تجاهل الدكتور هشام عبد الباسط محافظ المنوفية العيد القومي للمحافظة والذي مرت ذكراه بالأمس 13 يونيو دون أن يحتفل به المحافظ مما اعتبره البعض تجاهل لهم وخروج عن التقاليد التي اعتادوا عليها من المحافظين السابقين والذين دائما ما نظموا احتفاليات لهذا اليوم أو افتتاج إنجازات هامة في هذه الذكرى، لكن عبد الباسط لم يفعل هذا ولا ذاك.
احتفل الدكتور أحمد شيرين فوزي المحافظ السابق للمنوفية بالعيد القومي للمحافظة بحفل كبير أحياه حمادة هلال ومصطفى كامل وحضره شخصيات عامة ومرموقة بالمحافظة بالإضافة إلى افتتاحات جديدة بمناسبة عيد المحافظة منها ميدان الوزير أحمد رشدى ببركة السبع ومدرسة حسين عمر للتعليم الأساسي بقرية كفر الدوار التابعة لمركز ومدينة الباجورالمركز التكنولوجى المطور لخدمة المواطنين والمستثمرين
يذكر أن أهالى المنوفية يحتفلون في عيدهم القومي بذكرى التمرد على البطش والظلم ،عندما وقف أهالى قرية دنشواى أمام الإنجليز فى الحادث الأليم عام 1906 للدفاع عن حق مؤذن المسجد الذى قُتلت زوجته وحرق جرنه أثناء تواجدهم فى قرية دنشواى لصيد الحمام والذى تحول إلى صيد البشر ولم يقبل أهالى المنوفية بالإستعباد وثاروا فى وجه الظلم وقبضوا على الضباط الإنجليز ولقى الكابتن بول مصرعه مطروحا على الأرض ومات بعد ذلك متأثرا بضربة شمس إثر عدوه لمسافة طويلة تحت أشعة الشمس، ومنذ هذا الحين وتحتفل المنوفية بذكرى دنشواى التى راح ضحيتها 4 أفراد وتم جلد آخرون لكنها ذكرى الكفاح والصمود الفعلى والتمرد على الظلم
تعد المنوفية أولى المحافظات المتمردة عندما وقفت فى وجه الحزب الوطنى فى عز قوته وجبروته وقياداته الباطشة وقالت لهم ” لا ” فى إنتخابات 2005 والتى أعطوا أصواتهم فيها للإخوان الذين لايحبونهم ولكن نكاية فى الحزب الوطنى وكسره والوقوف فى وجه هذا الظلم ، واستمرت على الدرب ولم يستطع أى فصيل أن يسيطر عليها أو يغير هوية أهلها وتفكيرهم ووقفوا من جديد أمام النظام الحاكم وخرجوا إلى ميادين الثورة للمطالبة برحيل الحزب الوطنى ورحيل الظلم ، ووقفوا أيضا ضد الإخوان عندما حاولوا السيطرة على مصر وإغتصابها ونزولهم على إنتخابات الرئاسة وتمردوا من جديد وأعطوا أصواتهم لمنافسى الإخوان ولم يعطوهم أصواتهم ومع تزايد بطش النظام الإخوانى عندما حكم مصر، ثارت المنوفية وكانت أولى المحافظة التى شاركة فى حملة تمرد وجمعت مايقرب من 2 مليون إستمارة تمرد وخرجت فى جميع الميادين للمطالبة برحيل النظام الإخوانى وبدأوا الإعتصام أمام المحافظة وفى الميادين الأخرى بالمراكز قبل باقى المحافظات بأيام لإعلان تمردهم على النظام حتى شاركت فى إسقاطه
على المستوى السياسى تعتبر المنوفية من المحافظات الهادئة التى لايتسم أهلها بالعنف ويعرف أهلها بالطيبة والذكاء ومواقفهم العقلانية الثابتة فى الحياة السياسية ودورهم المعارض طوال الوقت حيث أن المنوفية وقفت فى وجه نظام الحزب الوطنى فى إنتخابات 2005 وأعطت أصواتها للإخوان المسلمين للوقوف فى وجه الحزب وبطشه وتكويشه على السلطة وعلى الرغم من ذلك أسماها الإخوان عاصمة الفلول بعدما أعطت مليون صوتا للفربق أحمد شفيق على حساب مرشح الإخوان محمد مرسى فى إنتخابات الرئاسة والذى رفض أهلها إعطاء أصواتهم لجماعة الإخوان لخوفهم منهم ومن إستغلالهم للدين فى السياسة وعلمهم الشديد بطبيعتهم وسطرت المنوفية تاريخا مشرفا جديد لها بعد 30 يونيه عندما شاركوا بنسب كبيرة فى الإستحقاقات الماضية الإستفتاء على الدستور الجديد والإنتخابات الرئاسية بالإضافة إلى أنها قدمت الكثير من الشهداء فى حرب مصر على الإرهاب.