اكتوبر هو الشهر الخالد في ذاكرة المصريين المعاصرة هو الشهر حرب اكتوبر 1973 لعل الاجيال الاحدث بهتت ذكراه مع تباعد الزمن وتوالي الأحداث يناير أو يونيو أو مايو أو سبتمبر لكن أكتوبر بالنسبة لمصر يعتبر لحظة انتصارها المجيد اللحظه ذاتها في سياق تاريخ مصر الحديثة هي النقطة المضيئة سبقها تاريخ مصر تحت الاحتلال الانجليزي ثم يوليو 52 ثم انتهاء املكية وبعدها الاستقلال الوطني فالعدوان الثلاثي، لتبدأ بعدها مرحله من التنمية المستقله في مسار حياة المصريين لتزدهر الحياه بالاحلام والتقدم تحت قيادة نظام وطني. وتم استهداف هذا النظام الوطني بعد ذلك ليسقط سقطة رهيبة في هزيمة يونيو 1967 لتتوقف قناة السويس عن العمل ويتم تهجير سكان منطقة قناة السويس بكاملها، وينتفض الشعب المصري عن بكرة ابيه ليرفض الهزيمة، وتبدأ حرب الاستنزاف المجيدة التي انتهت بحرب اكتوبر 1973 الشهيرة بحرب العبور وكانت في حقيقتها عبورا من الهزيمة إلى النصر ومن اليأس إلى الأمل ومن عصر الى عصر.
نصر أكتوبر خارج أي خلاف تاريخي حول التفاصيل وخارج اي تنظيرات حول نتائج الحرب كانت اعلانا واضحا من شعب عظيم انه يرفض الهزيمة يمرض ولكن لايموت. كانت اشهر أغاني هذه الفترة التي اشعلت الحماس في تلك الفترة (عبرنا الهزيمة يامصر ياعظيمة).
كان اكتوبر في حقيقته عبور للهزيمة واللحه االتي عبر عنها الرئيس السادات بكلمه تاريخية دقيقة (كانت حرب اكتوبر معجزه تحت اى مقياس عسكري) كنا نواجه اسرائيل وتقف خلفها بكل ثقلها الاقتصادي والعسكري الولايات المتحدة الامريكيه بسلاح غايه في التقدم بينما الحليف الأساسي لمصر الاتحاد السوفيتي انذاك كان في لحظة الغروب. كان نصرا مستحيلا تحت المقاييس العسكرية المنطقية المجردة، لكن فعلها الانسان المصري بروحه التاريخية العظيمة بأقل قدر من الامكانات نظمت البلاد نفسها واعتمدت على معايير الكفاءة والعلم. ومارس الجميع انكار الذات والتضحية والفداء من اجل قضيه وجوديه كبرى، قد نجد الأغنية البديعة لشادية وصفتها وصفا معبرا (ماشاف الولاد السمر الشداد في تحدي الزمن ).
كان تحديا مصريا صميما خاصا قديرا ابرز المعدن ذي الطبيعة الخاصة لمصر وشعبها. لم يكن انتصارا للجيش المصري العظيم فقط، بل كان انتصارا للشعب الذي ضحى وصبر وقدم أغلى ابنائه على مذبح الحرب المقدسه حتى انتصر على فقره وتخلفه واعدائه الاقوياء.
اكتوبر يقدم لنا الدروس حول طبيعة مصر والمصريين في تحديات الزمان، نحن نستطيع، فكما يقولون مع إدارة وطنية نزيهة ومخلصة لهذا الوطن نستطيع ان نحقق أي معجزة اعتقد هذا هو المعنى والدرس الأساسي لاكتوبر نستطيع لو جمعتنا إرادة وطنية، وتصميم أن نرفض هزائمنا التاريخية الكبرى وننتصر على جهلنا وفقرنا وتخلفنا واعدائنا تلك اللُحمة الوطنية االتي تجلت في اكتوبر حول هدف قومي عام، لم يكن فيها مسيحى ومسلم، فكان هناك قاده كبار أمثال عزيز غالى وشفيق سدراك وباقى زكي. فقد اختلط الدم واتحد العقل والقلب، فحققنا المعجزه هذا درس الانتصار. فمصر لاتنتصر إلا ان تكون قومي جسدا وعقلا وقلبا.
وحينها عندما يهتف الجنود والعمال والفلاحين الله اكبر سيكون اكبر من الجميع مذاهب وتنظيمات وتيارات وستكون مصر اكبر واعظم وانبل لروح اكتوبر لروح مصر العظيمه في اعلى تجلياتها نقدم التحيه في يوم النصر بإسمك يابلدى بعزة كرامتك بجيشك وشعبك نرد التحدي.