يثير إهتمام المواطنين بالمناقشات الجارية فى وسائل الإعلام حول الدستور الإعجاب والدهشة من آى مراحل بعد أن كانت سنين الاستبداد والفساد قد أبعدتهم عنها حين شعرو وكأنهم رائدون عن الحاجة، وأصبحو غرباء فى وطنهم وهو إهتمام يثير الدهشة لأن قطاعا لايستهان به من المواطنين الذين إستطلع الإعلام رأيهم نافع من مبدئى المساواة والعدالة الإجتماعية،
يثير إهتمام المواطنين بالمناقشات الجارية فى وسائل الإعلام حول الدستور الإعجاب والدهشة من آى مراحل بعد أن كانت سنين الاستبداد والفساد قد أبعدتهم عنها حين شعرو وكأنهم رائدون عن الحاجة، وأصبحو غرباء فى وطنهم وهو إهتمام يثير الدهشة لأن قطاعا لايستهان به من المواطنين الذين إستطلع الإعلام رأيهم نافع من مبدئى المساواة والعدالة الإجتماعية، ورفض عدد لا يستهان به منهم أيضا قيام الأحزاب على أساس دينى، أو مرجعية دينية وهم يؤسسون هذا الرفض لاعلى النقاش النظرى الذى دار فى العامين الأخيرين بين الخبراء والمتخصصين والساسة وإنما- وإضافة إلى هذا النقاش_ على تجربتهم المريرة مع حكم اليمين الدينى الذى تواصل خلال سيطرتهم على مجلس الشعب والشورى تم وصولهم بعد ذلك إلى كرسى الرئاسة فإذا حللنا بتأن القيم الأساسية التى تضمنتها هذه المبادئ أى المساواه والعدالة الإجتماعية وقيام الأحزاب على أساس المواطنة لا الدين سوف نجدأنها جميعا تقود حتما إلى تغيير إيجابى فى أوضاع النساء ووكانتهن وأدوراهن وفرضهن فى السيطرة على المصير وسوف يتأكد لنا أيضا أن الجهود الهائلة التى بذلتها حركة حقوق الإنسان وفى القلب منها حقوق النساء قد أثمرت فى تغيير الكثير من المفاهيم والأفكار البالية المعادية للنساء. وكان اليمين الدينى قد حاول طيلة العامين تشويه هذا الوعى الجديد وإعادة الزمن إلى الخلف وذلك ابعد محاولة الانقضاض على مجموعة الحقوق الجزئية التى حصلت عليها النساء على مدار قرن من الزمان كافحت فيه النساء جنبا إلى جنب كل القوى الديمقراطية والمستنيرة من أجل الحصول عليها وظلت الثورة قايمة والكفاح دوار كما تقول الأغنية إلى أن اعترضتها الموجه انطلاقية الفاشية المتسترة بالدين وأخذت تدفع بالمجتمع كله_ وليس حقوق النساء وحدها_ إلى الخلق لادعاء أنها تسعى لتطبيق ما قالت أنه الشريعة الإسلامية وإذا كان العامان السوداوان من حكم اليمين الدينى غير كافيين لتشوية الوعى الجمعى للمصريين إزاء النساء والمسيحين وكل أصحاب الديانات الأخرى أى غير المسلمين بإعتبار أن المسلمين هم الذين يشكلون الأغلبية فإنهما نجحا فى أن يدفعا إلى سطح المجتمع ونجرت فيه كاسوس لتنتج فاسماه المناضل السيناوى مسعد أبو قير عضو لجنة الخمسين لكتابة الدستور شقوفا فى جسد المجتمع، وكان حكم اليمين الدينى قد أخذ فى توسيع تلك الشقوق وإحداث المزيد منها بازاحة مبدأ المواطنة لإحلال مبادئ القرون الوسطى المؤسسة على الأهل والعشيرة ضمن حزمة من الأفكار والممارسات أنكرت معنى الوطن والوطنية لا لنعلن من شأن الدين كما صوروا لنا الأمر لأن المصريين يضعون الدين منآلاف السنين فى مكان عال وعزيز عليهم، ولكن ليفرضوا تصورهم هم ورؤيتهم هم كطتئفة وأهل وعشيرة لهذا الدين الذى يعادى كل من هو خارجهم، وينطلق من منطلق أبوى ذكورى يسعى لفرض الوصاية على النساءوتكبيلهن عقلا وجسدا ومنعهن من السيطرة على حياتهن أو مصيرهن ولكن ورغم كل مظاهر الإساءة للنساء، ووقائع التحرض بهن، وأشكال العنف الأخرى التى وقعت عليهن جسديا أو قانونيا أو سياسيا من الإهمال للإقصاء، واقتصاديا واجتماعيا من زيادة البطالة والفقر وتفاقم صور الحياة البائسة فى العشوائيات التى تتحمل أعباءها النساء_ رغم كل هذا فإن العمق الحضارى الضارب بجذور راسخة فى التاريخ سرعان فاظهر عقب الثورتين سواء فى 25 يناير 2011 أو 30 يونيه و26 يوليو 2013، وتجلى خط أساسى فى وعى المصريين يحترم النساء ويقدر أدوارهن ويدافع بجدية عن المساواة والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية وهى الأهداف التى كان المصريون قد بلوروها مستخلصين خبرة كل ثوراتهم فى العصر الحديثة منذ ثورتى القاهرة الأولى والثانية ضد الحملة الفرنسية فى نهاية القرن الثامن عشر، ثم الثورة العرابية فى نهاية القرن التاسع عشر، والثورة الوطنية الكبرى فى بداية القرن العشرين وهى ثورة 1919 التى أطلقت شعار الدين لله والوطن للجميع، إلى ثورة 23 يوليو 1952 التى طورت مطالب الشعب المصرى من أجل العدالة الإجتماعية ووضعتها موضع التنفيذ وهى تزاوغ بين التحرر لوطنى والتحرر الإجتماعى وصولا إلى ثورتى 25 يناير 2011 و 30يونية و26 يوليو2013.
ومع ذلك فإن التمييز التاريخى العالمى ضد النساء الذى جاء إلينا من ظلمة التاريخ ظل قائما فى واقعنا رغم إحترام المجتمع للنساء، ورغم الإجابات المساندة للمساواة على لسان رجال من كل الأعمار والطبقات فيما يتعلق بما يريدونه من الدستور لأن هذا التمييز ارتبط على مدى التاريخ بالانقسام الإجتماعى والصراع الذى بقى دائراعلى الثورة والسلطة وقد إتخذ هذا الصراع شكلين رئيسيين صراع جنسائى بين الرجال والنساء وصراع طبقى بين الأغنياء والفقراء.
ويبقى أن سمة إيجابية من سمات ثقافتنا هى احترام المرأة ومساندتها وسوف تكون عونا لكل المدانيين والمدافعات عن حقوق النساء وحرياتهن والذين يطالبون الآن بالمساواة فى الدستور وفى الواقع.