في أعقاب ما آثير أمس حول الأكتشاف الأثري الذي أعلنت عنه وزارة الأثار في منطقة سوق الخميس بالمطرية أرسل عالم الأثار،و وزير الأثار الأسبق الدكتور زاهي حواس بيانا لوزارة الاثار شرح فيه وجهة نظره في هذا الكشف و ملابسات الجدال حوله و طلب من الوزارة إرساله الي جميع المؤسسات الصحفية المصرية و العالمية
لتكون شهادة حق للتاريخ
وأشار الدكتور زاهى حواس فى بيانه الى ان سوق الخميس هو موقع أثري هام جدا وقد بدأت فيه شخصيا بأعمال الحفائر و عثرنا بداخله علي بقايا معابد للملك إخناتون و الملك تحتمس الثالث و الملك رمسيس الثاني. و لكن تعاني منطقة المطرية من مشكلة كبيرة جدا و هي ان جميع المنازل و المباني الحديثة مبنية فوق بقايا معابد و مقابر اثرية كما ان اغلب الاثار الموجوده بها سواء من التماثيل او المعابد موجوده اسفل المياه الجوفية باعماق تتراوح ما بين اثنين الي اربعة امتار تحت المياه مما يوجد صعوبة في نقل هذه الاثار من اسفل المياه الجوفية الي اعلي سطح الارض، و قد قمت بالحفر و الكشف عن مقبرتين احداهما كانت موجوده تحت المياه الحوفية.
و أكد ان جميع الاثار و التماثيل التي عثر عليها في منطقة المطرية لا يوجد بها تمثالا واحد كاملا حيث ان هذه التماثيل قد تم تدميرها و تكسيرها خلال العصور المسيحية حيث اعتبرها المسيحيون مباني و معابد وثنية و اغلقوها و دمروا جميع التماثيل و المعابد و استخدموا احجارها في بناء الكنائس و المنازل ، و المباني الخاصه بهم.لذلك لن يعثر في المطرية علي تمثال واحد كامل.
وأوضح حواس انه اتصل بعالم الاثار الالماني “ديتريش رو” رئيس البعثة الالمانية في حفائر المطرية لمعرفة ابعاد الاكتشاف و قد ارسل لي بيانا مصورا كاملا باعمال الحفائر كما ارسل صورا توضح الخطوات التي قام بها في عمليات النقل.
وكشف حواس عن ان عملية نقل اي تمثال بحجم كبير كتلك التمثال الذي تم اكتشافه في المطرية، كان يشترك فيه رؤوساء العمال من مدينة ” قفط” و هم مدربون علي اعلي مستوي لنقل التماثيل الثقيلة و لدينا مثال من هؤلاء العمال في سقارة هم عائلة الكريتي الذين نقلوا العديد من التماثيل و التوابيت التي تزن في بعض الاحيان الي ٢٠ طن.و نظرا لما تم في العصور المسيحية، فقد تم تكسير التمثال المكتشف في المطرية الي عدد من القطع. و نظرا لضخامة التمثال فاؤكد انه للملك رمسيس الثاني و ليس لاي ملك اخر حيث تم العثور علي معبد يخص هذا الملك في هذا المكان. و قد عثرت البعثة علي قطعتين من التمثال، تتمثل القطعة الاول في جزء من التاج و القطعة الثاني هي عبارة عن جزء كبير الحجم من جسم التمثال و الذي يزن ٧ طن. و اتضح ان التاج يمثل جزء كبير من الراس يتكون من جزء كبير من التاج و الاذن اليمني رائعه و كامله و جزء من العين اليمني. و قد قامت البعثة باستخدام الونش لاستخراجه من باطن الارض و هذا تصرف سليم مائه بالمائه حيث يستخدم الونش في جميع المناطق الاثرية.
وأوضحان رئيس البعثة “ديترش رو” أكد له على ان عملية رفع الجزء من الراس قد تمت بحرفية شديدة و انه لم يحدث له خدش واحد و ان التهشم الموجود في الوجه قد حدث في العصور المسيحية. و لذلك تم نقل هذه القطعة الصغيرة بسهوله تامه اما باقي التمثال و الذي يمثل الجزء الكبير منه فموجودة بالموقع الان و سوف يتم نقلها يوم الاثنين القادم عن طريق الونش لانه لا يوجد بديل اخر لها لانها موجوده تحت المياه الجوفية حيث سيتم تدعيم القطعة بالواح خشبية كما تم مع الجزء من الراس. و اذا لم يتم نقلها بهذه الطريقة فلم و لن تنقل ابدا. و هذا هي الطريقة المتبعة في جميع دول العالم لنقل اي قطعة اثرية بهذا الحجم موجوده علي عمق اثنين متر تحت المياه الجوفية. لذلك فانا اوكد ان ما قامت به البعثة فهو عمل علمي متكامل في انقاذ التمثال الذي عثر عليه كما انه لا يوجد اية طريقة اخري امام البعثة سوي استخدام هذه الالات التي حافظت علي التمثال.
و فى النهاية أعرب حواس عن سعادته بنقل هذا التمثال و الكشف عنه لانه احدث دعاية كبيرة جدا في العالم اجمع.