” مَريمَ الَّتي وُلِدَ مِنها يسوع وهو الَّذي يُقالُ له المسيح ، حياة الجميع ”
في الثامن من شهر سبتمبر من كل عام ، تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بعيد ميلاد سيّدتنا مريم العذراء الكلّيّة الطّوبى والقداسة والكاملةُ الطهارة ، والّتي منها وُلد يسوع الذي يقال له المسيح ، ذاك الّذي هو حياة الجميع .
أما الكنيسة القبطية الارثوذكسية فتحتفل بتذكار عيد ميلاد العذراء مريم في التاسع من مايو من كل عام
اليوم وُلدت العذراء الّتي منها أراد سلام الكلّ أن يولد ، لكي يعطي الّذين كانوا مولودين للموت قوّةً ليولدوا من جديد للحياة .
اليوم ، وُلدت أمُّنا مريم ، حواء الجديدة ، الّتي ألغت لعنة حوّاء ، أمّنا الأرضية الأولى . هكذا بها ، نرث الآن البركة ، نحن الّذين ، بأمّنا الأولى ، وُلدنا تحت اللعنة القديمة . نعم ، هي أمّنا الجديدة ، الّتي جدّدت شباب أبنائها العجائز ، والّتي شفت ألم الشيخوخة الوراثيّة ، كما وجميع أشكال الشيخوخة الأخرى المزادة . نعم ، هي بحقّ أمّ جديدة ، تلك الّتي ولدت معجزة المعجزات وبقيت عذراء ، هي الّتي ولدت للعالم خالق العالم وسيدّه .
يا لروعة هذه البتوليّة الخصبة !
والأروع والأجمل أيضًا هي الثمرة الجديدة الّتي وضعتها في العالم …
ربما تتسأل كيف ولدت العذراء المخلّص ؟
ولدته كما تنشر زهرة الكرمة عطرها.
قديمًا، قبل ميلاد مريم ، قال عنها الرُّوح الّذي سيسكن فيها : ” أَنا كالكَرمَةِ أَنبَتُّ النِّعمَة وأَزْهاري ثِمارُ مَجدٍ وغِنَى ” ( سفر يشوع بن سيراخ ٢٤ : ١٧ ) … كالزهرة الّتي لم تتغيّر لتُعطي رائحتها، هكذا نقاوة مريم ظلّت كما هي لتلد المخلّص .
وأنتَ أيضًا ، إذا حفظت كمال العفّة ، لن ” يزهر جسدك من جديد ” فحسب ، بل ستتألّق قداسة الله فيك كلّك . لن يبقى نظرك غير مستقيمًا أو ضائعًا، بل مُزيناً ومجمّلاً بالحشمة … سيصبح كلّ شخصك مزيّنًا بزهور نعمة النقاوة والطهارة والقداسة .