انتشرت منذ أيام صور لمشروع تخرج الطالبة بكلية الفنون الجميلة قسم النحت سيمون مدحت علي مواقع التواصل الاجتماعي وقد لاقي الأمر ردود أفعال متباينة ، وكان مشروع تخرج سيمون عبارة عن إمرأة جميلة مستلقية بجسدها على سرير صغير ويقف على جانبها غراب.
وقالت سيمون أن الخامة المستخدمة هي من الطين الذي يشبه الطين الأسواني لكنه يختلف في اللون، وقد اخترت اللون الرمادي كونه يعبر عن حالة موضوع التمثال، وأضافت أن الفكرة ترجع الى أحلام والدتها أو “الكوابيس” التي تراها، حيث كانت تعاني من حالة تحدث أثناء النوم تسمى “Sleep Paralysis” أو شلل النوم، وفيها يشعر المصاب بالضيق ويرى بعض الأفكار متجسدة في صور غير واضحة، وتصل بالبعض إلى ما يشبه الهلاوس السمعية والبصرية حتى وقت الاستيقاظ من خلال رؤية أشخاص أو حيوانات يتحركون بجانبهم.
وتُرجع “مدحت” سبب اختيارها للغراب إلى ربطه في الثقافة الشعبية “بالشؤم” والضيق، للتعبير عن حالة الخوف وعدم الارتياح التي تشعر بها والدتها أثناء النوم، وتضيف: “تشعر والدتي وكأنها ليست وحدها في الغرفة، أو أن هناك من يمسك بها، وهو إحساس مرعب جسدته في حالة عدم الراحة بالغراب في التمثال”.
إلا أنه كما أي مشروع ولا سيما إذا تعلق موضوعه بالمرأة ،فقد وجه الي سيمون كما غيرها من المثالين السابقين اتهامات بالكفر ، ولم يخل الأمر والتعليقات من العبارات السلبية لمشروعها الفني كون التمثال يظهر إمرأة عارية، ولعدم تقبل الكثيرين لهذا النوع من الفن، ويعد هذا الأمر علي حد قول سيمون أن أكثر ما يضايق النحات هو النقد السلبي دون فهم، وجدال الأشخاص حول فكرة الحلال والحرام وابتعادهم عن النقد من ناحية فنية، وبشكل عام يزعج مثالين مصر ،الجهل بالفن واتهامنا بالكفر”.
وترى سيمون أن الفترة الأخيرة شهدت رواجًا للفنون لاسيما النحت، حيث يحرص العديد من رجال الأعمال وأصحاب الشركات على حضور المعارض الفنية واقتناء تمثال، حتى وإن كان الكثيرين يفضلون الخامات التقليدية مثل السيراميك والرخام، إلا أن باقي الأعمال تستحوذ على إعجاب فئات تعتبر أنها في زيادة مع الوقت.
وشاركت سيمون في عدة معارض فنية منها صالون الشباب في دار الأوبرا المصرية، وصالون آدم حنين للنشر، ومسابقة إبداع للشباب، وصالون عبد البديع عبد الحي فى أتيليه القاهرة وغيرها، وتطمح في الحصول على منحة دراسية تتعلق بالفنون والنحت، وتوصيل أفكارها لأكبر عدد ممكن من المصريين.