[T-video embed=”tszi-5zZNj0″]
- القمص بيشوى عشت لحظات اليوم المأساوي للانفجار كيف رايته ؟
** ملابسات تفجيرات كاتدرائية طنطا لا يختلف عن يختلف عن ما حدث بالكنيسة البطرسية، وفي يوم أحد الشعانين بدأنا مبكرا برفع بخور باكر ودورة الأناجيل في السادسة صباحا وكنا سبعة كهنة بالكنيسة ولفيف من الشمامسة، وبعد رفع الحمل وكان القمص دانيال والد الشهيد بيشوي هو الذي كان يرفع ذبيحة الحمل وبعدها بدأنا قراءة الرسائل وبعدها بدا الشمامسة لحن افلوجيمينوس، وقبل هذا التوقيت بدقائق كنت في الهيكل والآباء وسمعنا صوت اضطراب بالكنيسة فخرجنا لنجد والدة الكاهن بنيامين أصيبت بإغماء.
أسرعت والكهنة إلى صفوف السيدات وكان معنا أحد أبنائنا الشمامسة الأطباء وأخذنا السيدة إلى غرفة المعمودية الملحقة بهيكل السيدات وعقب دخولنا مباشرة، وقع انفجار مدوي ومرعب داخل الكنيسة ومن شدته سقطت على أرض المعمودية، وأسرعت إلى خارج الهيكل فوجئت بمشاهد مروعة.
وشهدت أبنائنا من الشمامسة الواقفين في الخورس على الجانبين ملقين على الأرض وملابسهم غارقة في الدماء، ووجدت أجساد وأشلاء وأعضاء مبتورة في أنحاء متفرقة أمام الهيكل والصفوف الأولى من مقاعد الرجال والنيران اشتعلت في بعض ملابس الشمامسة ودخان وأتربة ملئت الكنيسة.
كيف دخل هذا الإرهابي إلى الكنيسة؟
** عندما فحصنا الكاميرات فوجئنا أن هذا الإرهابي دخل خلسة من البابا الرئيسي لساحة لكنيسة دون أن يستوقفه أحد أو يفحص هويته، ودخل إلى باب الكنيسة من ناحية مدخل مقاعد الرجال، وسار في ممر بين مقاعد الرجال، ونهايته يوجد كرسي الأسقف وعندها فجر نفسه.
هل شاهده أحد داخل الكنيسة عند دخوله؟
** لمحه أحد أبنائنا الذي يجلس بالمقاعد الأخيرة للرجال واشتبه في الأمر، لأنه كان يرتدي جاكت كثيف وكاب على الرأس وشكله غريب عن أبناء الكنيسة، ووضع يده في جيوب جاكته ويسير بسرعة كبيرة، وعندما فكر بعض من شاهده التحرك خلفه للاستقصاء حول هويته، كان وصل وقام بتفجير نفسه من خلال ريموت تفجير الذي بجيبه.
ولم يتمكن الانتحاري الدخول من وسط الكنيسة؛ لأن الباب الرئيسي كان مغلق ولا يسمح بدخول أحد فدخل من خلال بوابة الرجال.
- ما الذي ترتب على هذا التفجير؟
ترتب على التفجير نيران وسحابة من الدخان وانتشرت الأشلاء في كل مكان وجزء من أشلاء الانتحاري ارتطمت بسقف الكنيسة الذي على ارتفاع 18 متر، ومازالت الدماء في سقف الكنيسة، بل بعض الكتل الخرسانية فى السقف تناثرت فضلا عن تهشم جميع زجاج الكنيسة، وتناثرت الدماء على جميع أعمدة الكنيسة والجدران، والمقاعد، والإصابات الشديدة القاتلة لحقت بخورس الشمامسة لأنه كان بجوارهم مسافة لا تزيد عن متر، وكان كرسي لأسقف حد من تقدمه، مما أسفر عن استشهاد أكبر عدد من الشمامسة والمقاعد الأولى من الرجال، بل وأسفر الحادث عن وصول الانفجار لمقاعد السيدات وأصيبت بعض السيدات.
وأسفر الحادث عن سقوط نصف حامل الأيقونات المكون من الموزاييك والرخام ووصول الدماء إلى حوائط الهيكل.
