-“طريق مزدحم بالمارة”-
قد نقول شيئاً
أو لا نقول
كل أحاديثنا لن تغير شيئاً فى مجرى الرواية
نولد لنقف فى الخلفيات
ملامحنا متشابهة حتى لا نلفت إنتباه
ولدنا لنحدث إزدحاماً
حتى تصبح الصورة أكثر معقولية
-المارة يبدو عليهم الإنتباه-
نقف متظاهرين بالإعجاب
بينما يحطم البطل بيدٍ عارية الجدار
نصطنع الضحك
على نكاته السخيفة
نجلس حوله متشاغلين
وهو يكرر للحبيبة أقوالاً لن نستطع يوماً تكرارها
نمر بقبحنا أمام الكاميرا
ليظهر جميلاً
-“يدوى فى القاعة صوت تصفيق حاد”-
نصفق بملء كفوفنا
حين يصعد منصةً فى ثوب القادة ليتلو قوله المحفوظ
نقبع فى ملل
منتظرين إنتصاره المحتوم
أو موته التاريخى
-“يشتبك البطل مع أحدهم فيسقط الأخير قتيلاً”-
لكن من قال أننى ولدت لأُنهزم أمامه؟
وهل ستعبأ أنت إذا ما قررتُ الإنتحار؟
هل أُحسب فى تعداد الموتى؟
ولم أًذكر؟ وأنا لم أُغير يوماً المسار…
قد مات من جنسى من مات
ولم يعبأ المشاهد
بل صفق لذلك النذل- حين طَعن المئات
حين شفى قلبه بلحظات الهزيمة والإنكسار
لكن ألا تتحرق أنت لسماع ما لدىَّ من أقوال؟
فقصة حياتى-أبداً- لن تُروى…
ألا تنتظر أن أٌخلصك من ألوهية الأبطال؟
أتخشى أن أنحى النص جانباً؟
إذاً فسوف أتركك لتسمع ذات الكلام
لكننى قد أقرر الإعتزال…
وسأفسر لك قرارى فى إنكسارِ
فإن كانت الدنيا قد خلقت فقط للأبطال- فلم أشترك أنا فى الحوار؟