أوضحت دراسة عالمية,أن تغير المناخ يزيد إلي حد كبير حجم المخاطر التي تواجهها الطيور في أرجاء العالم المختلفة ويهدد بانقراضها, فقد حذرت مؤسسة القائمة الحمراء للطيور لعام 2008,من أن حالات الجفاف التي تتعرض لها بعض المناطق علي المدي البعيد وظروف الطقس القاسية جدا تؤثر سلبا علي المواطن الرئيسية للطيور في العالم.
وشملت القائمة وهي من إعداد مؤسسة بيرد لايف إنترناشيونال الخيرية المعنية بالحفاظ علي حياة الطيور,1226 نوعا من الطيور المهددة بالانقراض, وهذا ما يشكل ثمن عدد الطيور الموجودة في الطبيعة وقد أضيفت إلي القائمة الحمراء ثمانية أنواع من الطيور تحت باب مهدد بشكل قاتل وخطير.
وكان من بين هذه الأنواع الثمانية طائر الفلوريانا أو الطائر المحاكي الغريد المتميز بقدرته البارعة علي محاكاة أصوات الطيور الأخري, والذي أصبح تواجده محدودا في جزيرتين صغيرتين في جزر جالاباجوس.
انخفض عدد هذه الطيور من 150 طائرا إلي أقل من 60 طائرا, ويري المنادون بالحفاظ علي الحياة الطبيعية ضرورة وضع هذا الطائر في مجموعة الطيور المهددة بالانقراض بشكل خطير, لأنه عاني من معدل وفيات عال بين الطيور البالغة خلال سنوات الجفاف التي غدت ظاهرة متكررة الحدوث خلال الفترة الماضية.
هناك خطر آخر يهدد طيور الجزر الصغيرة مثل طائر الفلوريانا المحاكي ألا وهو الخطر المنتظر من أنواع الكائنات التي تغزو تلك الجزر,وخصوصا الثدييات والنباتات, ولهذه الكائنات أثر كارثي علي بيئة الطيور, فمثلا تقوم حيوانات الماعز والحمير بتغيير التركيبة التي تنظم علاقة طائر الفلوريانا المحاكي مع بيئتها.
فالقضاء علي الكائنات التي تغزو مناطق الطيور تلك أو ضبطها هو إجراء فعال جدا للحفاظ عليها وهو قابل للتطبيق, إذ أنه يساعد الطيور علي الصمود في وجه الضغوط الإضافية التي يترتب عليها تغير المناخ.
طائر أكيكي
وهو طائر معروف بولعه بالبحث عن العسل ويتواجد في منطقة جزر هاواي, وهو يتأثر بشكل سلبي بسبب تواصل الأمطار لفترات طويلة بشكل يتسبب بإخفاقه في بناء عشه. وأيضا مهدد بشكل خطير وكبير جدا بالأمراض التي يحملها البعوض الذي يغزو المنطقة.
تم تحديد تواجد البعوض ضمن المناطق المنخفضة وبذلك تنعم الطيور بالعيش في المناطق المرتفعة التي لابد أن ينتقل إليها البعوض حاملا معه الملاريا, وبدأت المناطق المرتفعة تشهد درجات حرارة مرتفعة أيضا, وبالتالي أصبح بإمكان البعوض الانتقال إلي تلك المناطق المرتفعة ويهدد الطيور.
وغم ما أظهرته الدراسة الأخيرة من تواصل في انخفاض أعداد الطيور في العالم, إلا أن المعنيين بالحفاظ عليها مازالوا متفائلين بإمكانية إنقاذ العديد من أنواع الطيور المهددة بالانقراض.
منع الانقراض
أعلنت جمعية بيرد لايف إنترناشيونال مؤخرا برنامج منع الانقراض الذي يستهدف الأنواع الـ 190 المصنفة تحت مجموعة الطيور المهددة بشكل خطير بالانقراض.
توضح الجمعية أن الهدف من البرنامج هو إيجاد كل نوع من الطيور بتعهد تمويل عملية الحفاظ علي ذلك الطائر علي أرض الواقع,في إطار ما يطلق عليه تعبير أولياء أو أوصياء علي أنواع الطيور المختلفة.
حمام الماركيزان
هناك نوع واحد من الطيور تم خفض تصنيفه في التقييم الأخير أو ذلك من درجة مهدد بشكل خطير بالانقراض إلي درجة مهدد إنه طائر حمام الماركيزان الكبير ووكولا جاليانا الذي يواجه خطرا رئيسيا يتمثل بالجرذان والفئران التي تغزو مناطق تواجده.
لكن تتم حماية هذا النوع من الطيور ذات التكاثر البطئ, فقد قام الخبراء المعنيون بين عامي 2000 و2003 بنقل عشرة طيور بالغة إلي جزيرة مجاورة لمكان تواجده الأصلي وهي خالية من الجرذات والفئران.
أنشأت هذه الطيور العشرة مجتمعا من حمام الماركيزان الذي يأمل الخبراء أن يصل عدد أفراده إلي 50 طائرا في عام 2010.
يضيف د. بوتشارت عن هذه التجربة,أن هذا العمل قلل إلي حد كبير خطر انقراض هذا الطائر,لأنه بات ينتشر الآن في جزيرتين في المنطقة.
المصدر: B.B.C