بالطبع كنت أتمني أن يفوز فاروق حسني وزير الثقافة في معركة اليونسكو,وهو ما لم يحدث.وكنت أتمني أن ينسي الرجل المعركة بكل ما شهدته من ملابسات,وهو ما لم يحدث,رغم أنه يكرر باستمرار عبارة رئيس الجمهورية لهأرمي ورا ظهرك.لكنه لم يرم شيئا إلي الآن.
الأحاديث التي يدلي بها الوزير,والطاقم الذي رافقه في معركة اليونسكو,تضعه في حرج أكثر من أن تبرر فشله للرأي العام.في حواره معالمصري اليوم,ذكر الوزير نصا أنه أعطي منظمة اليونسكو شهرة دولية بترشيحه,وأنه تلقي رسائل من إسرائيل علي تليفونه المحمول تتشفي في فشله إلخ,هذا فضلا عن استهداف مثقفين بعينهم لم يساندوه,أو انتقدوه أثناء الحملة في حوارات صحفية.بالتأكيد في قلب الرجل مرارة,وفي عقله أفكار مزدحمة,لكن المسألة انتهت,ولاسيما أن المبررات التي يسوقها الوزير والمرافقون له لا معني لها,من قبيل تكتل الدول الأوربية خلف مرشحهم,وهو أمر طبيعي فالعرب فعلوا نفس الأمر,أو أن الأفارقة استجابوا لضغوط الدول الأوربية,وهو أمر طبيعي أيضا فالسياسة مناورات, وتكتلات, وضغوط, وإغراءات. أو أن دولة صغيرة عربية لعبت دورا سلبيا,وماذا فعلت الدول العربية الكبيرة المؤيدة؟وآخر ما ذكر شهادة صحفي فرنسي عن وجود خلية من الموساد الإسرائيلي اقامت في اليونسكو لإسقاط فاروق حسني,وهو ما نفاه في اليوم التالي خبراء أمنيون مصريون لهم باع طويل في مجال العمل الأمني خاصة في الملف الإسرائيلي.
ما الحكاية؟
المطلوب الآن أن يسمع فاروق حسني كلام الرئيس مبارك,ويطوي صفحة الموضوع برمته,لأن تصريحاته,واتهاماته,وتسريباته تضع علاقة الدولة المصرية بدول أخري في حرج,وبخاصة فرنسا والولايات المتحدة.والغريب أن نسمع من فاروق حسني الرجل الذي أطلق مشروعات ثقافية وتنويرية مهمة في المجتمع المصري أحاديث عن المؤامرة الخارجية,وأن نسمع من دعاة الإسلام السياسي-الذين هم ضد فاروق حسني-أحاديث عن عدالة المجتمع الدولي الذي أسقط فاروق حسني.
سبحان مغير الأحوال