تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” صورًا لمجموعة أعمال نحتية تجسد أشكالاً عديدة من بورتريهات لأشخاص مشهورة ، وأيضًا مجسمات لاستنساخات تماثيل يونانية ، وتماثيل ضخمة للزعيم الراحل محمد أنور السادات ، وأيضًا صورة فلاحة تحلب بقرة ، وكل هذه الأعمال بيد النحات الشاب مينا إسحق والذي كان لنا معه هذا الحوار ليحدثنا عن أعماله.
قال مينا في بداية حديثه : اسمي مينا إسحق من محافظة المنيا ، تخرجت في كلية الفنون الجميلة جامعة المنيا ، ويرجع حبي للرسم والنحت لما يقرب الآن من اثنا عشر عامًا ، حيث كانت بداياتي مع فن الرسم ، وكنت فقط أشاهد أعمال النحت ، ولكن هذا تغير بعد دخولي لكلية الفنون الجميلة ، حين اقتربت أكثر من فن النحت وأحببته.
و تابع مينا : بعد مشاهدتي لأقسام الكلية وتخصصاتها المختلفة شعرت أنني منجذب لأعمال النحت ومع تشجيع أساتذتي بدأت في دراسة أشكال وأنواع وطرق النحت المختلفة ، وأتذكر أنني كنت أمارس فن النحت بشكل مستمر أثناء الدراسة وحتى في أوقات الإجازات حتى أبقى علي نفس المستوى من إجادتي لهذا العمل فكنت دائم العمل بلا انقطاع.
وشرح لنا مينا كيف أن فن النحت يختلف عن فن الرسم قائلاً : النحت يختلف نهائيًا عن فن الرسم القائم على استخدام الفرشاة والألوان
أما فن النحت فمشاكله كثيرة ؛ لأنك تعمل أحيانًا كحداد و نجار و أيضًا تقوم بصب مواد ومزج خامات ، وكل هذا يتطلب مجهودًا بدنيًا شاقًا ، وبالإضافة إلي ذلك فهناك أيضًا ضغط نفسي كبير و انتظار وترقب الشكل النهائي للتمثال ، فبالتأكيد كل فنان له تخيل لشكل العمل الفني وهو يعمل به ، ولكن يظل هناك ضغط نفسي كبير أثناء تنفيذ المجسم.
وحكي “مينا” عن الأشكال التي نفذها قائلاً : لقد قمت بعمل بورتريه تمثال الزعيم عادل إمام ، و بورتريه بارز لنيلسون مانديلا و استنساخات تماثيل رومانية ، وتمثال دينية ، وبورتيهات لأصدقائي ، جسدت أشكال الحيوانات ، ونحت مجسم افتراس الأسد للثور ، والشكل الأقرب لقلبي وهو الفلاحة وهي تحلب البقرة.
وحكي “مينا”عن مشروع تخرجه والذي جسد فيه شكل هرم مكسور و يقوم الشباب بإصلاحه و اقصد هنا اظهار روح الشباب المصري ورغبتهم في عودة مصر لتكون رائدة كما كانت، حيث عكس رغبة الشباب للعودة والنهوض بالحضارة ، والهرم المكسور كان رمزًا للدولة وقت الفترة العصيبة التي مرت بها البلاد خلال السنوات السابقة.
وعن آخر أعمال النحات” مينا إسحق” قال : هذه الفترة أقوم بعمل تماثيل ذات الأحجام الكبيرة ، فقمت بعمل تمثال ضخم لجندي شرطة ، و تمثال الزعيم الراحل أنور السادات والذي استغرق ٩ أيام ، بإجمالي ١٦ ساعة عمل يومياً بحجم ثلاثة أمتار ونصف ، ويصل وزنه طنًا ونصف ، وتم وضعه بمحافظة أسوان مع ثلاثة تماثيل أخرى للرئيس جمال عبد الناصر وعبد المنعم رياض والمشير طنطاوي.
وفي النهاية عبر الفنان مينا إسحق عن فرحته بانتشار الاهتمام بأعمال النحت ، وأرجع هذا إلى العمل الشاق والمميز الذي قدمه طلاب وخريجو كلية الفنون الجميلة وانتشار أعمالهم عبر السوشيال ميديا مما دفع جمهورًا كبيرًا للاهتمام بهذا الفن الراقي والذي يمكن أن يكون وسيلة للتربية وزرع قيم لخلق مجتمع أفضل.