أم شيماء: لدى خمس بنات..والاسعار تلهبنا وتحني ظهورنا
في عام دراسي جديد ووسط حالة من الغضب التى نرقبها في الشارع المصري منذ فترة طويلة ،حاولت “وطني نت” رصد نبض الشارع اليوم والتعرف علي تداعيات بدء عام دراسي جديد حافل بالكثير جدا من المتطلبات التى تحني ظهور الكثير من الاسر المصرية وتقع علي كاهل كل بيت مصري أبتدًا من الشنطة وحتي القلم والكشكول المدرسي ، والاسعار التى سادت في السوق اليوم ، مقارنة بالعام الماضي فكان لنا حوار مع بعض الباعة والاهالي من الشارع المصري.
أحمد السيد “بائع شنط مدرسية” : من الملاحظ هذا العام ان الاقبال ليس ككل عام ، فالاسعار ارتفعت بالفعل علينا كمحال وتجار وبالتالي علي الزبون ،وكالعادة يأتي الزبون ليتفاجأ بالاسعار الجديدة مقارنة بالاعوام الماضية ويبدأ الحديث المعتاد في محاولات مستميتة لخفض الاسعار ولو قليلا لتخفيف الحمل عنهم ،ففي العادة يكون لكل زبون ابن واثنان وثلاثة وربما اكثر ، فهم يعانون ونحن كتجار نعاني ايضا ،فنفس الشنطة التي كانت منذ عام تبلغ ١٠٠ جنيه علي اقل تقدير اصبحت تبلغ هذا العام ١٣٠جنيه وكذلك الشنط الملونة والبارزة والتى يتم دفعها تصل في بعضها اليوم من ٢٠٠ الي ٣٠٠ ، بعدما كانت علي اقصي تقديراتها العام الماضي تتراوح مابين ١٥٠ وحتي ٢٥٠ جنيه ،وكل اسرة تشتري ماتستطيع اليه سبيلا.
أضاف السيد في كلامه ، أن هناك حالة واضحة من الاستياء والغضب الواضحين بين المواطنين نتيجة وباء ارتفاع الاسعار الذي أصاب كل شئ في البلد منذ فترة وليس فقط في الادوات المدرسية ، فالناس باتت “تمشي في الشارع تكلم نفسها “علي حد قوله من الأسعار ولا سبيل لديهم سوى رفع ايديهم بالدعاء.
وأكد محمد علاء “بائع للشنط المدرسية “الكلام ذاته الذي حدثنا به “السيد” مؤكدا علي حالة الركود السوقية والاستياء العام بين المواطنين نتيجة ارتفاع الاسعار في كل شئ.
كما أوضح “طارق ” تاجر للملابس المدرسية: أن الاسعار بالفعل قد ارتفعت هذا العام عنها في العام السابق بالفعل وان المواطن يئن من الطلبات المتزايدة وكذلك الاسعار ايضا ، مشيرا الي ان الطاقم المدرسي يبلغ في اقل تقديراته هذا العام نحو ١٥٠:١٨٠ جنيه وقد يصل من 400 الى ٥٠٠جنيه للطاقم المدرسي الواحد ولاسيما للمدارس الخاصة واللغات ، ناهيك عن ان سعر القميص المدرسي ذاته الذي كان يبلغ ٦٠ جنيها منذ عام، اصبح اليوم يبلغ نحو ٧٠:٧٥ جنيها ، وكذلك الحال للبنطال المدرسي والمريلة أيضا ، مما جعل المواطنون في حالة من الضجر والاستياء مما يحدث ، مضيفا الي ان المواطن اصبح اليوم اكثر عصبية وضيق صدر وسريع الاشتباك اللفظى معنا كتجار نتيجة ما نعانيه جميعا من ضغوطات حياتيه متزايدة دون ادني ارتفاعات في الدخل الحقيقي للاسرة.
ومن المنطلق ذاته سعينا للألتقاء بعدد من تجار الملابس والشنط والادوات المدرسية الذين اكدوا بدورهم الكلام ذاته ، مشيرين انه علي الرغم من كون هذه الايام هي الموسم الدراسي الذي ينتظرونه من العام للعام الا ان السوق لم يشهد حركة ملحوظة حقيقية ، لذا كان يتحتم علينا ان نتحاور مع المواطنين ونعرف رأي الشارع الحقيقي في متطلبات الموسم الدراسي الجديد فكانت لنا هذه الكلمات من السيدة أم شيماء التى قالت لنا بنفاذ صبر وبإنفعال يظهر علي وجهها الذي أرهقته الايام وضيق الحال، بينما هي تتشاجر مع البائع في محاولة منها لخفض اسعار الملابس المدرسية التي تحتاجها هذا العام لثلاث بنات من بناتها الخمس: “لقد طفح بنا الكيل فماذا عساي أن أفعل مع 5 فتيات جميعهن في التعليم في مراحل مختلفة وكل منهن لها احتياجاتها،ولا زيادة في الدخل والاسعار أصبحت تلتهم وتقضي علي الاخضر واليابس ،فهل لي أن أعلمهن وأعيشهن عيشة كريمة دون الحاجة وسؤال اللئيم أم أزوجهن وأرتاح من اعبائهن المتزايدة علي كاهلي طوال الوقت ،أأبيع بناتي لأول عريس يتقدم لخطبتهن أم ماذا في ظل هذه الاسعار.
وتركنا أم شيماء لعل تجد سبيلا لشراء حاجاتها من البائع بالسعر الذي ترتضيه فتهدأ قليلا ويهدأ قلبها وتعلم بناتها وتعيشهن عيشة كريمة وتقيهن لؤم الايام ، وذهبنا الي أ/محمد الذى جاء بدوره ليبتاع حقيبتا مدرسة لأبنيه في المراحل التعليمية الاعدادى والابتدائي وقد اشار بدوره الي ارتفاع الاسعار بالفعل الا أنهم مجبرون علي الشراء علي كل حال.
و أكدت السيدة نرجس قائلة، أن لديها أبنان في أحد المدارس الخاصة التي دأبت عامًا تلو الآخر علي تغيير اسعار الزي المدرسي وألوانه مما يجبر أولياء الأمور علي شراء الملابس بالالوان الجديدة وكذلك بالاسعار الجديدة التي تضعها المدرسة ، مؤكدة علي أن سعر الزى المدرسي الواحد يبلغ نحو ٥٠٠جنيه وأن الطفل يحتاج الي زيين مدرسيين للعام اي مايبلغ نحو ١٠٠٠جنيه فقط للزى المدرسي ،ناهيك عن الحاجة لزى خاص بحصص الألعاب ومتطلبات أخري كثيرة جدا ، تطيح بنا كل عام حتي نكملها.
ومما يبدو أن المريلة الكحلي التي مدحها الرائع صلاح جاهين ذات يوم في طلة ابنته سامية وهي ذاهبة لمدرستها باتت باهظة الثمن كثيرا وعبئا مؤلما علي كاهل الاسرة ،ولا حياة لمن تنادي.