” هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه ” ، لإن المسيح إلهنا قام من بين الأموات ووطيء الموت بالموت ، ووهب الحياة للذين في القبور … ” هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه ” (مزمور ١١٨ [ ١١٧ ] : ٢٤ ) كوننا مسيحيّين ، فقد خُلِقنا لملكوت الله منذ نعومة أظفارنا … ، لكن ، مع الاعتراف بهذه الحقيقة والإيمان بها بشكلٍ مطلق ، تواجهنا العديد من الصعوبات للتمسك بهذا الامتياز ونمضي سنوات عديدة في فهمه . طبعًا، وبدون شك ، ما من أحد يمكنه فهم هذه الحقيقة بشكلٍ كامل إلا باللجوء بإيمان إلى القائم من بين الأموات وواهب الحياة والنعم والمعرفة والإدراك … في هذا اليوم الكبير ، هذا اليوم الذي نسمّيه باكورة الأيّام ، وموسم المواسم ، لإن الرّب يسوع المسيح قام من بين الأموات ، ووطيء الموت بالموت ، ووهب الحياة للذين في القبور … في هذا اليوم ، وامام هذا الحدث العظيم والفريد من نوعه ، نبقى كالأطفال الصغار… الذين ينقصهم أعينٌ ليروا بها ، وقلبٌ ليفهموا ، وعقلٌ ليفكّروا من نحن ؟ من نحن فعلاً … ؟. هذا هو يوم الفصح ، يوم القيامة المجيد ، يوم الانتصار والظفر على الباطل والظلم ، فلنقل معاً : ” هذا هو اليوم المميّز بين الأيام ، اليوم الملكي ، يوم الرب ” ( رؤيا القديس يوحنا ١ : ١٠ ) . هذا هو اليوم الذي قام فيه الرب من بين الأموات ، وهذا هو اليوم الذي يحمل لنا الخلاص ” . هذا هو اليوم الذي يجعلنا أكثر وعياً ولا نستطيع فهمه . إنه يوم استراحتنا ، يوم السبت العظيم ، إذ ان الرّب يسوع المسيح قد دخل في راحته ” ، ونحن معه . يقودنا هذا اليوم الأغر ، في الطّريق الّتي تعبر القبر وابواب الظلام والموت إلى : ” أيام الفرج والحريّة ” . لقد اكتفينا من المتاعب والكآبة والتعب والحزن والندم . وعانينا ما يكفي في هذا العالم . شبعنا من ضجيج هذا العالم وصخبه ومغراياته ، فالضجيج هو موسيقاه المفضلة . أمّا الآن ، فالصمت يسيطر وهو الذي يتحدث : هذا هو النعيم لدينا . إنها بداية الأيام الهادئة ، حيث نسمع الرّب يسوع المسيح هناك وصوته ” كـصَوت نَسيمٍ لَطيف ” يُكلّمنا ويُرشدنا ، لأن العالم لم يعد يتحدث . ” اخلَعوا الإِنسانَ القَديمَ ” ( أفسس ٤ : ٢٢ ) ، ” والبَسوا الرَّبَّ يسوعَ المسيح ” (رومة ٣ : ١٤ ) فليعطنا الرّب يسوع ، عندما نتجرد هكذا، أن نلبس من جديد أشياء خفية وغير فانية ! وليعطنا أن نتمكّن من النّمو في النعمة وفي معرفة ربّنا ومخلصنا القائم من بين الاموات ، يوماً بعد يوم ، فصلاً بعد فصل ، سنة ًبعد سنة ، إلى حين يأخذنا معه ويصعدنا إلى مملكة أبيه وأبينا، إلهه وإلهنا ( يوحنا ٢٠ : ١٧ ) . فالمسيح قام … حقاً قام …