيفة قدمت 500 جنيه… وعلي روح المرحوم مينا عبد السيد وزوجته جاءنا 200 جنيه… وطالب بركة قدم 1000 جنيه… ومن يدك يارب وأعطيناك جاءنا 5000 جنيه… وعلي روح المرحومة لندة جاءنا 200 جنيه… ومن يدك يارب وأعطيناك جاءنا 250 جنيها.