” تستطيع أن تفعل أى شىء، إذا أردت حقا أن يحدث”.. كانت هذه الجملة جزء من كلمة مديرة مدرسة “فيلوباتير القبطية” فى كندا – السيدة فيبى وصفى – فى إفتتاح فعاليات الإحتفال بالعيد العشرين لتأسيس أول مدرسة قبطية فى كندا – ميسيساجا، وهى ببساطة ملخص لما ستراه عندما تقترب أكثر .
كل شىء هنا يدعوك للسعادة بدءاً من التجول فى طرقات المدرسة لرؤية هؤلاء الأطفال من كل الجنسيات الكندية واليابانية والإثيوبية والبولندية والمصرية تنصهر فى كيان واحد تحت مظلة الكنيسة القبطية فى ميسيساجا.. تجربة كندية ممتازة من القدرة على مزج الثقافات والخلفيات الدينية والإجتماعية فى نظام إجتماعي وتعليمي متناغم، وهى أيضا تجربة مصرية بإمتياز لوجود إدارة مصرية خالصة تمثل الجالية المصرية هناك بكل قوتها وقدرتها على إحداث تغيير حقيقى فى المجتمع .
” منذ عشرين عام كحلم للقمص أنجيلوس سعد كاهن PCC بدأت ” فيلوباتير كريستيان كولدج” من كنيسة السيدة العذراء بميسيساجا – تورنتو – كندا، على مساحة صغيرة أسفل مبنى الكنيسة لخدمة أبناء المصريين الذين أتوا من مصر ولكنهم مازالوا متعلقين وبشدة بالطريقة التى تربوا بها فى مصر ومازالوا يرون الأولوية للأجواء الآمنة أخلاقياً وإجتماعياً لهم ولأبنائهم، هكذا بدأت الفكرة ببساطة كما بدأت أفكار كثيرة فى محاولات لمساعدة أبناء الجالية لبعضهم.
لكن الأب أنجيلوس ، وكما تصفه عمدة ميسيساجا السابقة هايزل مكاليون – والتى كانت من أبرز الحضور فى الإحتفالية بعيد المدرسة العشرين وقالت عن أبونا أنجيلوس: “إنه رجل يقدر على الأحلام الكبيرة، ولكنه بالأكثر يقدر على تحقيقها” هكذا وصفته السيدة الأقوى فى ميسيساجا فعلى مدار 30عاما عاصرت فيها خدمة الكنيسة فى كندا ونشاط الأب انجيلوس المختلفة .
بتلك الخلفية فى إدارة الأنشطة كبرت المدرسة على مدار العشرين عام الماضية من قاعة أسفل مبنى الكنيسة إلى حرم هائل من أكبر مبانى المدارس اتساعاً من حيث المساحة والخدمات المصاحبة والملاعب وطريقة الإدارة بتطبيق النظام التعليمى المعتمد من وزارة التعليم الكندى، وتوسعت المدرسة من 15 – 20 تلميذ إلى مايزيد على 350 تلميذاً من بداية مراحل التعليم وصولاً إلى التخرج ومنها إلى الجامعة .
واستطاعت المدرسة الحصول على تصريح بقبول طلاب من خارج كندا للدراسة فيها لتكون خطوة للإنضمام إلى الجامعات الكندية .
ومن المثير للإهتمام أن جميع خريجى المدرسة يتخرجون منها ليلتحقوا بالجامعات الكبرى فى كندا أو خارج كندا. وتجد روح الأسرة حتى بعد تخرج الأولاد من المدرسة، فتتابع مديرة المدرسة التحاق طلابها بالجامعات المختلفة وقبولهم فيها بشغف وكأنها أم وليست مجرد مدير مسئول.
وذاع صيت المدرسة حتى أن في بعض التخصصات فى إحدى الجامعات التى لا تقبل سوى 24 طالبا يكون منهم أكثر من 3 من خريجى هذه المدرسة..
الاحتفال بالعيد العشرين للمدرسة
فعاليات الإحتفال بالعيد العشرين بدأت في اليوم الأول بعرض مسرحي أقيم فى قاعة هامرسون الكبرى فى المركز الثقافى بميسيساجا لمسرحية ” مارى بوبنز ” والتى قدمها الطلبة بمقاييس ديزنى وبترخيص من شركة ديزنى العالمية – تستطيع أن تجعل هذا قياسا لمستوى الأداء والغناء والملابس والديكورات – التفاصيل المبهرة المشاركة غير العادية لأكثر من 350 طفلا هم عدد طلاب المدرسة فى عمل واحد كل فى موقعه.. وحرصت مخرجة العمل وهى أيضا إحدى المدرسات على أن يظهر كل طفل على المسرح ولو لدقائق قليلة خلال العرض حتى يتحقق الهدف الأكبر من تغيير فى شخصية الطلبة وتفعيل لفكرة المشاركة كفريق واحد .
حضر العرض شخصيات رسمية ومسئولين من وزارة التعليم الكندى وأعضاء البرلمان الكندى وشخصيات عامة كثيرة والآباء الفخورين بمدرستهم وبما حققه أبنائهم من إنجاز فيها .
وجاء اليوم الثانى من الإحتفال حيث تضمن حفل عشاء رسمى قدمت فيه إدارة المدرسة تقريراً عن قصة 20 عام من النجاح وشاركوا أحلامهم لإتساع المدرسة لعدد أكبر من الطلبة المحليين والدوليين وبالطبع أبناء المصريين من داخل وخارج كندا.
وكان الملفت فى حفل العشاء هذا التمثيل الهائل للشخصيات الرسمية منهم السفير حسام محرم قنصل مصر بكندا ونينا تانجرى عضوة البرلمان عن الدائرة التى تقع فيها المدرسة وجارنيت جينيس عضو البرلمان الفيدرالى الكندى وشريف سبعاوى أول مصرى منتخب كعضو برلمان عن ميسيساجا وهيزل مكاليون عمدة ميسيساجا السابقة وعشرات من الشخصيات العامة الكندية بالإضافة إلى الآباء الذين يتحدثون عن المدرسة بفخر وانتماء.. الحضور كان أكبر وأقوى من مجرد حفل عادى لمدرسة، فكان الحضور مهتم بالتجربة وسعيد بالدور الذى يمثله المصريين فى ميسيساجا من “حفاظ على الهوية المصرية مع تأثير حقيقى فى المجتمع الكندى” مثلما قال عضو البرلمان جارنيت جينيس والمدرسة تمثل مصدراً حقيقياً للفخر والإلهام كما صرح القنصل العام السيد حسام محرم.
المدرسة المصرية بالتأكيد لديها قدر غير قليل من التحديات الداخلية والخارجية فى مجتمع تنافسى بقدر هائل، ولكن فريقاً كهذا من مدرسات وأعضاء مجلس إدارة وخبراء حقيقيون فى مجالاتهم سيقدروا على التحدى، طالما كان المصريون بالخارج قادرون على النجاح وقادرون على تقديم صورة حقيقية لكونهم رمزا للدأب والإصرار على النجاح.. “فيلوباتير كريستسان كولدج” قصة نجاح حقيقية تستحق أن تتابعها بإهتمام وأتوقع لها فى الفترة القادمة امتداداً أكبر ربما لخدمة الطلبة المصريين فى داخل مصر بشكل أكبر أو من خلال زيادة حجم التعاون لدعم الطلبة فى الحصول على فرصة الدراسة فى كندا .