“فنسنت فان جوخ ” هو أحد أهم الفنانين الانطباعيين في القرن العشرين ، وهو أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا وإبداعًا في تاريخ الفن، ولكن علي الرغم من هذه الشهرة الكبيرة التي حظي بها ، فان جوخ وحظيت بها أعماله ، إلا أن شخصيته محاطة بالكثير من الغموض والتساؤلات.
لذا فإننا نحاول التعرف علي” فان جوخ ” عن قرب وكيف استطاع تحويل جنونه لعبقرية فنية ، تعد أثمن الكنوز الفنية والحضارية.
إليكم بعض الحقائق التي قد لاتعملها عن “فنسنت فان جوخ”:
1-فنسنت فان جوخ الثالث:
سمي بهذا الاسم تيمنًا بأخيه الكبير الذي ولد ميتًا ،والذي كان بدوره سمي بهذا الاسم تيمنًا بجده، وكان لفنسنت أخًا آخر يسمى “ثيو فان جوخ” ، وقد سمى وليده الأول “فنسنت فان جوخ “الرابع تيمنًا بأخيه الفنان.
2-عانى “فان جوخ “من أمراض نفسية متعددة :
حاول الكثير من أطباء النفس المعاصرون تحديد الاضطراب النفسي الذي عانى من عدة اضطرابات نفسية مثل الهلوسة والاكتئاب والصرع، بالإضافة لذلك يذكر أنه عاني من انفصام الشخصية والهوس ومرض الزهري.
وعند تحليل القصص التي سردها أفراد عائلته عنه يمكن القول إنه عانى من درجة من درجات التوحد أيضاً.
بينما وصفت “إليزابيث “أخت “فان جوخ “أخاها في طفولته بأنه كان شديد العزلة وجدّي للغاية، وكان يتميز بمشية خرقاء ويتجنب النظر في أعين الآخرين.
3-بدأ مسيرته الفنية في السابعة والعشرين من عمره:
لم تكن بداية مشواره الفني سوى مصادفة، حيث أنه كان يحاول التخفيف عن نفسه من خلال الرسم بعدما طرده والداه من المنزل بسبب فشله في الحصول علي وظيفة.
فقد حاول “فان جوخ ” العمل في عدة وظائف كبائع قطع فنية ومعلم وأمين مكتبة وقسيس، ولكنه فشل وتم طرده من جميع هذه الوظائف لأسباب مختلفة.
4-وقع في حب بائعة هوى وانتقل للعيش معها:
وقع “فان جوخ” في حب العديد من النساء وإقامة عدة علاقات مع بائعات الهوى ، وكانت “سِيّن” أكثرهن تأثيرًا في حياته ، وكان جوخ قد تعرف عليها في هولندا، فوقع في حبها وانتقل للعيش معها ،وقام برعايتها ومعاونتها في الاعتناء بابنها الصغير.
ولم يلبث “فان جوخ “حتي انفصل عن “سين ” وذلك بسبب الخلافات العديدة التي سببتها علاقته بها مع عائلته، الا أن جوخ قد استمر في اقامة علاقات عابرة مع بائعات الهوي إلي أن مات وحيدًا.
5-جوخ لم يقصد أن تظهر الالوان في لوحاته كما هي الآن:
علي الرغم أن أحد أهم أسباب نجاح “فان جوخ ” هو مهارته الفذة في انتقاء ألوان لوحاته، إلا أن الألوان التي انتقاها فان خوخ ليست تلك التي نراها في لوحاته الآن والسبب في ذلك يعود لاستخدام “فان جوخ ” والعديد من الفنانين في ذلك الوقت صبغات ذات تركيبة غير مستقرة وخاصة الصبغة الصفراء، مما أدى إلى بهوت اللون مع مرور الوقت وتغيره لدرجات قريبة للون البني.
يظهر هذا التغير في الألوان بوضوح في لوحات “فان جوخ” لاستخدامه اللون الأصفر بكثرة في أغلب لوحاته.
