حتى متى نري هؤلاء الذين يقتاتون من مخلفات القمامة وهم يجمعونها لتوفير القليل جدا من الجنيهات التى تعينهم على العيش دون أن يتسولوا من الأقارب أو من المحسنين في شوارعنا؟
رصدت كاميرا “وطنى نت” هاتين السيدتين البسيطتين اللتين تعملان منذ الصباح الباكر جدا ؛ كلا منهما تجمع مخلفات القمامة بعد أن يلقيها أصحابها في كيس كبير من البلاستيك ويأكلون ما وجدوه صالح للأكل جنبا إلي جنب مع قطط وكلاب الشوارع التى تجد طعامها في هذه القمامة أيضا وسمعنا منهما هذه الكلمات..
أرملة فقيرة رفضت ذكر اسمها: قالت لنا أجمع فقط مايعينني على الحياة لأجد جنيهات قليله أكل منها قبل أن يأتى عمال الحى ويرفعون القمامة ؛ أسكن في إحدى وحدات مساكن الزلزال في المساكن بحى عين شمس زوجى توفي وكان يعمل عامل بسيط وليس لدى اطفال ولامعيل لحاجتى؛ أستيقظ كل يوم أجمع بعض الزجاجات لأبيعها واجد مايكفي قوت يومي فقط..لا معاش لي ولا حلم لي سوى أن أجد قوتى البسيط لااحلم سوى بستري من غضب الأيام وغدرها بي ، وتركتنا ومشت لتتابع عملها بجد جدا وهي مرتدية فقط ما يستر جسدها وليس مايقوم بتدفئتها في هذا البرد القارس.
وحدثتنا أم محمود عن حالها فقالت لنا :زوجى مريض وملازم لفراشه عنده نزيف في المخ ولايتحرك ولدى بنتين صغيرتين وولد فهل أخرجهم يتسولوا من الشوارع أم أحاول أن اوفر لهم بضع الجنيهات ليعيشوا..أجمع كل صباح بعض الزجاجات وابيعها واحصل بضع جنيهات تعين علي الحياة، وفي أثناء حوارنا معها تناولت رغيفين من الفينو من القمامة وبدأت تأكل منهما في خجل رافضة تصوير معاناتها مكتفية بالقول إن الله لاينسانا هو يبعث لنا بلقمة العيش حتى لو من القمامة وتركتنى كأنما خشت من فضح عري حاجاتها أكثرمن ذلك ..
فهل القمامة وسيلة صالحة لستر هاتين السيدتين وسد حاجتهما البسيطة جدا؟ وهل هناك أكثر قسوة من أن تجد نفسك تأكل من القمامة مافاض عن غيرك.
لم يكن الحلم أبداً بهدية بابا نويل للعام الجديد ولابفرحة عيون الابناء وإنما فقط الستر من غدر الأيام والمرض.