كما هو العهد بهم دائما، بدأت الجماعات الإسلامية في مغازلة السلطة مرة أخرى؛ في محاولة لتجميل وجهها، بعد أن استشعرت ضعف موقفها وشعبيتها في الآونة الأخيرة، وبعدما مارست العمل السياسي الفاشل، ولعل هذا صار
ملحوظا في محاولة حضورهم بقوة في الفترة الأخيرة، والإدلاء بآراء تتوافق مع ما يقوله عامة الناس.
وربما كان ما أدلى به أحد القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية، فؤاد الدواليبي، دليلا على محاولته الصريحة في مغازلة السلطة التي تمثل ميزان القوى في المرحلة السياسية الحالية، حيث قال كلاما عاما يفيد أن جبهة إصلاح الجماعة التي يتزعمها، ترى أن مصر تمر بظروف مهمة وصعبة لابد من الخروج منها بعقلانية، وأن من سيتولى أمور البلاد الآن من الضروري أن يكون قادرا على قيادتها، بغض النظر عن انتمائه؛ لأن تفضيل مصلحة الوطن في هذه الفترة هو الأهم بالنسبة لجماعته.
وفي إشارة واضحة وصريحة للمشير السابق عبد الفتاح السيسي، أشار الدواليبي إلى الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها السيسي عند معظم المصريين؛ وبالتالي فهو وجماعته وقطاع كبير من الشعب يرون أنه رجل المرحلة القادمة، شريطة أن يتحلى بالموضوعية والعقلانية في إدارة شئون البلاد، ورأى أن السيسي هو الأكثر حظا في سباق الرئاسة القادم.
وربما كان الموقف الذي ظهر به الدواليبي، أحد أهم ممثلي الجماعة الإسلامية، يذكرنا بنفس موقف “الإرهابية” السابق، حينما كنا نراهم في حالة غزل دائم للرئيس السابق محمد حسني مبارك أثناء الفترات الانتخابية، معتمدين على قوتهم الانتخابية في الشارع السياسي حينما كان الناس مقتنعين بهم، أما الآن
* محمود الغيطائي روائي حاصل على جائزة ساويرس للأدب