اعتبر خبراء أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو مفتاح حل الكثير من المشكلات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، مؤكدين أنه يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تدرك أن رعايتها لأية جهود لتحقيق السلام يجب أن تنطلق من الثوابت والحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني دون التخلي عنها تحت أية ضغوط
وقال الخبراء في الجلسة العامة الثالثة التي عقدت اليوم على هامش منتدى أمريكا والعالم الإسلامي تحت عنوان تحديد المستقبل : أصوات فلسطينية، إنه مرت تسعة شهور منذ أن بدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جهوده في عملية السلام دون تحقيق نتائج واضحة على الأرض رغم أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد أن عملية السلام ستكون ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.
وأضافوا أن الولايات المتحدة تمكنت من التواصل مع مختلف الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية ولكن حدث فشل بسبب استمرار الاستيطان، حيث سمح لإسرائيل بأن تبني 14 ألف وحدة في 9 أشهر، ثم أعلنت بعد ذلك عن مشروع بناء 3500 وحدة أخرى.
وأكد الخبراء أن المطلوب لاستئناف عملية سلام جدية هو وقف الاستيطان بشكل نهائي والعمل على إزالة الجدار العازل وإلغاء الحواجز وفتح الطرق، وقالوا إنه في هذه الحالة يمكن لنا أن نبدأ في إيجاد دولة فلسطينية قادرة على الحياة، أما إذا لم يتم ذلك فإن المفاوضات لن تكون ناجحة ولن تفضي إلى أي شيء.
وشددوا على أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو مفتاح الحل لمشكلات هذه المنطقة وأن أية مفاوضات يجب أن تنطلق من الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني دون التخلي عنها وهو ما يجب على الولايات المتحدة أن تدركه.
وأكدوا أن الصف الفلسطيني الموحد هو أكبر سلاح يمكن أن تحمله القيادة الفلسطينية في مواجهة السياسات الإسرائيلية الاحتلالية التي استغلت الانقسام الفلسطيني الذي كان سببا في إضعاف عملية التفاوض.
وقال الخبراء إننا أمام أزمة حقيقية وجادة لأن المفاوضات فشلت ويجب أن تكون هناك استراتيجية بديلة، ولهذا السبب تعتبر قضية الوحدة الفلسطينية مهمة جدا في هذا الظرف وهناك مشكلة كبيرة جدا، حيث قام كيري بجهود كبيرة ولكن المشكلة أنه لم يتحقق شيء وهذا يعني أننا نواجه فشلا لعدم توازن القوى بيننا وبين إسرائيل لأن حكومة نتنياهو متطرفة.
وتطرق الخبراء إلى موضوع المصالحة، وقالوا إن الوحدة الفلسطينية الآن تواجه تحديات كبيرة مما يتطلب بذل جهود اكبر للمحافظة عليها في هذا الظرف الحساس.
وفسر الخبراء أسباب حدوث اختراق حقيقي في موضوع المصالحة، وقالوا إنه بدأ يحدث انفراج لشعور كل من حماس وفتح بأن الشعب لم يعد يطيق هذا الانقسام وأن هناك ثمنا سياسيا كبيرا تم دفعه نتيجة هذا الانقسام، كما أنهما أدركا أنهما يتصارعان على سلطة ليست موجودة وأرض محتلة، فضلا عن عوامل أخرى سرعت بالمصالحة ومنها التطورات الحاصلة في سوريا ومصر.
وأكدوا أن التحدي الأكبر الذي يواجه الفلسطينيين حاليا هو الديمقراطية بمعني أنه لن تستمر الوحدة الفلسطينية دون أن نقبل بما تقتضي به الديمقراطية وهو أنه من حق كل شخص أن يدخل الانتخابات.
ورأوا أنه يجب أن تكون هناك استراتيجية عامة بديلة تقدم موقفا سياسيا موحدا وسياسة اقتصادية مختلفة تشجع المشاريع الصغيرة والشباب والفقراء لمساعدتهم على المواجهة في ظل هذه الظروف الصعبة وحماية من يواجهون التطهير العرقي في المنطقة (ج).
وشددوا على ضرورة الاتفاق على ماهية أشكال الصراع وأن يكون هناك قرار وطني موحد لأن أية اتفاق سيبرم فإنه سيكون مع كل الفلسطينيين وليس مع فصيل سياسي بعينه حتى يمكننا الانطلاق نحو المستقبل.
شارك في الجلسة الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، ومحمد دجاني الداوودي رئيس برنامج الدراسات الأمريكية بجامعة القدس، وعمر شعبان مؤسس مركز الفكر الفلسطيني للدراسات الاستراتيجية، وحسام زملوط نائب المفوض للشئون السياسية والناطق الرسمي لمفوضية حركة فتح للشئون الدولية، وأدار الجلسة خالد الجندي زميل مركز يابان لسياسة الشرق الأوسط بمؤسسة بروكينجز.