أحد الشعانين (أحد السعف ) هو رمز وذكرى لليوم الذى دخل فيه السيد المسيح أورشليم كملك. واستقبله الشعب بفرح، بسعف النخل وأغصان الزيتون (يو12: 13). فهناك رموز لسعف النخل وأغصان الزيتون التى خرج الشعب بهما للاستقبال السيد المسيح ·
فسعف النخل الذى يستخدمه الناس حتى اليوم هو قلب النخل. حتى أن الباعة حينما ينادون عليه يقولون “قلبك يا مسيحى”. هذا القلب هو الذى نقدمه إلى الله ، وسعف النخل ليس فقط قلب النخل، بل هو أيضاً جديد وأبيض. وهما أيضاً صفتان لازمتان للقلب النقى الأبيض
وسعف النخلة يذكرنا بالنخلة التى وُصف بها القديسون، فقيل: “الصديق كالنخلة يزهو” (مز92: 12). ولعل الصديق يشبه النخلة فى علوها، وفى اتجاهها نحو السماء. النخلة التى تنمو باستمرار، وتمتد إلى فوق. وفى كل عام يزداد نموها. فهى أمامنا درس فى النمو.
النخلة أيضاً ثابتة مهما عصفت بها الرياح. قد تهزها الريح أحياناً إذا كانت قوية، ولكنها لا تسقطها، لأنها راسخة. على الرغم من أنها تبدو نحيفة وهزيلة. ولكن الجذور القوية التى تربطها بالعمق، تحميها وتحفظها من السقوط. وهى رمز لعلاقة الشخص بربه الذى يحصنه من اى سقوط.
والنخلة كثيرة المنافع للناس كل ما فيها نافع ليس فقط ثمرها الذى هو غذاء نافع، بل أيضاً سعفها يصلح لصنع السلال، وليفها نافع لصنع الحبال، وجريدها نافع لسقوف البيوت فى الأرياف واقلافها نافعة للوقود. كذلك فإن جذوعها يستخدمها الريفيون لسقوف بيوتهم وللوقود، وكانوا يجوفونها قديماً، ويستخدمونها لحفظ أجساد الموتى فى بعض العصور.
وأغصان الزيتون ترمز إلى السلام. منذ أن حملت الحمامة ورقة زيتون خضراء لأبينا نوح (تك8: 11)، مبشرة إياها بأن الطوفان قد انتهى، وعادت الأرض موطناً للسكنى. وورقة الزيتون الخضراء كانت دليلاً على أن الحياة مازالت باقية.. وأن حكم الله بإبادة كل حى على الأرض، قد استبدل بالحياة. وبهذا تكون عقوبة الله قد أستوفيت، وعاد السلام بين السماء والأرض.
ويعتقد البعض أن المسيحيين فقط هم من يقبلون على شراء السعف وسنابل القمح، على اعتبار ارتباطه بمناسبة تخصهم، لكن هناك من المسلمين من يحرص على اقتنائه والاحتفاظ به فى بيوتهم.
ويقول حسنى، إحد بائعين السعف وسنابل القمح أمام كنيسة العذراء بأرض الجولف، إن كل بيوت الأقباط لا تخلو من الزعف فى الأحد الأخير من الصوم، كما يهتم بعض المسلمين بشراء سنابل القمح كرمز للخير فى البيوت، مشيرة إلى أن تعليقها على جدران الحوائط يعد رمزا للتفاؤل والخير فى عادات المصريين جميعا.