تسلم محافظة القاهرة اليوم الأحد، مكتبة الإسكندرية، قصر “الأميرة خديجة” في حلوان لاستغلاله مركزا للأديان السماوية.
أوضح عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، أن القصر كان مقرًا لمحافظة حلوان، بعد فصلها عن القاهرة، ولكن بعد انضمامها للقاهرة، تم وضع برنامج لتطوير القصر، باعتباره تحفة فنية، ذات طراز معماري متميز، ومن الصعب استخدامه كمقر إداري , وأضاف المحافظ: أنه تم الاتفاق مع محافظة الإسكندرية، باستغلال القصر كـ “متحف لحضارة الأديان” و”فرعًا لمكتبة الإسكندرية” في القاهرة، فمصر مهد الحضارات والأديان السماوية من أيام الفراعنة ولفت المحافظ، إلى أن القصر سيصبح مركزًا ثقافيًا للتنوير ومتحفًا، وهذا بدوره سيؤدي لتطوير المنطقة المحيطة به بالكامل، ويتواكب ذلك أيضًا مع المشروع الطموح لتطوير “كابريتاج حلوان الطبي”
أعلنت المحافظة أنه سيقام حفل تسليم قصر خديجة هانم بحلوان من محافظة القاهرة لمكتبة الإسكندرية لتحويله إلى متحف للأديان ومركز ثقافي بحضور المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، والدكتور مصطفى الفقي وعدد من السفراء وكبار الشخصيات العامة وكانت محافظة القاهرة قد وقعت بروتوكول تعاون مع مكتبة الإسكندرية بشأن استغلال قصر الأميرة خديجة بحلوان، كمركز حضاري وثقافي ومتحف للأديان، طبقًا للمعايير الدولية للمتاحف .
وأكد محافظ القاهرة، أن محافظة القاهرة انتهت من تجديد قصر خديجة هانم بتكلفة بلغت 28 مليون جنيه صرفت من خزانة الدولة ولم يكن ممكناً استغلال القصر كمبنى إدارى نظراً لأنه يعد تحفة معمارية ذات قيمة أثرية كبيرة ومسجل كطراز متميز بقوائم الجهاز القومى للتنسيق الحضارى.
وأشار المحافظ إلى أن رغبة محافظة القاهرة فى استغلال القصر كمركز حضارى وثقافى بحلوان تلاقت مع رغبة المسئولين بمكتبة الإسكندرية فى تحويله إلى متحف للأديان ليكون نقطة انطلاق وتنمية للمحافظة ومركز ومؤسسة علمية وبحثية وخدمية ومزاراً ذو قيمة للسياحة الدينية بمصر , وأشار المحافظ إلى أنه بموجب البروتوكول تقوم مكتبة الإسكندرية بإعداد مشروع بكيفية استخدام القصر فى الهدف الذى أبرم من أجله البروتوكول , فضلاً عن تولى التنسيق مع الجهات المعنية سواء بمصر أو خارجها لضمان التنفيذ، وتتولى محافظة القاهرة أعمال الصيانة الدورية للقصر ومرافقه.
مركزا للأديان السماوية
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية: خلال توقيع بروتوكول تعاون بين محافظة القاهرة ومكتبة الإسكندرية، بشأن استغلال قصر “الأميرة خديجة” فى حلوان، بديوان عام المحافظة، أنه تم الاتفاق على تغيير محتوى قصر خديجة هانم ليكون مركزا للأديان السماوية، وذلك من منطلق الاهتمام بالثقافات، لأن الثقافة هى القوى الناعمة الأولى للدول والحضارات المختلفة ، مشيرًا إلى أن مصر تضم متاحف إسلامية وقبطية مفتوحة متمثلة فى المساجد والكنائس، وكان لابد من الاهتمام بالقصر لتحويله مركزا من أجل الثقافة والأديان وأشار الفقى إلى أن مصر بها 9 معابد يهودية ومع ذلك لم يفكر أحد من المصريين فى الاعتداء عليها، مضيفًا: “لم يفكر أحد فى إلقاء حجر واحد عليها”.
تطويره بتكلفة 28مليون
من جانبها أكدت الدكتورة جيهان عبدالرحمن نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، أن تحويل قصر الأميرة “خديجة” بحلوان إلى فرع مكتبة الإسكندرية بمحافظة القاهرة بعد تطوير القصر بتكلفة 28 مليون جنيه , وأشارت إلى أن القصر من التراث المعماري وأن هناك عدة مقترحات لاستغلاله بعد الانتهاء من تطويره منها تحويله إلى فرع مكتبة الإسكندرية حتى يكون منارة ثقافية وأضافت أن هذا القصر كان مقرًا لمحافظة حلوان قبل ضمها للقاهرة.
تحفة معمارية ذو قيمة أثرية كبيرة
وذكر بيان صادر عن مكتبة الإسكندرية، أن محافظة القاهرة تمتلك في حلوان قصر الأميرة خديجة ابنة الخديوي توفيق الذي يعد تحفة معمارية ذو قيمة أثرية كبيرة المسجل كطراز معماري متميز بقوائم الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وفي ضوء الانتهاء من تجديد القصر ومرافقه بالكامل، فقد أصبحت هناك رغبة في استغلاله كمتحف ومركز ثقافي وحضاري بحلوان , وأضاف البيان أن التعاون سيساهم في جعل القصر نقطة انطلاق وتنمية بمحافظة القاهرة وليصبح مركز ومؤسسة علمية وبحثية وخدمية ومزارا ذا قيمة للسياحة الدينية بمصر , وأشار إلى أن مكتبة الإسكندرية، باعتبارها مؤسسة ثقافية وحضارية مشهود لها محليًا وعالميًا بدورها الفعال في نشر ودعم الثقافة والفنون والعلوم، فإنها أبدت رغبتها بمشاركة محافظة القاهرة في القيام باستغلال قصر الأميرة خديجة كمتحف ومركز ثقافي وحضاري ومؤسسة علمية وبحثية وخدمية.