- يتساءل الجميع عن كيفية دخوله في هذا اليوم الذي من المفترض يشهد إجراءات أمنية مشدده.. هل سبق دخوله للكنيسة من قبل لمعانية الكنيسة؟
بكل تأكيد هناك قصور وثغرات لدخوله مروره من البوابة الإلكترونية، التي نتعجب منها والاحتمال دخل في غفلة من مجموعة تأمين البوابة أو أن البوابة لا تعمل خاصة أن أعداد الدخول كثيرة، وإذا ثبت هذا الأمر يكون الأمر مخزي من جهة الأمن والرقابة لأن دخوله كارثة في كل الأحوال لاسيما أن مظهره كان ينم على شيء من خلال جاكتة الذي يخفي خلفه الحزام الناسف شديد الخطورة، ونرجوا أن يستفيدوا من الأخطاء مستقبلا.
ومن العادة أن شعب الكنيسة معروف لدى الأمن القائم على بوابة الكنيسة، ولذا كان المفترض الاشتباه في أي شخص غريب، وفي الأعياد بالتحديد الأعداد تكون ضخمة ولذا كان يجب فرض إجراءات أمنية احترازية فى عملية التفتيش والتدقيق لاسيما بعد أحداث البطرسية .
- هل سبق دخول هذا الشخص للكنيسة لاسيما أنه يعمل جيدا طريق خطواته وسرعته نحو الكنيسة؟
لا نستطيع الجزم بدخوله، ولكن من المؤكد أنه شوهد عند دخوله للكنيسة قبل التفجير بثواني قليلة ولكن سريع الانفجار وهو يضع يده في جيبه حتى ذا ما اعترضه أحد يضغط على جهاز التفجير، مثل ما حدث أمام الكنيسة المرقسية بالإسكندرية بعد اكتشافه، ولكن معرفته بالكنيسة هذا أمر ليس صعب فالكنيسة بها مناسبات كثيرة من أفراح وجنازات ويأتي العديد من الأشقاء المسلمين، ولذا ربما يكون جاء سابقا في أي مناسبة؛ لأن مثل هذا الحادث مخطط له بدقة.
- ماذا عن الشهداء ؟
هم من خيرة أبنائنا بكاتدرائية مارجرجس بعضهم حديثي الزواج وبعضهم من الكبار، ومنهم سليمان شاكر وكان شقيقه التوأم مجدي يصرخ لأنهما دائما كان معا في كل شيء، وهم من كبار الشمامسة ومعلما للكنيسة، فتوفي سليمان وأصيب شقيقه التوأم، نصف الشهداء من الشمامسة.
- كنا نتوقع بعد حادث البطرسية أن تكون هناك إجراءات أمنية أوسع ؟
أعتبر أن هذا أمر مؤسف، وهو القصور الأمني على أي حال، ونحن لا نستطيع أن نكون مثل النعام ندفن رأسنا في الرمال، ونتمنى أن يعيد النظر في المنظومة الأمنية، ولرقابة ومتابعة بعض الخلايا النائمة، وفي النهاية نحن ننتظر نتائج التحقيقات.
- ماذا عن الإجراءات الأمنية المتبعة في هذه المناسبات من غلق شوارع وتفتيش؟
الكنيسة تقع في شارع على مبارك وتم غلقه أمام مرور السيارات، من بداية التقاءه مع شارع سليمان وشارع ابن الفرات ولكن لا يمنع دخول المشاة، ولم تكن هناك إجراءات تفتيش، ولكن الآن بعد الحادث يتم الاطلاع على بطاقات الهوية والتفتيش بداية من الحواجز ولكن بعد وقت متأخر للأسف.
- سبق وتم إبطال مفعول قنبلة بجوار لكنيسة وتفجير معسكر الأمن بطنطا؟
هذه المؤشرات كانت كفيلة أن تستيقظ الأجهزة الأمنية بوجود خطر حقيقي ودق جرس إنذار، فهذه الأحداث وقعت في أسبوع واحد قبل الحادث، ولكن من المؤسف أن مع كل حادث يتم اتخاذ إجراءات شديدة ثم مع الوقت يتم التراخي، فالانتحاري تم رصده بالكاميرات الخارجية حتى دخوله للكنيسة ولكن داخل الكنيسة كانت الكاميرات تعمل في رصد الصلوات والطقوس، وتم تحريز هذه الكاميرات من قبل الأجهزة الأمنية وننتظر الآن كشف هوية الانتحاري ويجرى الآن تجميع أشلائه.
