نحن نُرضي الله عندما نصلّي ، فلنكُنْ مواظبين على الصّلاة بدون ملل ، كما جاء في الكتاب المقدّس ، لأنّ ربّنا يسوع المسيح علّمنا قائلاً : ” صَلّوا ولا تَمَلّوا ” ، ” اسألوا تُعطوا ، أُطلبوا تَجِدوا ، إقرعوا يُفتح لكم . لأنَّ كُلَّ من يسألُ ينال ، ومن يَطلُبُ يٓجِد ، ومن يَقرَعُ يُفتَحُ لَهُ ” ( لوقا ١١ : ٩ – ١٠ ) . لنكُنْ مواظبين أيضاً على السّهر، ولِنُبعِدْ عنّا النعاس والكسل ، ولنبقى متيقّظين ليلاً ونهارًا بدون يأس ولا خوف .
إليكم أشكال الصّلاة :
هنالك صلاة الطّلب ، وصلاة الشّكر وصلاة التسبيح :
صلاة الطّلب هي عندما نطلب رحمة الآب من أجل خطايانا .
صلاة الشكر هي عندما نتوجّه إلى أبينا الذي في السّموات بالحمد والشكران لجميع نعمه ومواهبه التي يمنحنا إياها . وصلاة التسبيح عندما نهلّل ونُسبّح الله على عظيم أعماله .
أخي المؤمن ، عندما تكون في خطر ، أُتلُ صلاة الطلب من كلِّ قلبكَ ، واطلب من الله بإلحاحٍ وثقةٍ وباستمرار . وعندما تنعم بالخيرات ، قدّم صلاة الشكر إلى مَن أعطاك إيّاها . وعندما تكون فرحًا، قدّمْ صلاة التسبيح بفرحٍ وإبتهاج على مثال العذراء مريم وَقُل : ” تُعَظِّمُ نفسي الرَّبَّ ” ( لوقا ١ : ٤٦ ) .
قدّمَ صلواتكَ كلَّها أمام الله بحسب الظروف . هذا ما كان يقوله الملك داود نفسه في كلّ حين : ” في نِصفِ اللَّيلِ أقومُ لِحَمدِكَ لأجْلِ أحكام بِرّكَ ” ( مزمور ١١٩ [١١٨] : ٦٢ ) . وقال أيضاً في مزمور آخر : ” هَلِّلويا ! سَبِّحوا الرَّبَّ مِنَ السَّمَوات سَبِّحوه في الأعالي ” ( مزمور ١٤٨: ١ ) . وقال أخيرًا : ” أُبارِكُ الرَّبَّ في كُلِّ حين وتَسبحَتُه في فمي على الدَّوام ” ( مزمور ٣٤ [٣٣] : ٢ ) ، لأنّه عليك ألاّ تصلّيَ بطريقة واحدة بل بحسب الظروف .
أنا واثقٌ ، من أنّ كلّ ما يطلبه الإنسان بحرارةٍ ، يمنحه الله إيّاه . أمّا مَن كانَ خبيثًا في صلاته ، فلن يُعطى له ، كما هو مكتوب : فإِذا كُنْتَ تُقَرِّبُ قُربانَكَ إلى المَذبَح وذكَرتَ هُناكَ أنَّ لأخيكَ علَيكَ شيئًا ، فدَعْ قُربانَكَ هُناكَ عِندَ المَذبح ، واذهَبْ أوّلاً فصالِحْ أَخاك ، ثُمَّ عُدْ فقَرِّبْ قُربانَك ( متى ٥ : ٢٣ – ٢٤ ) . وما هي تلكَ التقدمة ؟ هي الصّلاة المصطحبة باعمال المحبة والرحمّة … من بين التقدمات كلّها ، الصلاة النقيّة هي الأفضل لإنها صادرة من ضميرٍ حي وقلبٍ طاهر .
” لِتنزِلْ فيكم كَلِمَةُ المسيح وافرةً لِتُعلِّموا بَعضُكم بَعضاً وتبادلوا النّصيحة بكُلِّ حِكْمَة . رََتِّلوا للهِ من صميمِ قُلوبِكم شاكرين بمزاميرَ وتسابيحَ وأناشيد رُوحيّة . ومهما يكُنْ لكم مِن قَولٍ أو فِعل، فلْيٓكُنْ باسمِ الرَّبِّ يسوع تشكرون بهِ الله الآب ” ( قولسي ٣ : ١٦ : ١٧ )
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك