باحب قوي منظر ابتسامة الطفل الصغير ونظرة الارتياح اللي بتبان على وجهه وهو خارج تعبان وعرقان من المدرسة أول مايشوف وش ابوه او امه اللي مستنين الجرس يضرب وطفلهم جاي يجري عليهم ويترمي في حضنهم .. فيقوم الأب أو الأم اول حاجة يعملها إنه يشيل من على ضهره شنطته التقيلة اللي مليانة كتب وأقلام وكراسات واوراق امتحانات .. ويروح مطبطب عليه ولو عرقان يطّلع منديل ويمسح له عرقه .. وياما أطفال أول ماتشوف باباها او مامتها، تشمَّر بنطلونها أو كُمَّها علشان توريلهم التعويرة، فيقوم الأب او الأم بايسينهاله علشان تطيب ..
وأول مايوصلوا بيه عالبيت، يقلعوه هدومه المتوسخة المتبهدلة، ويدوله دش دافئ ويلبسوه لَبْس نظيف مريح وبعدها يأخذوه علشان يأكل وجبة شهية ويشربوه حاجة مُروِّية ..
اعتقد ان ده يشبه قوي اللي هيعمله معانا ابونا السماوي لما ييجي يأخذنا على البيت الأبدي .. صحيح احنا اللي مستنينه، بس احنا الاتنين مشتاقين قوي للحظة دي .. لحظة الجري ناحية بعض والرمي في الأحضان والتخلص من الشيلة التقيلة اللي شايلنها ومسحه لدموعنا وعرقنا .. والأقوى من كل ده، واحنا بنشاورله عالتعويرة فيقوم يبوسها ويشفيها تماماً .. بس بيتهيألي من اسعد اللحظات هتكون لما يفتح شنطتنا ويشوف أوراق امتحاناتنا ويلاقينا جايبين ال full mark .. الدرجة النهائية .. او على ااقل تقدير، ناجحين .. فيقول “نعماً” يابني ياحبيبي .. “ادخل الى فرح سيدك” ..
“وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم .. ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد .. لأن الأمور الأولى قد مضت” رؤيا ٢١