فى الوقت الذى تتزايد فيه العمليات العسكرية فى العراق لتحرير العراق من قبضة تنظيم داعش، تستعد العواصم الأوروبية لتشديد الرقابة على العناصر المتطرفة منعا لوصولها إلى أوروبا وتنفيذ عمليات إرهابية.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان جاك إيرلوت أنه سيجري تنظيم لقاء دولي حول الموصل في باريس الخميس المقبل لبحث تقديم الدعم الواسع لسكان المدينة العراقية، وانه سيخصص لبحث المستقبل السياسي لمدينة الموصل وسيشارك فيه وزراء خارجية عشرين دولة.
أشار إلى أنه لم توجه الدعوة إلى حكومة إيران للمشاركة في اللقاء. وقال:”يجب تحضير مستقبل الموصل. المهم ليس فقط ربح الحرب بل ونشر السلام“.، مؤكدا على أنه لا يجوز أن يسمح التحالف الدولي بعد تحرير الموصل باستمرار الطريق المسدود في الوضع حول مدينة الرقة.
وفى هذا السياق أعرب المفوض الأوروبي للأمن، جوليان كينج، عن خشيته من أن تؤدي خسارة داعش لآخر معاقله في العراق، الموصل، إلى تدفق العناصر المتشددة إلى أوروبا، موضحا أن استعادة الموصل، معقل داعش في شمال العراق، يمكن أن تؤدي إلى عودة مقاتلين من التنظيم إلى أوروبا، مصممين على القتال.
مشيرا إلى انه حتى مع وصول عدد ضئيل من المتطرفين فانه يشكل خطرا جديا لابد من الاستعداد لها، عبر زيادة القدرة على الصمود في وجه الخطر الإرهابي.
كانت القوات العراقية والبشمركة بدعم من التحالف الدولي وتحت غطاء جوي من طائراته، هجومها لاستعادة الموصل التي يقطنها 1.5 مليون نسمة، وسط تقارير تفيد أن 10 حافلات و12 سيارة محملة بعوائل أجنبية لعناصر داعش، وصلت من مدينة الموصل العراقية.
وعلنت القوات العراقية المشتركة تحرير نحو 20 قرية بالقرب من الموصل خلال الساعات الـ 24 الأولى من عملية استعادة المدينة الواقعة في شمال العراق، واقتربت القوات العراقية من المدينة بينما تصاعد الدخان الأسود فوق موقع لتنظيم “داعش” الذي يسيطر عليها، نتيجة لحرائق أشعلها في محاولة لإعاقة توغل القوات وجعل الضربات الجوية أكثر صعوبة.
وأكد رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي ال أن القوات المشتركة تواصل تقدمها من ثلاثة محاور في المعركة وفق ما خطط له، موضحا أن المعركة تسير بشكل سريع بسبب انهيار دفاعات “داعش“.، وقال الغانمي خلال تواجده مع قوات الفرقة التاسعة في المحور الجنوبي الشرقي للموصل، إن قسما من هذه القوات طوق الحمدانية وقسم آخر مستمر بالتقدم من المحاور الأخرى.
أضاف الغانمي، أن “قوات التحالف الدولي تقدم الإسناد الجوي لنا والكل راض عن الأداء حيث ساند كل القوات المشتركة سواء قوات البيشمركة أم جهاز مكافحة الاٍرهاب وقيادة الشرطة الاتحادية بكل متطلبات المعركة من أسلحة وذخيرة“.
ويهاجم الجيش العراقي الموصل من الجبهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية في حين تشن قوات البيشمركة هجومها على الجبهة الشرقية، وقالت البيشمركة التي انتشرت أيضا شمالي وشمال شرقي المدينة إنها أمنت “شريطا كبيرا” من الطريق، الذي يمتد لمسافة 80 كيلومترا بين أربيل عاصمة إقليم كردستان والموصل المجاورة.
من جانبها أبدت الحركة المسيحية في العراق التابعة للحشد الشعبي، دهشتها من عدم استهداف أرتال تنظيم “داعش” الهاربة من قبل طيران التحالف الدولي.
وهو ما رصدته صحيفة “إيزفيستيا” ، وأشارت إلى قرار واشنطن عدم المشاركة في معركة تحرير الرقة السورية؛ بالرغم من زيادة عديد مجنديها في العراق إلى 8 آلاف، وتجهز عملية لتحرير الموصل.
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة قررت عدم المشاركة في عملية تحرير مدينة الرقة السورية، حيث تبحث إدارة أوباما عن انتصار دولي “بأي ثمن”.
وقررت واشنطن تركيز قواتها حول مدينة الموصل “عاصمة “داعش” في العراق”، حيث تود واشنطن تحقيق انتصار دعائي بأي ثمن قبل الانتخابات الرئاسية، لأن أوباما وحزبه الديمقراطي بحاجة إلى تحقيق أي نتيجة من أجل دعم مرشحتهم هيلاري كلينتون.
وكشفت الصحيفة أن الولايات المتحدة طلبت من العراق إطلاق عملية تحرير الموصل في منتصف أكتوبر الجاري، ولكن العملية الهجومية غير جاهزة لعدم تمكن القوات العراقية من تركيز قواتها اللازمة للهجوم على المدينة، فيما ازداد وجود الأمريكيين العسكري في العراق بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة كما ازداد نشاطهم، هناك من قدم من سوريا، وقد بلغ عدد العسكريين الأمريكيين في العراق ثمانية آلاف عسكري.
كما تمت الاشارة إلى ما ألمحت عنه المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بقولها خلال المناظرة التلفزيونية مع ترامب أن الارهابيين سوف يُطردون من العراق قبل نهاية السنة الحالية. أما في سوريا فسوف “يطبقون عليهم في كماشة”، وهو ما اعتبرته الصحيفة اشارة لوجهة الادارة الأمريكية الحالية.