يعد التكريم الذى كرم به رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي الأمهات المثاليات تكريما أكثر من رائع ، رأت فيه كل امرأة مصرية نفسها ،ووصل الأم المصرية إحساسا بأن المكرمات من الأمهات انما نائبات عنهن ، وبالفعل جاء الاحتفال بالأم المصرية رفيع المستوي فقد حضره رئيس الجمهورية بنفسه ومنح الأمهات المثاليات وسام الكمال من الطبقة الثانية .
لا اخفيكم سرا أنه بمجرد ان بدأ اعلان أسماء الأمهات المثاليات في ذلك الاحتفال واحدة تلو الأخرى ، وقد وضعت يدي علي قلبي خوفا من ان يشهد الاحتفال واختيار الأم المثالية تلك السقطة الموروثة في كل عام بخلو قائمة المكرمات من الأم المسيحية المصرية ، والتي لاتحظى بلقب الام المثالية الا من قبل الجمعيات الأهلية المسيحية او من قبل كنائسهن !! وكان يبدو هذا التكريم كما لو كان طبطبة أو تعويضا عن تقصير الدولة في تكريمهن .
الا انني أخذت اطمئن نفسي بأن هذا التجاهل للأم المسيحية لايمكن ان يقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وقد اخذ على عاتقه في كل مناسبة ان يرسي مبدأ المواطنة ويؤكد على حق الاقباط في وطنهم مصر ، بل ويحارب شبح التمييز الديني رغم ضراوته ، وبالفعل تبدد الشبح عندما ظهرت في صفوف المثاليات تلك الام المثالية المصرية المسيحية مرفت اخنوخ بيلاطس دانيال عن محافظة الأقصر , والام انصاف صموئيل هابيل عن محافظة قنا .
الحقيقة ان التكريم جاء معبرا عن الأم المصرية من كل محافظات وربوع مصر، فضم الأم البديلة ، والأم لذوي الاحتياجات الخاصة ،وهن فئات من الأمهات المثالية اللائي يقمن بدور اكثر مشقة ، في ظروف غير مواتية ولايتم تقدير دورهن المتميز الا نادرا .
كما تم تكريم الأم المثالية لشهداء القوات المسلحة ، وهنا عادت تراودني الامنيات بان تكرم ام من أمهات شهيدات البطرسية كنائبة عن أمهات الشهيدات.ولم يحدث!!
ولكن علي كل الأحوال جاء تكريم الأمهات المثاليات معبرا عن المجتمع المصري بكل فئاته ، حاملا العديد من الرسائل للمراة المصرية وللام المصرية وللمجتمع باسره ..فتحية اجلال واحترام لكل ام مصرية ،ولرئيسنا عبد الفتاح السيسي.