- ما هو عدد الشهداء والمصابين ؟
وصل عدد الشهداء بعد وفاة الشماس فادي رمسيس إلى 27 شهيد، وجميعهم من الرجال والشمامسة من الخورس الأساسي للكنيسة ولا يقل عدد الشمامسة عن 14 شماس، والآخرين من مقدمة مقاعد الرجال ويبلغ عدد الإصابات إلى 70 مصاب بعضهم خرج ومازال 42 شخص يتلقى العلاج بمستشفيات مختلفة ما بين طنطا وبعض المستشفيات بالقوات المسلحة في القاهرة.
وتنوعت الإصابات ما بين حروق شديدة وبعضهم فقد بصرة مثل أحد أبنائنا بيشوي جرند الذي فقد أحد عينيه، وأيضا لحق في صفوف السيدات وإحداهن فقدت عينيها، وبعضهن فقد السمع فضلا عن تهتكت في مناطق مختلفة بالجسم واختراق لشظايا بأجزاء بالجسم وهناك حالتين في وضع خطر بنزيف بالمخ وأخرى حريق يصل ل 70% وحالات أخرى بالقاهرة نقلت لمعهد ناصر في وضع حرج .
- لماذا تم اختيار كاتدرائية مارجرجس بطنطا لتكون هدف الإرهابيين ؟
الإرهابي يحاول الوصول للتجمعات الكبرى وكاتدرائية مارجرجس أبو النجاة بطنطا من أكبر كنائس طنطا، وهي معلومة للجميع ولذا تم اختيارها. أما المرقسية بالإسكندرية فهو يعلم وجود قداسة البابا تواضروس بالكنيسة .
- ماذا قلت عندما سمعت نبأ تفجير “المرقسية” في الإسكندرية ؟
ورد إلى ذهني عصر الاستشهاد واستمرار لمسيرة الدماء التي بدأت الأعوام الأخيرة، مثل كنيسة القديسين وشهداء ليبيا وشهداء العريش البطرسية وغيرها، وبدء استخدام الحزام الناسف والانتحاري أصبح ظاهرة وإستراتيجية جديدة للعمل الإرهابي، وذلك بعد نجاح الأمن سابقا في إبطال العديد من القنابل التي وضعت بأماكن مختلفة، فكان الحزام الناسف الوسيلة الأسهل في تحقيق هدفهم الشيطاني.
- ما هي الرسالة من وراء استهداف الأقباط؟
بكل تأكيد رسالة تخريب ضد الوطن ومحاولة لتفتيت الشعب المصري وتأليبه بعضه على بعض والإثارة ضد القيادة الوطنية، ونحن لا ننكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يريد الوصول ببلادنا إلى أعلى شيء، وهذا ما لا يرغبه قوى الشر، ولذا أراد ضرب الأقباط لشق العلاقة مع الرئيس ومحاولة لاستخدام سيناريو قديم في إثارة القلاقل وخلق توتر ضد القيادة السياسية بعد المواقف الوطنية للأقباط، ولكن هذا لا يمنع وجود قصور أمني وقصور في بعض الأجهزة الرسمية بالدولة والحكمة تدفعنا دائما التصدي لمحاولات الخراب وحماية الوطن، لأن هناك ضربة توجه لمصر ونحن لا ننسى أن هناك 7 شهداء من أفراد الشرطة في تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
وربما كان حادث كنيسة طنطا جرس إنذار ساهم في منع دخول الانتحاري بالكنيسة المرقسية بعد حالة الاستنفار الأمني.
