من المتوقع أن يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأربعاء المقبل لإجراء الجولة الأولي من المحادثات عقب مؤتمر أنابوليس, ويواصل أولمرت عقد مباحثات مع كبار مستشاريه للإعداد لهذا اللقاء,وصرح مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن أولمرت اجتمع بوزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك لتحضير موقفهم قبل لقاء المفاوضين الفلسطينيين, وأوضح أن مرحلة ما بعد أنابوليس تبدأ خلال الأيام المقبلة وأكد أن عملا تحضيريا مهما ينبغي إتمامه حتي يمكن لهذه العملية أن تنجح.
من جانبه قال صائب عريقات عضو الفريق التفاوضي الفلسطيني ومساعد الرئيس عباس إن السلطة الوطنية الفلسطينية عازمة علي التفاوض بجدية للاتفاق علي كل قضايا الوضع النهائي مثل الحدود ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين والقدس قبل نهاية2008.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط توني بلير أن التوصل لاتفاق بشأن الدولة الفلسطينية بنهاية العام القادم أمر ممكن لكن إقامة دولة تؤدي مهامها علي الوجه الأكمل سيستغرق وقتا أطول,وأقر بلير بوجود شكوك في إمكانية التوصل لاتفاق قبل أن يترك الرئيس الأمريكي جورج بوش منصبه بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة العام القادم. وقال:تحدثت معه في البيت الأبيض قبل فترة ليست بعيدة وأنا واثق من أنه عازم تماما وبصفة شخصية علي تحقيق ذلك.
ويري كثير من المراقبين والمحللين السياسين أن هدف التوصل لاتفاق سلام نهائي قبل نهاية عام 2008 شديد الطموح ليس فقط لرحيل الإدارة الأمريكية بعد عام ولكن نظرا لاستمرار الخلافات الكبيرة بين الجانبين حول قضايا أساسية, وكذلك ضعف القيادة السياسية في كلا الجانبين حيث يواجه أولمرت مشاكل كبيرة بسبب تضاؤل شعبيته في إسرائيل, فيما لا يسيطر عباس فعليا علي كل الأراضي الفلسطينية حيث تحكم الآن حركة حماس قطاع غزة بأكمله.
وأعرب الرئيس مبارك في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الشرق الأوسط عن خشيته من قيام إسرائيل بالتحايل للهروب من التزامات السلام واستحقاقاته أو أن تشكل حكومة ائتلافية هناك تؤدي إلي العودة بالعملية السلمية للمربع رقم واحد.وقال مبارك إنه علي إسرائيل أن تتحلي بالجرأة لتنفيذ أي قرارات أو توصيات يتم التوصل إليها وعليها أن تظهر حسن النوايا بالنسبة لتقديم تنازلات, كما طالب الفلسطينيين بإنهاء الخلافات والانقسامات بينهم وتوحيد كلمتهم.
من ناحية أخري أثار قرار إسرائيل بطرح مناقصة لبناء أكثر من 300 وحدة سكنية استيطانية جديدة في جبل أبو غنيم بالقدس الشرقية, ردود أفعال دولية مضادة لكونه يعتبر أول توسيع للمستوطنات منذ مؤتمر أنابوليس للسلام, حيث أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن القرار الإسرائيلي لايساعد عملية السلام في المنطقة,وأوضح أنه بحث هذه القضية مع الأعضاء الآخرين في اللجنة الرباعية الدولية للسلام وأن موقف الأمم المتحدة حول عدم شرعية المستوطنات معروف جيدا.
وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها تجاه الخطة الإسرائيلية الجديدة,وقال مسئول أمريكي رفيع المستوي إن الإدارة الأمريكية طلبت من إسرائيل توضيحات بشأن خطوتها التي أثارت غضب الفلسطينيين بعد أسبوع واحد من موافقة الجانبين علي استئناف محادثات السلام الرسمية,وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد دعت الإسرائيليين والفلسطينيين الخميس الماضي إلي تجنب كل ما من شأنه أن يقوض نتائج مؤتمر أنابوليس.
وتوالت ردود الأفعال العربية حيث انتقد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط القرار الإسرائيلي وقال إنه يتناقض مع الالتزامات التي قطعتها إسرائيل علي نفسها خلال مؤتمر أنابوليس,وطالب المجتمع الدولي بالضغط علي إسرائيل لمنعها من المضي قدما في خطوتها السلبية جدا, وفي الأردن أدانت الحكومة القرار أيضا وأعلن ناصر جودة وزير الدولة لشئون الإعلام والاتصال إن الإجراءات الإسرائيلية تتناقض تماما مع قرارات الشرعية الدولية التي تعتبر الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية أراض محتلة.