كل حلقة من حلقات ( صاحبة السعادة ) تخلق حراك رهيب فى مشاعر الناس وتثير تلك الحالة الحميمة من النوستالجيا ( الحنين الى الماضى ) التى نسعد بها ونبكى معها لأن الماضى بالنسبة لنا أكثر روعة وحميمية ..وبرغم روعة محتوى هذا البرنامج وروعة صاحبة السعادة اسعاد يونس ..إلا أن السؤال الذى لا يفارقنى …
أليس لدينا أى أسباب أخرى للسعادة ..لماذا دائما الماضى فقط هو المبهج …وقد اختبرت انه مهما كانت بهجة الماضى فهى بهجة مختلطة بحزن على ماانتهى وولى وهذا مانسميه ” الشجن ” !! ياالله …هل أقصى أفراحنا شجن !!!
مارأيكم لو أصرينا فى العام الجديد على أن نخلق أسبابا للفرح ..أو نكتشف أسبابا موجودة ..
والأمثلة بلا حصر :-
لماذا نصر على لعن كل سبل التواصل الإجتماعى الحديثة !!! لماذا لا نقرر أن نستمتع بها …فلنأخذ من كل شىء حولنا بهجته .. ومن حقنا أن نختار رفض سلبياته … فلنفرح لأن هناك اختراع يجعلنى أتفاعل مع أصدقائى وأخوتى وأبناءهم الذين يعيشون فى أبعد نقطة عنى ف الخريطة ..أرى صغارهم يكبرون وأراهم يحتفلون ويفرحون ويحزنون ..نتفاعل عبر شاشات صماء …لكن المشاعر تتواصل اذا كانت حقيقية …الأفضل لو تلاقينا ..لكن ماذا لو ابتهجنا بماهو متاح لنا على الأقل !!
فلنبتهج برسالة صباحية ممن نحب …ولنبتهج بمكالمة دافئة من بلد يغطيها الثلج ……ولنفرح …
أعطيك مثالا آخر :
يتباكى الناس على أخلاق الماضى وأمانة الماضى وروعته …ورغم ذلك …نقابل كل يوم نماذج لقبح البشر إنما نقابل ايضا هذه الأخلاق وتلك الأمانة فى أشخاص من الحاضر يعيشون بيننا …لماذا فقط لا نجلهم ونفرح بهم ..ونبتهج لأنهم موجودون …لماذا نصر على إقناع أنفسنا أن الأفضل قد ولى وذهب..وأننا أفلسنا !! هذه ليست واقعية إنما هو تعذيب الذات !!
ماذا لو قررنا أن نكتشف روعة زملائنا وأصدقائنا ..وباركنا طيبتهم وتمتعنا بها ..ألن تكون جلساتنا أمتع وأعمالنا أبسط ..لماذا نصر على أكتشاف القبح فى كل جمال ..الوردة لها شوك ..لكنها وردة وليست شوكة ..
دعونا لا نختزل الأشخاص فيما أزعجنا فيهم ..ولا في ماضيهم ..فلنفرح بهم ..ونقول لهم أننا أحببناهم رغم أى شىء …
نوستالجيا أخرى ..نوستالجيا العبادة !!!
فالكثير يقول …اين ايام العبادة الحقيقية ؟ أين أيام البساطة والإيمان والمحبة …انظروا ماذا يفعل فلان وماذا لم يفعل فلان !!!
فلتكن انت كل هذا ..كنت انت صدق العبادة وبهجتها ..حينها سيتوارى أشباه المؤمنين …
صناعة السعادة …أهم من البكاء عليها وكأننا فقدناها إلى الأبد …
فلنملأ مخازن ذكرياتنا بأمور جديدة سعيدة ..كل يوم ..ولنهدى ابناؤنا ما سوف يذكرونا به يوما فلنملأ مخازن مشاعرهم وذكرياتهم بقربنا وبأننا استخدمنا كل وسيلة ..حتى نكون معا !!
أعرف أن الواقع قاسٍ جدا …لكنى أختبرت أن جل البهجة أن تفرح رغم قسوة الظروف ..فالسعادة السهلة رخيصة لا قيمة لها ككل شىء …سعادتنا غالية وعزيزة …لكنها حين تأتى …تأتى قوية …فلنتركها تغمرنا …قبل أن نمضى ….