يري البعض أن الشدة أسلم طريق لتربية الأولاد,وأن السوط المعلق أمام الأبناء يصل بهم إلي النجاح,ومنهم من يري أن اللين أفضل وسيلة للتفاهم مع الأبناء.فقامت مجلة المصور بعدة حوارات لأهم الشخصيات عام1956 لمعرفة آرائهم.
*الرئيس جمال عبد الناصر:
الابتسامة أمام الأبناء لها أثر جميل ما يعجز عنه السيوف والسياط وليس هذا يعني التحيز لفكرة تدليل الأطفال إنما من الضروري أن تمزج في حكمة ورفق بين النظريتين فتكون معهم في لين بغير ضعف وفي شدة من غير عنف فيخرج الولد إلي الحياة محبا للعدالة كارها للعدوان ولا يريد إلا الحق ولو علي نفسه,ولهذا دائما أحاول بقدر ما استطعت أن أكون لأبنائي الصديق الوفي والمرشد الأمين,أعرف كيف ومتي أحنو وكيف ومتي أقسو وأعمل علي تفهم نفسياتهم تفهما صحيحا وأمنحهم الحرية ويجب علي كل الآباء زرع فكرة مهمة للأبناء أنهم لهم أب اسمه الوطن وأم أحن من أمهم اسمها الأمة وبيتا أكبر من بيتهم الأصغر اسمهمصر.
*قائد النجاح عبد اللطيف البغدادي وزير الشئون البلدية والقروية يقول: أولادنا هم نبات الله الأخضر في مزرعته الفيحاء وأزاهيره العطرة في دنيا الآباء والأمهات والشجرة لا تصلح إلا إذا تعهدناها بالتغذية فنسقيها ونقلمها حتي يصح نماؤها وهكذا الأطفال يجب المزج بين الشدة والتدليل والمشاركة في حياتهم الخاصة بقدر ما يتسع,فأنا أشترك معهم في بعض الألعاب الرياضية وتركت لوالدتهم مهمة الإشراف الكامل علي دراستهم,وعلي كل الآباء الاهتمام باللغة لدي الأبناء لأنها تزودهم بثقافة كل من حولك وأتمني أن تكون ابنتي فيلسوفة.
*الدكتور كامل مرسي مدير جامعة القاهرة:
يري أن أسلوب التربية القديمة يقوم علي التأديب ومعناه العقاب ولكن السيكولوجية الحديثة تكاد تنبذ العقوبة وتجعل الحب أساس التربية وهذا ما يتبعه في تربية أولاده العشرة والبيئة التي يعيش فيها الأبناء هي العامل الأساسي التي تدفعهم نحو العلم والتقدم والقراءة والكتابة لها القدرة علي الحياة.
*فتحي رضوان وزير المواصلات:
أولادي هم أصدقائي الصغار أصاحبهم وألاعبهم حتي إذا كبر أحدهما تركته يختار أصدقاءه بنفسه.والأسس التي يمكن للآباء تربية أبنائهم عليها هي الأمانة والقدوة فإن التلقين هو أحسن وسيلة للتربية لأنها تخاطب أعماق الصغار وتحفزهم لعمل ما نريده لهم وسوف يأتي اليوم الذي تتسع آفاقهم ويفهمون فيه ما تعلموه منذ الصغر.
*أحمد الشقيري الأمين المساعد للجامعة العربية:
الحب والصداقة والحرية والنظام هذا هو الدستور الذي أعمل به في تربية أولادي والغرض من هذا هو تحرير عقولهم وإرادتهم,والحرية لا تبدأ إلا في البيت لأن من أكبر المشكلات التي يعاني منها العرب أن أولادنا وبناتنا يسيطر عليهم نوع من الخوف,ولذلك يجب أن نحررهم من تلك السيطرة ولابد من وجود رقابة لكن دون أن يعلم بها الأبناء وتدخل في الضرورة.