يتميز بالعناصر المعمارية والفنية
وقال حسن امين , مدير إدارة الوعى الاثرى بآثار حلوان , ان الأميرة أمينة شيدت القصر عام 1886 ، يعانى القصر الكثير من الإهمال مثل كثير من القصور المهملة , وأضاف: ان القصر يتميز بالعناصر المعمارية والفنية الجميلة التى لا يجب أن تترك هباء دون المحافظة عليها حيث تشهد حقبة زمنية مهمة فى تاريخ مصر، والاميرة أمينة والدة الأميرة خديجة هانم كانت لها أثر وحب لدى كثير من المصريين ولقبت بالعديد من الألقاب أهمها ام المحسنين حيث كانت تتميز يالجود والعطف والعمل فى خدمة الفقراء والمساكين والمرضى والجمعيات الخيرية.
كما أطلق عليها أهل اسطنبول لقب باشا على الرغم من أن النساء عادة لا يحصلن على لقب باشا فاطلقو عليها الوالدة باشا , وواضح ان الأميرة أمينة تزوجت من الخديوى توفيق وأنجبت لة “الخديوى عباس حلمى الثانى” و”الأمير محمد على صاحب قصر المنيل” و”الاميرة خديجة” و”الاميرة نعمت هانم” ، توفيت عام 1931فى اسطنبول وحزن المصريين عليها كثيرا وأتى بها ابنها الأمير محمد على إلى القاهرة .
وأضاف:ماتت الأميرة أمينة ابنة إبراهيم الهامى باشا فى صاحبة الجود ضاربة أفضل مثل الأميرات مصر فى السخاء والبر والإحسان والعطف على الناس.
خلفية تاريخية عن القصر
قصر الأميرة خديجة بحلوان ملك الأميرة أمينة هانم، ةالخديوي توفيق، ومشهور فى وسط أهالي حلوان بأنه قصر الخديوي توفيق وتقدر مساحتة التي كانت تحيط بها أسوار السرايا كانت 9838 مترا مربعا وبني على مساحة 1448 مترا مربعا، والباقي كان حدائق تحيط بالمباني… اشترت أمينة هانم الأرض بـ 6000 جنيه ذهب وتكلفة المبانى التى أقامتها على الأرض 150 جنيه ذهب ….والقصر مكون أساسا من مبنيين الحرملك , وهو مقر إقامة حريم السلطان أو الملك في القصر الكبير، و(السلاملك ) وهو قسم الاستقبال الخاص بالرجال ويعتبر من أوسع أقسام القصر، عدا المباني الملحقة لإقامة الخدم والمطابخ والإسطبلات، وكل المبانى اختفت وهدمت ولم يتبق غير جزء لا بأس به من الحرملك وجزء من السلاملك.
الحرملك: يتكون من دورين عدا البدروم وله سقف جملوني وهو مبني على طراز معماري كلاسيكي يتضح فيه التأثر بمباني عصر النهضة فى أوروبا، أما السلاملك فمبني من دور واحد وبدروم، وبعد بناء السرايا تم بناء فندق يحمل اسم الخديوي توفيق ملاصقا للسرايا اختفى وجوده تماما الآن.
كان الخديو توفيق مهتما بحلوان بشكل خاص فلم يبن فقط الفندق مجاورا لقصر زوجته، ولكن بنى أيضا فندقا آخر لاستيعاب الأعداد الوافدة للاستشفاء فى حلوان، وبني كازينو للترفيه عن سكان حلوان من الأجانب والمصريين.
الخديوي توفيق كان حريصا على الذهاب إلى حلوان مرتين فى الشهر وكان يرسل كل يوم جمعة فرقة الموسيقى الخديوية للعزف فى الحدائق وأمام الفنادق، وبعد حرق سرايا عابدين سنة 1891 م أقام الخديوي توفيق إقامة كاملة فى سرايا أمينة هانم حتى يتم الفراغ من ترميم عابدين، وتوفي الخديو توفيق فى هذا القصر سنة 1892 م ودفن في قبة أفندينا التي تقع على طريق الأوتوستراد.
وفي عهد الملك فؤاد سنة 1930 تم هدم الفندق الذي يحمل اسم الخديو توفيق، وتم تحويل أجزاء من سرايا أمينة هانم إلى مدرسة ثانوية للبنين ثم مدرسة تجارية.
كان مرشحا لاستخدامه كمقر لمحافظة حلوان قبل إلغائها ولكن الفكرة لم تنفذ نظرا لقيمته الأثرية الكبيرة , جددته محافظة القاهرة بـ 28 مليون جنيه من خزينة الدولة , حيث سيتم تخصيصه كمتحف يضم آثار الأديان منذ ديانة التوحيد التى نادى بها إخناتون مرورا باليهودية والمسيحية وانتهاء بالإسلام.. وحاليا تحيط المدارس بالقصر حاليا بجزء “الحرملك” فتكاد تخفيه تماما عن المارة، كما اختفى جزء من الحرملك تماما، أما ما تبقى منه فهو مهجور ، عوضا عن عدم تسجيل القصر سواء فى التراث المعماري أو كأثر.
الوصف الداخلى
القصرله جناح غربى يشغل مساحة تقارب 300 متر فى حين يشغل الجناح الشمالى مساحة 200 متر , يحتوى القصر على 50 قاعة تتدرج مساحتها من 25 مترا إلى 100 متر و القاعة الرئيسية تتسع لـ 120 فردا ويمتد عمره لأكثر من قرن وربع القرن.