6-جوخ ملك السيلفي:
في مدة لا تتجاوز الثلاث سنوات، قام “فان جوخ “برسم نحو أربعة وثلاثون لوحة لنفسه، وعليه كان من اليسير اتهام “فان جوخ “بالغرور بسبب حبه لرسم نفسه، إلا أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو الفقر العاطفي والمادي الذي عانى منه فان جوخ طيلة حياته.
لم يكن لجوخ أي أصدقاء ليقوم برسمهم، ولا المال الكافي لتأجير العارضات المحترفات التي يأجرهن الفنانون لرسمهن.
7-يعتقد أنه كان له علاقة مثلية مع الرسام بول جوجان:
اتفق العديد من المؤرخين على احتمالية وجود علاقة مثلية جمعت بين الفنان “بول جوجان “و” فان جوخ” ، واللذان أقاما معاً لفترة في جنوب فرنسا، حيث ينص المؤرخون أن حياة فان جوخ اكتظت بمراحل متتالية من فرط الرغبة الجنسية والمثلية الجنسية والازدواجية الجنسية ونقص الرغبة الجنسية أيضاً.
وصف فان جوخ علاقته بجوجان بأنها ”كهربائية“، حيث جمعتهما روابط وثيقة ولكن لم يمنع ذلك من وجود نقاشات محتدة بينهما كانت تصل في كثير من الأحيان إلى العنف.
8-أعتقد المؤرخون أن “جوجان “هو من قام بقطع أذن “جوخ” :
إن حادث قطع أذن “جوخ “هو أحد أهم الحوادث تأثيرًا علي حياته، والأكثر شهرة في حياته إلا أنها لا تزال نقطة خلاف بين المؤرخون .
ولكن الرواية المتعارف عليها هي قيام جوخ بتهديد صديقه “جوجان “بمشرط حاد أثناء شجارهما ،ولكن يبدوأن جوخ أصيب بنوبة عصبية جعلته يقطع أذنه بدلاً من أن يهاجم “جوجان”،ومن المستغرب أن يٌذكر أنه قام لاحقاً بإهداء أذنه المقطوعة لبائعة هوى تعرف عليها.
من ناحية أخرى، قام بعض المؤرخون الألمان بنشر كتباً نصوا فيها أن “جوجان “هو من قطع أذن “فان جوخ” ، ولكن لم يرد فان جوخ أن يُحاسب صديقه بالحبس على فعلته ولذلك أدعى بأنه قطع أذنه بنفسه.
9-ظهرت أهم أعمال جوخ أثناء إقامته في مصحة نفسية:
أصيب “جوخ “بنوبة عصبية حادة في عام 1888 لجأ بعدها لمصحة نفسية في جنوب فرنسا.
استمرت فترة علاج “جوخ “عدة أشهر رسم خلالها أكثر لوحاته شهرة “ليلة النجوم” ، وعلي الرغم من كونها اللوحة التي جعلت منه اسما فنيًا ذا قيمة ، إلا أنها لم تنل إعجابه واعتبرها أحد أعماله الفاشلة.
10-زوجة أخيه هي السبب الأساسي في شهرته:
ومن الجدير بالذكر أنه لولا جهود “جوانا “زوجة “ثيودور فان جوخ “لما حظي فنسنت بهذا القدر من الشهرة في مجال الفن.
فورثت “جوانا ” بعد وفاة “فنسنت وثيودور فان جوخ” العديد من اللوحات التي رسمها فنسنت، وأخذت على عاتقها مهمة نشر أعمال فنسنت للمتاحف المختلفة حول أوروبا.
كما قامت بنشر الرسائل التي كتبها فنسنت لأخيه ثيودور كأعمال أدبية منفصلة بهدف نشر سيرته الذاتية.
وبعد وفاة جوانا، قام ابنها “فنسنت فان جوخ الرابع “بتأسيس متحف “فان جوخ “في أمستردام عام 1973 ، وتم نقل جميع أعمال فنسنت إلى متحفه الرسمي.