“لكل شيء تحت السماء وقت” عندما يريد الله أن يعلن عن الذين ضحوا بحياتهم وسفكوا دمائهم لأجل أسمه القدوس؛ يهيئ الله الطريقة والوقت الذي سيعلن فيه ذلك بطريقة معجزية؛ وهذا ما نقرأه في سير الشهداء والقديسين. وسنكسار اليوم يعرفنا أن الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل اليوم بتذكار تكريس كنيسة الشهيد مار مينا العجائبي بمريوط. ويرجع بناء هذه الكنيسة في هذه المنطقة لعدة أسباب معجزية توضحها القصة التالية :
أنه لما أراد الرب إظهار جسد الشهيد مارمينا العجائبي ، حدث أن كان في تلك الجهة أحد رعاة الغنم، الذي غطس له خروف أجرب في بركة ماء، ثم خرج وتمرغ في تراب ذلك المكان فبُرئ في الحال. فبهت الراعي وصار يأخذ من تراب ذلك المكان ويسكب عليه ماء هذه البركة ويدهن به كل خروف أجرب أو به عاهة فيبرأ في الحال. وشاع هذا الأمر في كل الأقاليم حتى سمع به إمبراطور القسطنطينية، وكانت له ابنة وحيدة مصابة بمرض الجذام. فأرسلها أبوها إلى هناك وأخذت من التراب وبللته بالماء ثم دهنت جسمها، ونامت تلك الليلة في نفس المكان، فرأت في الحلم القديس مينا وهو يقول لها:
” قومي باكرًا واحفري في هذا الموضع، فستجدين جسدي “. وقامت من نومها فوجدت نفسها قد شُفيت. ولما حفرت في الموضع وجدت الجسد المقدس. فأرسلت إلى والدها وأعلمته بهذا الأمر، ففرح ومجد الله وأرسل المال والرجال وبنى في ذلك الموضع كنيسة. قد تم تكريسها في مثل هذا اليوم ووضع فيها الجسد.
ولما تملك أركاديوس وأنوريوس، أمر أن تبنى كنيسة في نفس موضع المدينة التي تسمى مريوط وكان الناس يتشفعون بالقديس، فيصنع الله لهم معجزات كثيرة. وقد هدمت الكنيسة أيام العرب. ولقد بُنيت له عدة كنائس، منها الكنيسة التي بناها البابا أثناسيوس الرسولي، ثم قام البابا ثيئوفيلس البطريرك الثالث والعشرون ببناء كنيسة أكبر وعلى امتدادها من الشرق، كما بنى له ديراً بفم الخليج.
وأخيراً قام البابا كيرلس السادس البطريرك المائة والسادس عشر من بطاركة الكرازة المرقسية بإعادة تعمير دير مار مينا بمريوط، ونقل إليه الأنبوبة التي بها رفات القديس مار مينا في يوم 15 بؤونه سنة 1675 للشهداء قام البابا كيرلس بعمل إحتفال كبير شارك فيه لفيف من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والرهبان وحشود من الشعب.