تمر كنيستنا هذه الايام بسلسلة من الضيقات الواحدة تلو الاخري و ربما يمتليء القلب بمشاعر الم او ضيق و لكن كلمات الكتاب المقدس لا شك انها تنير لنا الطريق و هذه هي كلمات معلمنا بولس الرسول موصيا الكنيسة ( اشكروا في كل شيء لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم ) (1تس 5 : 18)عزيزي القاريء لاحظ كلمة ” في كل شيء ! “و تذكر كيف تبدأ كنيستنا كل صلواتها في كل الظروف المؤلمة قبل المفرحة بصلاة نسميها صلاة الشكر , و تذكر دائما ان القلب الذي يسلم كل الحياة للرب يستطيع ان يؤمن ان كل الاشياء تعمل معا ” رو 8: 28 ) لخيرنا و لخير الكنيسة .
و لماذا هذا الايمان ؟ و لماذا نشكر في الضيق ؟
1. نشكر لاننا نثق ان الله هو صانع الخيرات و اننا اولاده و كل ما يصنعه او يسمح به هو من اجل خيرنا , ففي كل الضيقات التي يسمح بها الرب للكنيسة نحن نثق ان الرب يصنع خيرا لاولاده, و هو يستخدم كل ضيق من اجل خير الكنيسة و امتداد ملكوته, و ان كان الامر يبدو كأنه شر لكننا ننتظر عمل الرب و سوف نري انه خيرا تماما كما حدث مع يوسف الصديق ( تك 50 : 20 ).
2. نشكر لاننا نعلم ان الهنا هو اله محب و هو لا يسمح بشيء الا من خلال محبته لاولاده. و الله لا يحب البشر عامة فقط بل يحب كل واحد منا محبة شخصية حتي و ان كان متروكا منسيا من الكل . كان يوسف مكروها من اخوته, مجهولا لدي الاسماعيلين, مظلوما من فوطيفار, و منسيا من رئيس السقاة , و مجهولا عند فرعون, الا ان الله لم ينسي يوسف, فان كان العالم يظن انه يمكنه ان يغلق علي اولاد الله في الضيقة الا ان الله يمكنه ان يفتح دائما ابواب للخير في كل ضيقة.فقط صلي يايمان “اختبرني يا الله و اعرف قلبي امتحني و اعرف افكاري (مز 139 : 23)
3. نشكر لاننا نؤمن ان الله قادر علي كل شيء و مشكلتنا في كل ضيق هو اننا ننسي ان الله قادر علي كل شيء و لا نملك البصيرة الروحية السليمة, فالله القادر اعطي ابراهيم اسحق ابنا و هو شيخ ( تك 24), و اعطي يوسف قوة قيادة و هو في ارض غريبة( تك 39 ), و اعطي نحميا نعمة في عيني ملك اممي و هو في ارض السبيل كي يبني اسوار السبى مدينة اورشليم المهدمة (نح 2), و كان قادرا ان ينشر الايمان في كل العالم بواسطة عدد قليل من التلاميذ البسطاء, فقط ثق ان الله قادر ان حول كل شيء لاجل سلام اولاده و امتداد كنيسته.
4. نشكر لاننا نعلم ان الله يمكنه ان يخرج من الاكل اكلا و من الجافي حلاوة : ففي كل الضيقات نحن نفرح بصمود ابنائنا و تمسكهم بالله في اقسي الظروف, و تمسكهم بالمحبة المسيحية الحقيقية فليس لهم شيء يطلبوه الا مجد الرب, و نفرح بوعيهم المسيحي الصحيح ان هؤلاء المعتدين لا يستعدونهم هم بل يستعدون الرب و كنيسته, فيصبرون شاكرين و فرحين بكل الم, وهذه جميعها كرازة حقيقية.
لذلك اذا ضعف قلبك و لم تستطيع ان تشكر في الضيق تذكر احسانات الرب الكثيرة من نحوك, اطرح اتعابك امام الرب في الصلاة و لكن تمسك بالشكر و اعلم ان احتمالك الالام هو سببا في رجوع الكثيرين, املء قلبك بالشكر علي نعم الله الكثيرة لانه خلقك و احبك و خلصك خلاصا ابديا و اعطاك الكنيسة سفينة للنجاة و هو لا شك يحيطك بسحابة من الشهود و القديسين ليحفظوك.
اذا لم تستطع ان تشكر فذكر نفسك انك يجب ات تخضع تحت يد الله القوية لان كل من يريد ان يخضع تدابير الله لإرادته الخاصة فانه يملك قلبا يمتليء بالكبرياء, و صلي باتضاع قلب نحن نقبل يا سيدي ارادتك و فكرك و عملك و كل ما تأتي به علينا, ردد في نفسك انا اقبل يا سيدي بكل شكر ارادتك من نحوي حتي و ان كانت للضيق.
ان لم تستطيع ان تشكر فتذكر تاريخ كنيستك و كيف احتملت بصبر كل ما اتي عليها من الالام, و كيف خرجت منه قوية منتصرة ,,
عش بشكر في كل الضيقات و لا تسلم نفسك للضيق فمسيحيتنا ليست مسيحية اكتئاب بل فرح , اشكر و افرح كوصية الكتاب , و احتفظ بفرحك وسط الضيقات و ترجي عمل الله و تدخله لانه لابد ان يصنع الكل حسنا في وقته ( صنع الكل حسنا في وقته و ايضا جعل الابدية في قلبهم ) ( جا 3 : 11 )