1- الوداعة:
• الوداعة هي الطيبة واللطف والهدوء
هي ضبط الغضب والغيظ والمشاعر العنيفة
•هي- خُلق لا يتغير، في الإهانات والكرامات
–
الوداعة هي أن يبتهل المرء من أجل قريبه الذي يثير فيه الإضطراب إبتهالاً خالصاً، خالياً من الإحساس بالإضطراب.
•الوداعة صخرة قائمة على شاطئ بحر الغضب، تكسر كافة الأمواج التي تلطمها ولا تتحرك أو تضطرب البتة.
• الوداعة دعامة للصبر وباب المحبة بل أمٌ لها وأساس للتمييز، إذ قيل: “أن الرب يُعلّم الودعاء طرقه”.
• هي نُصرة لغفران الخطايا ودالة في الصلاة ومسكن للروح القدس لأنه قيل:”إلى من أنظر إلا إلى الوديع الهادئ”.
• الوداعة منجدة للطاعة ومرشدة إلى التآخي ولجام للهائجين وكبح للغضوبين، وباعثة على السرور وتشبّه بالمسيح وخاصيه ملائكية.
• في قلوب الودعاء يستقر الله ويستريح، أما النفس المضطربة فمقر لإبليس.
النفس الوديعة مقر للبساطة والعقل الساخط يُبدع الخبث.
النفس الوديعة قرينة للتواضع أما النفس الخبيثة فإبنة الكبرياء.
(من القديس يوحنا السلمي) +625
2- وداعة الرب يسوع
• إن روح الوداعة هذا نجده، في كماله، في سيدنا يسوع المسيح.
ما من أحد بلغ من الوداعة مثله.
•”تعلموا مني فإني وديع …”
إذا كانت له وصية سنها هو فهي وصية المحبة: “أحبوا بعضكم بعضاً”
درسه الخاص، قدوته الخاصة هي الوداعة:
تعلموا من مثلي، من شخصي، من أقوالي، من أفعالي…إني وديع
• صحيح أن سيدنا يسوع كان عادلاً، وكانت غيرة أبيه تأكله، ولما أخذ سوطاً في الهيكل كان يعمل العدل.
ولكن إذا إستثنينا هذه العلاقات مع تلك النفوس، نفوس الفريسيين والكتبة، نراه مع سائر الناس وديعاً إلى أقصى حدود الوداعة.
• شاء أن يكوّن في تلاميذه الوداعة، يقول لهم: “ها أنذا أرسلكم كحملان بين ذئاب”.
وهو يرسل تلاميذه بلا سلاح، وبلا مظاهر العظمة، ليكتسب العالم ويفتتحه بالوداعة.
• وفي الواقع، إن تلاميذه كانوا ودعاء، مثال استفانس الشماس بوداعة يهتف قبل موته: يارب لا تُقم عليهم هذه الخطيئة.
فكانت هذه الأقوال صدى لكلمات المصلوب: يا أبتاه إغفر لهم.
• لذلك لا يستطيع السيد المسيح أن يحتمل في تلميذيه يعقوب ويوحنا غيظهم وإستنزالهم نار السماء على قرية لم يشأ أهلها أن يقبلوه.
• نرى إذن في كل ناحية من الإنجيل علامة الوداعة. كان يرى اباه في وجوه الإخوة ويرى أخوة أبناء اب واحد .
• إن وداعة السيد المسيح مثال يجب أن نتعلمه.
3- مريم العذراء في وداعتها
• العذراء مريم الوديعة هي أكثر من عرفت المسيح الوديع والمتواضع القلب.
فمريم هي أم الوديع والمتواضع ولذا تحلّت بثمر الروح “الوداعة” هي الممتلئة نعمة.
• ولو لم تكن مريم وديعة لما تجسّد فيها الله الكلمة
ولما رأى أنها المختارة: “قد نلت نعمة عند الله” (لو1: 30)
وولدت يسوع “الوديع”
وللمقال بقية…