- كيف تعامل نيافة أنبا بولا أسقف طنطا مع الأزمة؟
نيافة أنبا بولا كان يصلي بالمطرانية وعند سماع نبا الانفجار جاء مسرعا ودخل للكنيسة متألما لما حدث، وجلس نيافته مع الكهنة وبدأ توافد رجال الشرطة، وتم التنسيق مع المحافظ الذي حضر للكاتدرائية، وتم الانتهاء التجهيز للجنازة في هذا اليوم وقت متأخر، وتم الاستعجال نظرا لعدم وجود إمكانيات بطنطا لحفظ الجثامين من ثلاجات وبعض الجثامين كانت ملقاة على الأرض ورأيت هذا في مستشفى المنشاوي، ولذا تم الإسراع لحفظ كرامة الموتى.
- كيف تم الاستقرار على بناء مقبرة داخل ساحة الكنيسة؟
حصلنا على موافقة بتحويل مبنى صغير كان يستخدم لنشاط دروس للطلاب إلى مقبرة جماعية، وقررنا ذلك إكراما لهم وتحويل المكان لمزار للشهداء ليكون التاريخ شاهد على هذا اليوم، والله أرشدنا لهذا المكان.
- ماذا عن إعمار الكنيسة؟
بدأ أسقفنا نيافة أنبا بولا التشاور حول أعمار الكنيسة، والحصول على تصريح للترميم والوقت قصير ولكن نحن لم يصلنا إلى أنباء عن مشاركة الدولة في إعمارها مثل ما اتبع بالكنيسة البطرسية.
وبعض أبنائنا يطالبون بترك بعض آثار الانفجار كما هي، ولاسيما أحد الأعمدة التي ارتسمت الدماء عليه بشكل كبير واعتقد سيتم تغليفه بالزجاج وتركه كما هو .
- ما هو وضع المصابين والشهداء ؟
نحن قمنا بزيارة ومتابعة المصابين، وأحد الكهنة معهم طوال الوقت، ولكن نظرا لأن هذا الأسبوع مكدس بالصلوات فسوف نبدأ بزيارة لكل أسرة من الشهداء ومتابعة أوضاعهم، وبعضهم يأتي للكنيسة لحضور بصخات أسبوع الآلام.
- البعض يتساءل أن الشهداء لم تُصلَّ عليهم صلاة التجنيز لوقوع الانفجار فكيف تم التعامل مع الأمر طقسيا ؟
الصلاة على الجثامين تمت في وقت صلاة البصخة، وهي شبه بصلاة التجنيز، وتم رش الجثامين بالمياه.
- وجاءت برقية قداسة البابا معزية لأسر الشهداء وعائلات الشهداء جميعا في حالة من الإيمان والهدوء، ولذا شاهدنا عند دخول الجثامين تحولت الساحة لزغاريد وتصفيق، وكانت العائلات ترد طوال الوقت بالصلوات، فشعبنا يحب الحياة ولكن يحب أكثر الملكوت مع المسيح.
- كيف نواجه هذا الفكر المتطرف وكيف ترى الفترة المقبلة ؟
ينبغي على الجهات المسئولة عن الخطاب الديني والإعلامي على المستوى الإسلامي توعية كافة الطوائف، لأن هناك أقوال ومفاهيم وفتاوى مغلوطة يردده بعض المتطرفين وينسبون هذا للإسلام، مثل مقاطعة التهنئة والتكفير ولم يتم مواجهة هذه الفتاوى بشكل حقيقي، فضلا عن الهجوم المستمر من خلال وسائل لإعلام لبعض المتطرفين والرئيس السيسي يتحدث في أكثر من مناسبة عن تجديد الخطاب الديني ويعاتب الأجهزة.
ولذا مهما كان الاستنفار الأمني ومشاركة القوات المسلحة لن يكون الحل الوحيد، في ظل وجود هذه الأفكار التي تحرض على الشر، ولذا محاربة الإرهاب تبدأ بمحاربة الفكر إذا ما أردنا الانتصار على هذا الشر والمصارحة تجعلنا نقول إنه لا يجب الحديث على التجديد للجانبين، لأن تعالمنا تقوم على أن الله محبة وحب الآخرين وقبول الأخر ولذا فالتجديد يجب أن يبدأ على مستوى الخطاب الإسلامي.
وتعرض “وطني لك” عزيزي القاريء الشرح التفصيلي لكيفية دخول الانتحاري إلى الكنيسة بالفيديو التالي:
[T-video embed=”1aXuGQEtFd4″]