شاركت مصر الأسبوع الماضي في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد بطريقة خاصة حيث نظمتحركة مصريون ضد الفساد-حركة مدنية تشكلت عام2006لتشجيع مكافحة الفساد-وسط حضور إعلامي كبير حفل توزيع جوائز المحارب المصري التي تمنحها الحركة للشخصيات التي تنشط في محاربة الفساد وتتصدي له.
وقالت المشرفة العامة علي الحملة المذيعة بثينة كامل إن الفكرة بدأت العام الماضي عندما أدرك بعض النشطاء إن مصر وقعت علي اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد منذ أربع سنوات وصدقت عليها لكن لم تنشرها في الجريدة الرسمية بالمخالفة لنصوص القانون وهو ما دعا الحركة إلي مخاطبة المسئولين وممارسة الضغط لنشرها وهو ما تم إنجازه خلال مارس2007.وأضافت أنه بدون وجود حق للمعرفة والشفافية لن نستطيع محاربة الفساد لذلك قامت الحركة بتبني مشروعين آخرين الأول يهدف إلي تحقيق الشفافية في الشركات العاملة في البورصة وحق المساهمين في التعرف علي الميزانيات الخاصة بها والمشروع الثاني تدريب التلاميذ في المرحلة الإعدادية علي القيم الوطنية من خلال مسابقات وألعاب.
تم اختيار المرشحين للجائزة من قبل لجنة ترشيحات ضمت عددا من الشخصيات العامة,ووقع الاختيار علي أربعة مرشحين نظرا للأدوار التي لعبها كل منهم في الكشف عن حالات الفساد والجائزة عبارة عنقلةقناوي تحمل في قمتها شكلا مصغرا لتمثال نهضة مصر الشهير للفنان محمود مختار,وذلك لإيصال رسالة مفادها أنمصر لن تنهض إلا إذا حاربنا الفساد.
والمرشحة الأولي التي فازت بجائزة المحارب المصري وحصلت بالإضافة إلي الجائزة علي مبلغ مالي قيمته خمسة آلاف جنيه هي المهندسة منال حسن التي رفضت رشوة قيمتها مليوني جنيه رغم أنها تتقاضي مرتبا 275جنيها شهريا نظير عملها في الإدارة الهندسية في حي جنوب الجيزة.وتعود قصتها مع محاربة الفساد إلي عام2005حيث جاءتها فرصة هائلةكما هو سائد في عرف الموظفين في الإدارات المحليةتمثلت في عرض سخي من أحد رجال الأعمال في الجيزة للحصول علي ترخيص بهدم منزل قديم في ميدان الجيزة لينشئ بدلا منه برجا سكينا.ويقوم بطرد السكان الموجودين وسعي رجل الأعمال بعد طرق إلي أن يحصل علي الترخيص ولكن رفضت المهندسة منال منحه إياه لأن العقار لا يحتاج إلي الإزالة.وقدم رجل الأعمال عرضا للمهندسة منال تمثل في إعطائها شقة في ميدان الجيزة كاملة التشطيب يبلغ سعرها مليونا جنيه.وأيضا يتم منحها مبلغ 45ألف جنيه.وأمام إلحاح رجل الأعمالصيدليفي تقديم رشوة عند طريق وسيطة سمسارة.قامت المهندسة منال بإبلاغ الرقابة الإدارية.فطلبت منها أن تجاري رجل الأعمال والوسيطة.وتوهمهم بأنها قبلت الرشوة وراحت توحي للسيدة أنها تعمل علي إصدار القرار حتي اليوم المحدد لتسلم الرشوة داخل نادي المهندسين بشارع البحر الأعظم وألقوا القبض علي الصيدلي والوسيطة تاركين منال تعود إلي منزلها.وأكدت منال في كلمتها أن ما فعلته شئ عادي وهو واجب كل مصري.
أما سهير الشرقاوي وهي موظفة بوزارة الصحة في مصر فقد قامت بالكشف عن أكثر من قضية فساد كان أشهرها قضيةأكياس الدم الملوثة التي كانت توردها شركة هايديلينا لمستشفيات وزارة الصحةورغم إقرار وزارة الصحة واللجان المعنية في مجلس الشعب بالفساد في هذه الصفقة- القضية حاليا منظورة أمام المحكمة وصاحبها داخل القفص الحديدي-إلا أن سهير عوقبت بالنقل للعمل بمستشفي الصحة النفسية مما أثر علي دخلها المادي الذي تراجع من حوالي3000جنيه (المرتب والحوافز والبدلات)إلي حوالي500جنيه هي قيمة الراتب فقط لكن عقاب سهير لم يجعلها تتراجع بل أكدت أنها قامت برفع دعوي قضائية ضد الوزارة لتعود لعملها السابق.
وكرمت حركةمصريون ضد الفسادأيضا اللجنة الشعبية للدفاع عن أموال التأمينات والمعاشات وهي تضم نشطاء حقوقيين وصحفيين ومهتمين بالعمل العام يتبنون قضية تهم الملايين من أبناء الشعب,هؤلاء أخذوا علي عاتقهم التعريف بقضية الاستيلاء علي أموال التأمينات والمعاشات ومن أجل ذلك قاموا بإصدار نشرات وملصقات وعقد ندوات ومؤتمرات إضافة إلي اتصالهم بوسائل الإعلام.
أما الحالة الرابعة التي تم تكريمها كانوا أهالي عزبةالخلوتيالتابعة لحي البساتين,أكثر من300أسرة يخوضون معركة شرسة الآن ضد الفساد بحي البساتين للدفاع عن أبسط حقوق البشر وهي السكن,فهؤلاء البسطاء عملوا وكدحوا طوال حياتهم ليوفروا الأموال لشراء قطعة أرض يبنوا عليها أربعة جدران تحميهم من غدر الشارع والزمان,وأصدر حي البساتين قرارات إزالة لمنازل هؤلاء البسطاء الصغيرة ليجدوا أنفسهم في العراء دون مأوي.لكن أهالي الخلوتي لم يقفوا مكتوفي الأيدي وأعلنوا الكفاح دفاعا عن حياتهم ومسكنهم.